تحت شعار «الصين بلاد تتألق جمالا» أكملت بلاد «التنين» رسم الصورة التي هيأتها في جناحها بوصفها ضيف المهرجان الوطني للتراث والثقافة في دورته ال(28) الذي ينطلق الأربعاء بعد المقبل. حيث يسعى الجناح الصيني الرئيس لإظهار معالم الحضارة الصينية التراثية والعصرية من خلال العروض داخل وخارج الجناح والندوة الخاصة حول العلاقة الثقافية الصينية السعودية وغيرها من الفعاليات، ولتشارك الصين حضارتها الباهرة مع العالم عن طريق فعاليات التواصل الثقافي على مستوى الدولة. ويأتي حلول الصين، ضيف شرف على مهرجان «الجنادرية 28»، حرصًا من قادتها على توطيد أواصر الصداقة وتعزيز التواصل الثقافي والتبادل الودي بين البلدين، ولا أبلغ من ذلك إعلان رئيس مجلس الدولة الصيني السابق سيد ون جيا باو، إعلان مشاركتهم في «الجنادرية 28» كضيف شرف للمهرجان الوطني للتراث والثقافة، ومن ثم تم تنسيق الأعمال التحضيرية على التوافق بين وزير الثقافة الصيني ووزير الثقافة والإعلام السعودي. وتنبثق فعاليات الصين باعتبارها ضيف الشرف في مهرجان «الجنادرية 28» من موضوع «مشاركة الثقافة مع العالم» باعتباره محورًا رئيسًا لتصميم العروض التي تبرز للشعب السعودي والوفود الزائرة الثقافة الصينية المفعمة بالحيوية التي تمزج بين الموروث التقليدي العتيق والتنمية الإبداعية الحديثة، حيث تعتبر فعاليات الجناح الصيني فرصة سانحة لمتابعة أبهى حوار يجسد الصراع بين الأصالة والحداثة وتتلاحم فيه التقاليد مع الإبداع. ويحتوي الجناح الصيني في مساحته البالغة 2000 متر مربع على ثلاثة أجزاء على امتداد اتجاه الزيارة ليجسد موضوعات «خلق الحضارة» و»المشاركة الحضارية» و»التبادل الحضاري»، فيما يقسم المعرض إلى أربعة فصول «عالم المطرزات الحريرية» و»تذوق العذوبة والعتيق»، و»أرض التأديب والتهذيب»، و»تخطّي العصور والقرون» ليظهر من خلالها سحر الحضارة الصينية التقليدية، ومصدر ثقافة الطريق الحريري بين الصين والسعودية، وروعة الحضارة الصينية الحديثة، وتنمية الثقافة الإسلامية في الصين، والتبادل الودي بين البلدين منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 22 سنة، مستعينين في ذلك بأساليب عرض متعددة تشمل الوسائل التقليدية والتقنية الحديثة.ولا تقتصر فعاليات الجانب الصيني على ما حواه جناحها من معروضات تراثية وعصرية بل سيشهد المهرجان عروضًا صينية فنية رائعة في الهواء الطلق، تتمثل في رقصات التنين والأسد وتاي جي، وكونغ فو وغيرها من العروض المتميزة. وفي الوقت نفسه، سيعقد الجناح «يوم الثقافة الصينية» الخاص، مثل: «يوم شرب الشاي» و»يوم الفن الخزفي» و»يوم أزياء قومية الهان» و»يوم خط اليد» و»يوم تا جي»، وغيرها، إضافة إلى أن الإبداع التشكيلي المشترك بين الفنانين من الصين والسعودية سيكون مهتمًا بمشاركة المشاهدين وتجاوبهم في النشاطات علاوة على تلاحم الثقافة الصينية والثقافة السعودية وتصادمهما. وسيتمكن زوار جناح الصين من الوقوف على مسيرة الصين التاريخية الخالدة بدءًا بحرف التطريز بانتمائها إلى الثقافة الحريرية العتيقة إلى هوت كوتور «الأزياء الصينية» الراقية، إلى المواد الغذائية المستخدمة في الطب الصيني التقليدي، ثم الوسائل المعاصرة للمحافظة على الصحة، فضلًا عن وراثة ثقافة الأكل الإسلامي وإصلاحها وإبداعها، مرورًا بالفنون الصينية الخمسة «الأدوات الموسيقية، والكتب، والشاي، والأزهار، والبخور» التي يجدها الناس ناضرًا وجديدًا، إضافة إلى العروض الشابة الحيوية المتمثلة في الخزف الصيني الذي ذاعت شهرته في أنحاء العالم والأدوات الموسيقية الخزفية الدقيقة التى صنعت في جينغدتشن، ومن حضارة الطريق الحريري العريق إلى التبادلات الثقافية المكثفة منذ التأسيس الدبلوماسي بين البلدين، وانتهاء بما وصلت إليه من مكانة أهلتها لأن تتحكم في صناعة القرار العالمي ومحركًا أساسيًا لمراكز القوى الاقتصادية فيه لتتحقق فيها فراسة الفرنسي نابليون بونابرت الذي قال: «دعوا الصين نائمة فلو استيقظت فسيندم العالم». ويأتي تنظيم فعاليات الجناح الصيني في مهرجان «الجنادرية 28»، برعاية مشتركة من وزارة الثقافة الصينية، ومكتب شؤون الديانات التابع لمجلس الدولة، وحكومة بكين الشعبية، وحكومة مقاطعة جيانغشي الشعبية، وحكومة مقاطعة قانسو الشعبية، وسفارة جمهورية الصين الشعبية لدى المملكة العربية السعودية، توازيًا مع التنظيم من مؤسسة لونغ شي جيا لان الدولية للدعاية والإعلان ببكين والتعاون من شركة الصين للبترول والكيماويات (مجموعة سينوبك)، ومكتب الاتصال للشركات الصينية في السعودية وغيرها مما يربو على 11 مؤسسة صينية بالسعودية.