إنتهى الفنان العراقي محمد هاشم من تصوير مشاهده في مسلسلين تلفزيونيين فيما يستعد حالياً لتصوير المسلسل الثالث له، مؤكداً على أن الشخصيات التي يجسدها مختلفة عن بعضها تماماً. بغداد: أكد الفنان محمد هاشم أنه لا يحب تمثيل الأدوار السهلة ولكنه يحرص على إدائها بشكل سهل وسلس كي تصل للناس، مشيراً إلى أنه لا يخشى على نفسه من جمهور المشاهدين طالما أنه يقدم شخصيات مختلفة لا تجعل الآخر يشعر بأنها شخصيات مكررة. * ما آخر نشاطاتك الفنية؟ - إنتهيت من تصوير مسلسلين هما: "شيطان في قلب امرأة" تأليف عباس متعب الناصر وإخراج أيمن ناصر الدين، وإنتاج شركة فنون الشرق الاوسط، و"التيتي" تأليف وتمثيل الفنان قاسم الملاك وإخراج جمال عبد جاسم، وحالياً أتهيأ لتصوير دوري في مسلسل "أعماق الأزقة" في جزئه الثاني الذي يحمل عنوان "المدينة" تأليف باسل الشبيب، وإخرج أيمن ناصر الدين، والذي من المؤمل أن نبدأ تصويره قريباً. * ما الشخصيات التي تؤديها في هذا المسلسلات؟ - في مسلسل"(شيطان في قلب امرأة" أؤدي شخصية "عارف" ، وهو أب لأربعة أولاد وبنات يدرسون في الجامعة ، والدور فيه مرحلتين، الأولى: مرحلة الشباب، ثم أختفي عن أحداث المسلسل فيعرف المشاهد فيما بعد أنني كنت في السجن لمدة 20 سنة، أرجع خالي الوفاض وخاسر للثروة والأملاك ، فأضطر الى العمل حارساً عند أبنائي لأن أمهم أخبرتهم بأنني مت. * هذه الشخصية سلبية أم إيجابية؟ - قد تبدو إيجابية، ولكنها سلبية الفعل إلى آخر لحظة، ولنتكلم بالمفهوم البسيط، أن حبل الكذب قصير، وأن عليك أن تكون صادقاً لأن النجاة في الصدق، الشخصية مهزوزة من الداخل، لأنها تحب أن تظهر بغير مظهرها، ودائما تسعى وتطمح الى تغيير وضعها الإجتماعي ولكن دون تعب أو جهد، وهذا ما أوقعها في الفخ . * ما الذي أعجبك فيها لتوافق على تأديتها؟ - أعجبتني تركيبتها العامة، والتحولات التي فيها، مثلما أعجبتني سلبيتها بصراحة، لأن الشخصيات السلبية عادة ما تظل في ذاكرة المشاهد طويلاً، أعجبني أيضاً أنني أظهر لأربعة أبناء في الكلية ، وفيها أيضاً تحدي لقدرات الممثل، وكيف يمكنه أن يحافظ على الإيقاع في المشاعر، والإيقاع في الصوت والحركة من عمر 35 سنة الى عمر 55 سنة، تركيبة الشخصية من النوع المركب وليس السهل. * أي تحولات في ملامحك كانت في أدائك للشخصية ؟ - كان للمكياج دور في ذلك طبعاً، ففي المرحلة الأولى ظهرت حليق اللحية والشاربين، تقريباً شكلي الإعتيادي نفسه، ولكن في المرحلة الثانية هناك تغييرات بالشكل منها وجود لحية وشاربين، وتجاعيد في الوجه، مثلما هناك تعب وهمّ . * الا تخشى من المشاهد في تقلباتك ضمن عمل واحد ؟ - أنا ممثل وأحب دائماً ان أتحدى قدراتي، لا أحب الدور السهل، وعلى فكرة أنا جريء جداً في موضوع الفن، لذلك أحب الأشياء المختلفة والصعبة، لذلك لا أخشى شيئاً. * ما العمل الثاني الذي إنتهيت منه ؟ - مسلسل عنوانه (التيتي) تأليف قاسم الملاك، واخراج جمال عبد جاسم، أظهر فيه بشخصية "طارق" صحفي يتهيأ لدراسة الماجستير في كلية الاعلام، شخصية إيجابية لديه علاقة حب، يبحث عن الحقيقة دائماً، وهي كشكل وفكر قريبة مني، وسأكون على سجيتي فيه . * العمل مع قاسم الملاك .. كيف وجدته خاصة أنه بإسمه وبطولته؟ - لا بطولة مطلقة في العمل ، والكل هنا أبطال ، اتعامل مع الاستاذ قاسم للمرة الأولى، وقد وجدته على قدر عال من الإلتزام والدقة في المواعيد، رجل منظم، كمنتج منفذ، يهييء الأشياء ولا يتدخل في أي شيء، كأن يفرض شيئاً على الممثل أو على المخرج، أحسست بأن العمل معه سلس جداً. * ما العمل الذي تستعد لتصويره؟ - أتهيأ حالياً لأداء شخصية جديدة في مسلسل "أعماق الأزقة" في جزئه الثاني "المدينة"، حيث أظهر في شخصيتين هما (ناظم كزار) وشبيهه (نجم طبانة) وهو واحد من أشقياء (مدينة الثورة)، ويتعرض الى حرق وجهه بالتيزاب، وهذا المسلسل فيه إنتقالات أيضاً، لا أحب الشيء السهل في شغلي، ولكنني أقدمه بشكل سلس كي يصل للناس. * ولكن سبق ان قدمت شخصية ناظم كزار ؟ - نعم .. قدمتها في الجزء الأول من المسلسل ولكن في ثلاثة مشاهد فقط، والجديد في الشخصية هي شخصية (نجم طبانة) التي هي المحورية وفيها إنتقالات كثيرة، وهي شخصية الشقي الإيجابي الذي ينتخى به، أو كما نقول في العامية (أخو خيته)، أنا حقيقة أراهن عليها، وأتمنى أن أقدم صورة مختلفة من الأداء، فمع إحترامي لكل الممثلين، فإن صورة الشقي ظلت ثابتة، فهو بالتالي إنسان من دم، ولحم، وكره، وحب، وخير، وشر، وخجل، وغير ذلك، لذلك أريد أن أقدمه بشكل طبيعي وعادي ، لكن سلوكه سلوك أشقياء ذلك الزمن. * من أين إستفدت لمعرفة شخصية الشقي خاصة أنها ظاهرة قديمة؟ - المعروف أن أي شخص عندما يسمع إسم (شقي) يرتدي فوراً غطاء الرأس الشعبي (العرجين) ويضع على كتفه (يشماغ) وفي يديه يضع قطعاً من الجلد ، وفي الأداء تراه يمط فمه بتضخيم للكلام (هلوووو .. حبيبي، هلو عيني) ، ولكنني أريد أن أقدمه بالشكل البسيط ، فهناك الكثير من الناس تراهم بمنتهى الهدوء والجمال ولكنهم سلبيون ، وفي الداخل هم أكثر من مجرم ، والعكس صحي ، وبصراحة أنا أسعى الى منطقة جديدة وأتمنى أن أكون جديداً في مجال البحث، فحتى لو كان العمل تلفزيونياً فعلينا أن نطور أدواتنا ونبحث عن مناطق جديدة في الاداء ، وأعتقد هذا سر ديمومة الممثل عند المشاهد عندما يفاجئه دائماً بشكل معين وبطريقة أداء معينة. * ما الذي يجمع بين الشخصيات هذه وما الذي يفرقهم عندك؟ - الذي يجمعها هو أن كل شخصية غنية كتركيبة، والذي يفرقها أن كل شخصية من زم،ن وكل واحدة تركيبتها تختلف عن الأخرى ، مثلاً شخصية (طارق) هي لشاب صحفي يهتم بنقل الحقائق كما هي، وشخصية (ناظم كزار) موجودة في الذاكرة الجمعية للمجتمع العراقي، وشخصية (نجم طبانة) من أشقياء السبعينيات وكيف يمكن نقل إيقاع الحياة آنذاك، وكيف كانوا يتكلمون، وأشكال الملابس وطريقة الحركة، فيما شخصية (عارف) شخصية ميزتها انها بملامح رجل كبير في العمر ، وان شاء الله أوفق في كسب رضا المشاهد واعجابه . * ستظهر في رمضان المقبل ربما في ثلاثة اعمال ، الا تخشى ان يمل الجمهور من هذه الاطلالات ؟ - لا أعرف متى تعرض هذه الأعمال صراحة ، هذه ليست مشكلتي ، انا اعمل ، سواء عرضت الاعمال في رمضان او قبله او بعده ، هذا موضوع يخص التنسيق ، ولكن الممثل عليه ان لا يخشى على نفسه طالما انه في كل عمل مختلف .