عقيل الحلالي (صنعاء) - قُتل ثلاثة مسلحين وأصيب اثنان أمس السبت بمحاولة اغتيال استهدفت أحد أعضاء مؤتمر الحوار الوطني في اليمن، الذي انطلق الأسبوع الماضي في العاصمة صنعاء بهدف إعداد دستور جديد وحل الأزمات الكبرى كالاحتجاجات الانفصالية في الجنوب ووضع محافظة صعدة (شمال) الخاضعة منذ سنوات لسيطرة جماعة الحوثي المسلحة. وقال مسؤولون في جماعة الحوثي، إن هجوماً مسلحاً استهدف ظهر السبت موكب الشيخ عبدالواحد أبوراس، الذي ينوب مع 34 آخرين عن هذه الجماعة المذهبية في مؤتمر الحوار الوطني، الذي يعد أهم إجراء في عملية انتقال السلطة في اليمن، التي ينظمها اتفاق مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي منذ أواخر نوفمبر 2011. وقال مصدر أمني يمني ل"الاتحاد" إن مسلحين مجهولين نصبوا كمينا مسلحا للشيخ أبو راس أثناء مروره على متن سيارته في جولة النصر، شمال شرقي العاصمة صنعاء، ما أدى إلى سقوط "قتلى وجرحى" بين أفراد حراسة القيادي في جماعة الحوثي، التي خاضت ستة حروب مع القوات الحكومية في شمالي البلاد خلال الفترة ما بين 2004 و2009. وأعلن علي البخيتي، أحد ممثلي "الحوثيين" في مؤتمر الحوار، في تصريح نقله التلفزيون اليمني الحكومي، أن الهجوم أسفر عن مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة اثنين آخرين. ودانت هيئة رئاسة مؤتمر الحوار الوطني "الحادثة" التي وقعت على مسافة غير بعيدة من مقر انعقاد جلسات المؤتمر، الذي سيستمر ستة أشهر، بمشاركة 565 عضوا يمثلون ثمانية مكونات يمنية غير متجانسة، أكبرها مكون الرئيس السابق علي عبدالله صالح، الذي اضطر للتنحي بداية العام الماضي تحت ضغط الشارع وبعد قرابة 34 عاما من السلطة. وقال عضو مؤتمر الحوار، عبدالكريم جدبان، وهو نائب في البرلمان موال لجماعة الحوثي، إن محاولة اغتيال أبو راس "بادرة خطيرة تستهدف الحوار الوطني والإجماع اليمني"، مضيفا أمام أعضاء المؤتمر أن محاولة الاغتيال "دعوة للانسحاب من مؤتمر الحوار، ولن تكون الأخيرة".ولاحقا، قالت جماعة الحوثي في بيان رسمي، تلقت «الاتحاد» نسخة منه، إن محاولة الاغتيال "خطوة إجرامية خطيرة تثبت مدى هيمنة القوى العسكرية التقليدية على العاصمة صنعاء، وسعيها لإفشال الحوار الوطني"، محملة السلطة "المسؤولية الكاملة عن هذا العدوان"، وطالبتها بحماية ممثليها وبقية أعضاء مؤتمر الحوار الوطني، "وإخلاء العاصمة صنعاء من الميليشيات المسلحة". وكان مؤتمر الحوار الوطني واصل، السبت، أعمال جلسته العامة الأولى، التي بدأت الثلاثاء وتستمر نحو أسبوعين، يتم خلالها تشكيل فرق العمل التسع التي ستبحث على مدى شهرين 13 قضية أبرزها القضية الجنوبية وقضية صعدة والمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية. وخصصت جلستا السبت، الصباحية والمسائية، لمواصلة الاستماع لمداخلات العشرات من أعضاء مؤتمر الحوار الوطني، حيث ركزت معظمها على الوضع المضطرب في الجنوب، في ظل تصاعد المطالب الانفصالية هناك على خليفة اتهامات للشماليين باحتكار الثروة والسلطة منذ العام الرابع لإعلان الوحدة الوطنية بين شمال وجنوب اليمن في مايو 1990. وحوالى نصف أعضاء مؤتمر الحوار الوطني ينتمون إلى المحافظات الجنوبية، إلا أن 85 عضوا يمثلون فقط فصائل "الحراك الجنوبي" التي تقود الاحتجاجات الانفصالية، والتي رفضت غالبيتها المشاركة في الحوار الوطني. ... المزيد