قال الله تبارك وتعالى: «كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام». وقال النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم: «أكثروا من ذكر هادم اللذات يعني الموت». إن القلم ليعجز واللسان يتلعثم والكلام يقصر في وصف فضيلة الأستاذ الدكتور الشيخ أحمد بن سعد الحمدان أستاذ العقيدة بجامعة أم القرى، وقد سمعت عنه الخير الكثير، فله مزايا حميدة وخصال سامية وأعمال فاضلة. قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حديث عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: «سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يُبقِ عالمًا اتخذ الناس رؤوسًا جهالًا، فسئلوا فأفتوا بغير علم، فضلوا وأضلوا). إن فقد العلماء المخلصين تتضاعف به المصائب، لأن العلماء الموحدين المخلصين أصبحوا ندرة قليلة بين الناس، وإن فقد العلماء ليس فقدًا لشخص العالم فحسب، ولكنه فقد لجزء من تراث النبوة، لأن العلماء ورثة الأنبياء. فقد كان يحث على التوكل على الله ويذكر قول النبي صلى الله عليه وسلم:»لو أنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير تغدو خماصًا وتروح بطانًا». إنني أكتب وقلبي حزين، ولا أقول إلا كما وجهنا وأرشدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما يرضي ربنا عز وجل: «إن لله ما أخذ وله ما أعطى وكل شيء عنده بأجل مسمى».. «إنا لله وإنا إليه راجعون». لقد فقدنا عالمًا فاضلًا خلوقًا، فكان ينتقي طيب الكلام ويقف إلى جانب الحق ويذود عنه وإلى جانب اليتيم والأرملة والمسكين، وقد كان وصولًا يزور المريض ويواسي الفقير، وكان كثير الذكر والتضرع، يُسكت من يتكلم في أعراض المسلمين.. وكان ينصح ويوجه ويُركِّز على توحيد الله جل في علاه ويحرص على حضور المحاضرات والدروس كما قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: قد مات قوم وما ماتت مكارمهم وعاش قوم وهم في الناس أموات رحم الله الأستاذ الدكتور أحمد بن سعد وأسكنه فسيح جناته وجمعنا به في دار كرمه ومستقر رحمته على سرر متقابلين ورزقنا الله شفاعة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم ونسأل الله جل وعلا أن يجعل قبره روضة من رياض الجنة، وأن يريه مقعده في الجنة صباحًا ومساءً، وأن يجعل الخير والبركة والصلاح في ذريته وإخوانه اللهم آمين. وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. داود بن أحمد العلواني العمري - جدة