بين الحين والآخر نسمع عن توبة فنان أو لاعب كرة أو شخصية عامة، ويورد الخبر أن تلك الشخصية ذهبت إلى الشيخ فلان وأعلنت على يديه التوبة، وبعد ذلك تتم زفة هذا التائب إعلاميا وكأن توبته قد قبلت.وقد تكاثرت حالات إعلان التوبة على أيدي المشايخ، وإن لم تلتفت وسائل الإعلام لهذه التوبة، فإن بعض المشايخ ومن خلال محاضراته المسجلة نجد منهم من يعلن أن هناك الكثير ممن تاب على يديه.فهل من شروط التوبة أن يعلن التائب توبته على يد شيخ من المشايخ؟.هذه الإعلانات المبثوثة بين الناس، والتي تظهر بين الحين والآخر، هي تمثل حالة من حالات التمسح، إذ أن من شروط التطهر في ديانة المسيحية الذهاب إلى القسيس والاعتراف على مسامعه بالذنوب المقترفة كي يبارك التائب ويطهره.فهل في ديننا شيء يستوجب على المرء الذهاب إلى البشر (مهما كانوا) والكشف عن الذنوب المقترفة والحصول على المباركة ومن ثم إعلان التوبة على أيديهم؟.للأسف الشديد، هذه صورة من صور التمسح تم إدخالها إلى ديننا الحنيف، وتم تسويقها كمظهر من مظاهر نجاح الدعاة والوعاظ، مع علمنا اليقين أن التوبة هي حالة ندم تعتري الإنسان، فيلجأ إلى رب العباد تائبا نادما ولم تكن في زمن من الأزمان (إلا زمننا) حالة مظهرية يخرج فيها الإنسان من بيته قاصدا شخصا ليعلن بين يديه التوبة.إذ تعلمنا من صغرنا أن على المسلم الحرص الشديد على تنقية عباداته من الرياء الجالب لاستحسان إعجاب الناس، فكيف يتم تسويق إعلانات التوبة هذه؟.والذي أعلمه ويعلمه معي كل من تعلم كيفية التوبة أنها حالة ندم تعتري الإنسان بسبب اقتراف المعاصي أو معصية بعينها، فيلجأ إلى الله بنية خالصة تائبا نادما مما اقترفه من معصية، عازما أن لا يعود إليها، فإن غلبه الشيطان وعاد إلى المعصية عليه تكرار التوبة والندم لله عز وجل مع الدعاء أن يخلصه من معاصيه. والإنسان في حياته تتكرر سقطاته ومعاصيه، ومع كل معصية هو بحاجة إلى الرجوع إلى الله والتضرع وإعلان توبته، ولهذا يقول الله عز وجل: (إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين).فهل ما يعلن من توبة فلان وعلان على أيدي بعض المشايخ هو صورة من صور تلك التوبة، وهل لدى المعلن أو المعلن عنده استعداد لزفة التائب في كل مرة يعود فيها إلى المعصية.من رحمة الله عز وجل أن جعل التوبة خالصة له وبين يديه، ولم يطلب منا البحث عن مشايخ لإعلان التوبة على أياديهم، فهذه صورة دخيلة تم ترويجها والفرح بها على أنها نجاح لفلان وعلان.للتواصل أرسل sms إلى 88548الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701زين تبدأ بالرمز 159 مسافة ثم الرسالة[email protected]