ناصر الحمويِ انطلقت اليوم السبت فعاليات "يوم تضامن المرأة القطرية مع المرأة السورية"، بالنادي الدبلوماسي، وذلك بمبادرة من السيدة سهيلة آل حارب سيدة الأعمال القطرية، بحضور سعادة السيد عبد الله بن حمد العطية رئيس هيئة الرقابة الإدارية والشفافية، وحشد من الفاعليات النسائية القطرية والسورية، بينما قدمت الفعاليات الإذاعية بثينة عبدالجليل. شارك في جلسة الافتتاح العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والشيخ أحمد الصياصنة شيخ الثورة السورية، والدكتورة عائشة المناعي نائب رئيس البرلمان العربي وفضيلة الداعية الشيخ مصطفى الصيرفي، وسفيرا الائتلاف الوطني السوري في قطر والمملكة المتحدة، بالإضافة إلى جمع غفير من سيدات الأعمال والأكاديميات والناشطات في منظمات المجتمع المدني في قطروسوريا. وقال فضيلة الشيخ الدكتور يوسف القرضاوي في كلمة بالمناسبة إن الثورة السورية لها مكان عميق في وجدانه وأنها ستحقق آمالها وتطرد الظالمين، معتبرا إياها نعمة امتن الله بها على الشعب السوري، وطالب بنصرة الشعب المطالب بالحرية والعدالة وتقديم المساعدة والعون له، خصوصا الفئات الضعيفة كالنساء والأطفال وحمايتها من آلة البطش التي يمتلكها النظام القمعي، مؤكداً أن قطر قامت بما ينبغي في هذه الثورة وكل ثورات الربيع العربي بحق وبإخلاص ومن أول يوم بغية نصرة الحق. وأعلن القرضاوي عن تبرعه ب 50 ألف ريال خلال اليوم التضامني، داعياً العرب والمسلمين والشرفاء حول العالم إلى أن يكونوا مع هذا الشعب الجريح بكل ما يستطيعون وأن يناصروه ويتنافسوا في البذل له، مُشيداً بتضحيات السوريين الذين قالوا: "لا للاستبداد"، مبينا أن بشار "وحش يأكل الناس" نافيا عنه صفة الأسد، لأن الأسد لا يفترس إلا إذا كان جائعا، بينما بشار يقتل الناس جائعاً وشبعان. وكان الحفل قد بدأ بآيات عطرة من الذكر الحكيم تلاها الشيخ محمد مكي، ثم ألقت صاحبة المبادرة السيدة سهيلة آل حارب الرئيس التنفيذي لشركة سولي للعلاقات العامة كلمة ترحيبية قالت فيها: "نجتمع اليوم ومشاهد القتل والدمار والتهجير القسري على أرض سوريا تغرق ضمائرنا وأنّات النساء والأطفال تقضّ مضاجعنا وصدى الانتهاك الصارخ لأبسط حقوق البشر يخيم علينا"، مشيرة إلى أن لقاء اليوم "أرادته المرأة القطرية تضامنياً مع شقيقتها السورية التي أبت إلا أن تكون المضحية، الصابرة، والصامدة في ميدان المعركة حرباً وسلماً إزاء ما تتعرض له من معاناة وبطش تحدثه كل يوم آلة القمع والتنكيل التابعة للنظام السوري، أرادته المرأة القطرية صرخة مدوية في وجه البطش والقتل والتدمير". وقالت "لا أراني هنا في حاجةٍ للتذكيرِ بما تقوم به قطر لوقف حمام الدم في سوريا، فالوقائع على الأرض تؤكد أنها كانت سباقة في الدعوة لوقف نزيف دم الشعب السوري، ويمثل الموقف الثابت والمبدئي الذي اتخذته تجاه ثورة الشعب السوري التزاماً أخلاقياً، امتازت به السياسة القطرية منذ انطلاق ربيع الثورات العربية قبل أكثر من عامين". وطالبت السيدة آل حارب بتحرك دولي فاعل لحماية نساء وأطفال سوريا من القتل وأعمال العنف وانتهاك الحقوق والضغط باتجاه وقف حمام الدم بمعزل عن المواقف السياسية، مؤكدة أن المرأة القطرية أرادت من خلال هذا الحدث أن تواسي شقيقتها السورية وان تنوه بشجاعتها وتساندها في محنتها لإيمانها بأن حبل الظلم قصير وان ما تعانيه إزاء تعدد الأدوار التي تفرض عليها الظروف الراهنة الاضطلاع بها، إلى زوال. بعد ذلك، ألقى السيد نزار الحراكي سفير الائتلاف الوطني السوري في دولة قطر كلمة حيا فيها المواقف الريادية والسباقة لدولة قطر، الرسمية والشعبية، في نصرة الشعب السوري ومؤازرته، في ثورته الباسلة، مشيدا بالمرأة القطرية عبر تخصيصها لهذا اليوم التضامني مع شقيقتها السورية، أما السيد وليد سفّور سفير الائتلاف الوطني في لندن فقد حيا في كلمته المرأة القطرية لمبادرتها الكريمة والشجاعة المناصرة لشقيقتها السورية، مشيرا إلى تحمل المرأة السورية عبر نصف قرن من الزمان، لكثير من الصعاب، فقد قام الأسد الأب خلال أعوام (1979 — 1982) بسجن أكثر من ثلاثة آلاف امرأة سورية في المعتقلات التي تحولت الى جحيم، ليأتي الأسد الابن ويزج أيضا بالحرائر اللواتي أردن أن يتنفسن نسائم الحرية وطالبن بالكرامة، حيث وصل عدد المعتقلات قبل الثورة إلى 560 امرأة، و6400 معتقلة بعد الثورة كحد أدنى، بالإضافة إلى استشهاد 7460 امرأة سورية من جميع المدن السورية منذ بداية ثورة الحرية والكرامة، بالإضافة إلى وجود أكثر من 1500 حالة اختطاف من اجل الفدية والأغراض الخسيسة والدنيئة التي تقترفها الوحوش الطائفية، واستشهاد 171 امرأة في السجن تحت التعذيب، واختفاء 165 أخريات. من جانبها قالت الدكتورة عائشة المناعي نائب رئيس البرلمان العربي في كلمة بالمناسبة إن أهمية الربيع العربي تكمن في أنه أزاح حاجز الخوف عن الشعوب العربية، مشيرة في سياق حديثها عن الثورة السورية إلى أن القلوب تعتصر لوعة وألما على ما يعانيه الشعب هناك وبالأخص المرأة التي تعتبر ذات وضع خاص. وفي كلمات مماثلة تناولت كل من الدكتورة موزة المالكي وفلك طه وإيمان البسطي في حديثهن عن المرأة السورية، منوهات بمواقفها الشجاعة ومشاركتها الفاعلة في الثورة السورية.