تؤكد اللجنة المنظمة لمسابقة ملكة جمال الأخلاق في المنطقة الشرقية، أنها مصممة على إطلاق مسابقة للرجال بموازاة المسابقة المخصصة للنساء، وأنها ستضع أطرا تحدد آليات الاختيار والتحكيم والتدريب، تمهيدا لإطلاق مسابقة ملك جمال الأخلاق للرجال خلال العامين القادمين، لكنها لم تحدد عمر المتسابقين ، وهل سيكون كمسابقة ملكة جمال الأخلاق بين 17 25 سنة، أم ينقص قليلا أو يزيد قليلا ؟فاللجنة إلى الآن لم تحدد آلية مسابقة «عرب أيدول الأخلاقية» ، هذه اللجنة التي يبدو لي أنها إلى الآن لا تعرف أن العالم ومنذ القرن الماضي غرق في ما يسمى «ثقافة الاستهلاك» بسبب الحضارة المادية التي حولت كل شيء مادي بما فيه الإنسان إلى سلعة يمكن تسويقه، وله تاريخ صلاحية كأي منتج، وبالتأكيد مثل أي منتج يمكن رميه في سلة المهملات.ولأنها لا تعرف أي اللجنة بماذا غرق العالم، طرحت المبادئ الأخلاقية كمسابقة، ووضعت «حافزا خارجيا» جائزة لأفضل أخلاقية، وبعد عامين لأفضل أخلاقي.هل يعقل أن تطرح المبادئ الأخلاقية التي هي جوهر الإنسان والقاعدة التي توجه السلوك وتنظمه، أو المبدأ الذي هو المنطلق الأول لسلوكنا، للمسابقة كمسابقة «عرب أيدول» ؟كنت سأتفهم مثل هذه المسابقة لو طرحت للأطفال في سن مبكر، قبل أن يعي الطفل والطفلة ما الذي يعنيه «المبدأ الأخلاقي للإنسان» ، ولماذا يحتاجه أو لن يحقق سعادته بدونه ؟.فيمارس الطفل هذا السلوك دون أن يعيه، وحين يكبر ويفهم المعنى، سيعرف أن الإنسان لا يمكن له أن يعيش سعيدا ويحترم ذاته ولا يحتقرها في هذه الحياة والحياة الأخرى، ما لم يتكئ على مبادئه الأخلاقية.الحق يقال : وإن كانت الحضارة الغربية المادية التي أوجدت ثقافة الاستهلاك، والتي استغلت كل شيء مادي حتى جسد المرأة والرجل وصوتهما كسلعة، من خلال المسابقات لجلب الجماهير والمعلنين والنقل التلفزيوني، إلا أنهم إلى الآن لم يتجرؤوا على طرح «المبادئ الأخلاقية» كمسابقة لديها راع ومعلن، ويمكن التصويت على من هو الأخلاقي، ربما لأن المبادئ الأخلاقية لا تحتمل تحويلها لسلعة حتى لا تفسد، إذ يصبح الإنسان أخلاقيا ليحصل على قيمة الجائزة.للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 127 مسافة ثم الرسالة[email protected]