GMT 0:03 2013 الأحد 24 مارس GMT 4:22 2013 الأحد 24 مارس :آخر تحديث مواضيع ذات صلة شملان يوسف العيسى يتجه أكراد العراق إلى إعلان الاستقلال، حيث أعلن وزير الثقافة ملك الدين كاكاثي أن الالتزام بالدستور العراقي هو الضمانة الأساسية لحماية وحدة العراق، لكن هناك حالياً انتهاكات متكررة ومتعددة لمضامين هذا الدستور، وهنالك أطراف سياسية لا تلتزم به، وعليه فمن حقنا أن نختار طريقاً آخر ما دام هناك من لا يحترم الدستور ولا يلتزم به. المأساة أن العراقيين بكل طوائفهم متعايشون طوال تاريخهم بين النهرين، فأكبر مدينة كردية هي بغداد، وهناك قبائل عربية تعيش في مناطق كردستان خصوصاً في الوديان. ومن المؤكد أن إقليم كردستان هو المستفيد الأكبر من سقوط نظام صدام، فقد حصل الأكراد على مكاسب سياسية ودستورية واقتصادية أكثر من غيرهم في باقي أقاليم العراق، ومن هذه المكاسب على سبيل المثال، أن الرئيس العراقي أصبح كردياً ولأول مرة، كما أصبحت للأكراد قوة داخل المجلس التشريعي، أما مكاسبهم الاقتصادية فيحسدهم عليها بقية العراقيين، فقد ساعد الاستقرار الأمني للإقليم على تدفق الاستثمارات الأجنبية حتى فاقت 22 مليار دولار توزعت على مشاريع سكنية وصناعية وسياحية وتجارية وزراعية تفوق كل التوقعات الرسمية في الإقليم، ودليل ذلك أن عدد السيارات في المحافظات الثلاث في الإقليم وصلت إلى حدود مليون و300 ألف سيارة، حسب إحصاءات حكومة الإقليم. والسؤال هو: لماذا يريد الكرد الاستقلال عن العراق، رغم كل الامتيازات التي حصلوا عليها؟ وهل من مصلحتهم الاستقلال؟ القيادة الكردية ممثلة بمسعود البارزاني، أوضحت مؤخراً أن الذي يحصل في العراق الآن ليس شراكة، و«إذا كانت تبعية فلن نقبل التبعية والوصاية من أحد، لذا نحن شعب كردستان نريد جواباً على هذا السؤال، وإذا كان الجواب بنعم، فإننا لن نقبل تعهدات من غير عمل، بل نريد عملاً، لأننا تعبنا ومللنا سماع وعود دون عمل، وإلا فكلٌ يدرك الطريق الذي سيسلكه». والسؤال الآخر: هل هناك اتفاق بين أكراد العراق حول الاستقلال؟ وهل من مصلحة الأكراد تفكك العراق؟ وهل من مصلحة العرب تفكك العراق الحديث؟ الأمر المؤكد أن الأكراد ليسوا متفقين على وجهة نظر واحدة تجاه الحكومة المركزية... فبعض أقطاب النخبة الكردية لا يزالون يطالبون بالتفاوض مع الحكومة المركزية لحل القضايا العالقة بينهم. فالخلاف بين الحكومة المركزية ببغداد والأكراد في الشمال لا يتمحور حول قضية واحدة بل إن أزمة الحكم في العراق أصبحت جزءاً من المشكلة. فالأكراد يتهمون رئيس الوزراء المالكي بأنه قومي عروبي منحاز للعرب على حساب الأكراد، بينما يراه العرب السنة بأنه طائفي يريد الاستئثار بالسلطة وعدم الاستجابة لمطالب الأطراف السياسية المتعددة. على الدول العربية جميعاً، ودول الخليج خصوصاً، عدم التخلي عن العراق الشقيق، فهم يستطيعون لعب دور إيجابي في تفكيك الأزمة الحالية بين حكومة المركز والأكراد في الشمال، لأن وحدة العراق وتماسكه تعني وحدة العرب وتماسكهم، بينما تمزق العراق يعني تمزق العرب. فاستقرار العراق سوف ينعكس إيجاباً على كل دول المنطقة، فالازدهار الاقتصادي والاجتماعي فيه وتحسين وضع الإنسان العراقي، سواء في الشمال أم الجنوب أم الوسط، هو أكبر ضمانة لاستقرار ووحدة شعوب المنطقة. والحقيقة التي علينا نحن العرب فهمها جيداً، هي أن الظروف الإقليمية والدولية غير مؤهلة لإعلان استقلال إقليم كردستان، لأن الدولة الجديدة ستكون محصورة بين تركيا وإيران، وكلتاهما لديها مصالحها. فلا تتخلوا عن العراق بل ادعموه أيها العرب.