تداولت أسعار سندات الخزانة الأميركية بالقرب من مستوياتها في تعاملات يوم الجمعة في ظل استمرار الشكوك حيال خطة إنقاذ قبرص مع اقتراب نهاية الأسبوع، ما أثار مخاوف المستثمرين حيال مستقبل البلاد في منطقة اليورو. وفي سوق السندات، تراجعت أسعار السندات لأجل عشرة أعوام 2/32 ليصل العائد إلى 1.920 %. وتداولت السندات بعائدات تتراوح بين 1.90 و1.97 % في تعاملات الأسبوع، عقب انخفاضها من 2.06 الأسبوع الماضي. وتداولت السندات لأجل ثلاثين عاماً 2/32 على انخفاض ليصل العائد إلى 3.137 %. ويخشى المتعاملون أن تنتقل أزمة قبرص إلى دول أخرى في منطقة اليورو، مثل إسبانيا وإيطاليا التي تراجعت عائداتها على سندات الخزانة في تعاملات الأسبوع، رغم تحسن البيانات الاقتصادية الأمريكية التي دفعت مراكز بعض المتعاملين في السوق إلى تسجيل عائدات مرتفعة. كما يخشى المتعاملون أن يؤدي ارتفاع التقلبات في منطقة اليورو إلى انخفاض أسعار سندات الخزانة إلى مستويات متدنية والتعامل بها بأقل من مستوى 1.90 %، وإذا لم تستطع الحكومة تسوية المشكلات المالية التي تمر بها البلاد فسوف تتركز الأنظار مجدداً على الاقتصاد الأميركي، ما يؤدي إلى ارتفاع العائدات إلى ما فوق 2 %. ويترقب المستثمرون البيانات بحثاً عن مؤشرات ودلائل تشير إلى تحسن الأوضاع في سوق العمل، والذي يعد عاملاً مهماً للاحتياطي الاتحادي لوقف برنامجه الحالي لشراء السندات. واشترى الاحتياطي الاتحادي سندات دين بقيمة 3.68 مليارات دولار أميركي بآجال استحقاق تتراوح بين 2018 و2020 يوم الجمعة في إطار برنامجه الحالي لشراء السندات. ويتوقع كثير من الاقتصاديين أن يعلن الاتحادي عن وقف برنامج شراء الأصول أو الانسحاب منه تدريجياً في نهاية العام. سندات أوروبية في أوروبا، ارتفعت السندات الحكومية الإسبانية والإيطالية في تعاملات يوم الجمعة، ويأتي ذلك بعدما أكدت مصادر موثوقة أن قبرص تسعى إلى الحصول على حزمة إنقاذ جديدة للحيلولة دون تعثر البلاد في سداد ديونها بحلول الاثنين المقبل، وهو الموعد الذي تنتهي عنده المهلة التي حددها البنك المركزي الأوروبي لوقف تقديم أموال طارئة إلى البنوك القبرصية والسماح لها بالانهيار. وحول تأثير الأزمة المالية القبرصية على سوق السندات، تراجعت السندات الحكومية الألمانية 9 نقاط أساس لتصل إلى 144.37، عقب تحول المستثمرين نحو الإقبال على سندات الدين الألمانية قبل نهاية الأسبوع. وانخفضت السندات الحكومية الإسبانية لأجل عشرة أعوام 13 نقطة أساس لتصل إلى 4.87 %، فيما انخفضت مثيلتها الإيطالية 12 نقطة أساس لتصل إلى 4.53 %. وجدير بالذكر أن قبرص تحتاج إلى جمع 5.8 مليارات يورو للتأهل للحصول على قرض إنقاذ بقيمة 10 مليارات يورو من البنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي بحلول يوم الإثنين وإلا ستضطر إلى مواجهة انهيار نظامها المالي.واتسم الطلب على سندات ثالث ورابع أكبر اقتصادات دول منطقة اليورو المثقلة بالديون بالمرونة.. في ظل أزمة الديون القبرصية؛ إذ يعتقد المستثمرون أن البنك المركزي الأوروبي سوف يستمر في شراء السندات الأوروبية. ويتوقع كثير من المتعاملين في السوق أن تشهد اللحظات الأخيرة التوصل إلى اتفاق يحول دون أن تصبح قبرص أول دولة تنسحب من دول منطقة اليورو. وعلى صعيد آخر، يقول المحللون ان الاقتراح الذي يدعو إلى فرض ضريبة على الودائع المصرفية يشكل سابقة خطيرة لمنطقة اليورو، ما يؤثر على عمليات البنك، وإن فرض الضريبة يعد توجهاً خطيراً قد يؤدي إلى فرض ضرائب على الودائع وسيطرة النظام الضريبي على القطاع المصرفي في العالم مستقبلاً. وساعدت هذه المخاوف السندات الحكومية الألمانية، التي تعد ملاذاً آمناً في أوقات اضطراب السوق، لتسجيل مكاسب أسبوعية. السندات البريطانية ارتفعت السندات الحكومية البريطانية في تعاملات يوم الجمعة، وسجلت أداءً أفضل من مثيلتها الألمانية، على خلفية عدم التوصل إلى تسوية للأزمة المالية في قبرص، ما قوض الطلب على الأصول منخفضة المخاطر. وارتفعت العقود الآجلة على السندات البريطانية المستخدمة كغطاء تسليم يونيو إلى 118.01، منخفضة نقطة واحدة عن أعلى ارتفاع لها في ثلاثة أشهر الذي سجلته في تعاملات يوم الثلاثاء، بعدما أعلنت قبرص أنها اتفقت مع اليونان لبيع وحدات محلية للبنوك القبرصية المثقلة بالديون في اليونان. وفي تمام الساعة 11.40 بتوقيت جرينتش، ارتفعت العقود الآجلة على السندات البريطانية المستخدمة كغطاء 14 نقطة أساس لتغلق عند 117.80، فيما ارتفعت مثيلتها الألمانية 5 نقاط أساس. وفي سوق النقد، انخفضت العائدات على السندات الحكومية البريطانية المستخدمة كغطاء لأجل عشرة أعوام أكثر من نقطة أساس ليصل العائد إلى 1.85 %.