كان ضمن العناوين الإعلامية اللافِتَة الأسبوع الماضي (سَمَر المقرن تُمَثّل السّعُوديات في باريس)، وجاء هذا العنوان عند تغطية مشاركة (الأستاذة المقْرِن) في فعاليات نُظّمَت في العاصمة الفرنسية بمناسبة اليوم العالمي للمرأة! ومع التقدير لِشَخْص الأستاذة (سَمَر)، وثقافتها ومكانتها، ولكن مَن منحها حَقّ الحديث باسم النساء السّعوديات؟! هل هو التصويت والانتخابات؟! هل أخَذَتْ توقيعات الأغلبية منهنّ، لتكون ناطقة بلسَانِهِنّ على صَهَوَات المَنَابر الدولية؟! أعتقد أن ذلك هَضم لحقوق النساء السعوديات، واختزال لأصواتهنّ وأفكارهنّ وثقافتهنّ على اختلاف أطيافِهِنّ ب (صوت أُحَادِي) المفروض أنْ لا يُمَثّل إلا نفسه! ثم إنّ (الأستاذة سَمَر) في بعض ما طرحته في حديثها هناك افتخَرت أمام وفود أكثر من (40 دولة) بأن (المرأة السعودية) رائدة حطمت الأرقام القياسية باقتحامها مجلس الشورى ب (30 عَضْوَة)، وهذا ما لم تحقّقه (حَواء) في كثير من الدول. وهذا الأمر يحق للمرأة السعودية أن تفتخر به ، ولكن ليس رقماً فحسب بل منجزاً على أرض الواقع . فهذه (رواندا) تلك الدولة الأفريقية تتصدر التصنيف الدولي في مشاركة المرأة في البرلمان أو المجلس التشريعي حيث تبلغ نسبة النساء فيه (56,9%)؛ فهل كان ذلك دافعاً لتقدم رواندا وتطورها؟! بينما (أَمْريكا) التي تقود العَالَم وتحركه بقراراتها وأساطيلها، مشاركة (المرأة) في مجلس شيوخها محدودة، ولم ترأسها (الأنثى) طوال تاريخها؛ وهذا لم يُقَلّل من مكانة (الأَمْرِيْكَيّات)، ولا من دور دولتهِنّ وتصدرها عالمياً في معظم المجالات الإنسانية! نعم نفتخر ونعتز ب (المرأة السعودية)، بعفافها وبما تحققه من نجاحات؛ ولكن عليها أن تفتخر بما تقدمه لوطنها ومجتمعها من عطاءات حقيقية؛ وندعوها ونرجوها أن لا تكون أداة تستخدمها بعض التيارات للوصول لأهدافها! وأخيراً نعيد السؤال: مَنْ أعطى (المِقْرن) مع التقدير والاحترام أحقية رفع لواء السّعوديات وفَرْض الوِصَاية عليهنّ؟! @aljamili [email protected] [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (3) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain