اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر امس، قرية «أحفاد يونس» التي أقامها نشطاء المقاومة الشعبية، قبل خمسة أيام، على أراضي العيزرية، شرقي القدس، المهددة بالمصادرة، فيما اكد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، ولرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ضرورة تحقيق السلام. وذكرت مصادر فلسطينية أن قوات الاحتلال المعززة بعشرات الآليات العسكرية تساندها طائرات مروحية من الجو، اقتحمت قرية «أحفاد يونس» واعتقلت الموجودين فيها وعددهم بالعشرات بصورة همجية، واعتدت عليهم من دون معرفة الجهة التي تم نقلهم إليها. وأشارت المصادر إلى أن من بين المعتقلين أمين عام حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، النائب الدكتور مصطفى البرغوثي. وقال البرغوثي لوكالة «فرانس برس» في اتصال هاتفي من مركز للشرطة الإسرائيلية في مستوطنة معاليه ادوميم «حضرت قوة من نحو 60 سيارة جيش وشرطة تساندها طائرتان مروحيتان، وهاجمتنا بالهراوات واعتقلتنا جميعا، نحو 50 شخصا، تم نقل الأغلبية لمنطقة قلنديا وأفرج عنهم ونحن لانزال في الاعتقال». واضاف «أنا الآن معتقل، نقلوني أنا وثلاثة شبان وبنت إلى مركز لشرطة الاحتلال الإسرائيلي في مستوطنة معاليه ادوميم، وحاولوا التحقيق معنا، لكننا نرفض الا بحضور المحامين». بدوره، قال منسق اللجان الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان وأحد المعتصمين في «أحفاد يونس»، عبدالله أبورحمة ل«فرانس برس» «اقتحمت قوة إسرائيلية بالقوة المواطنين والمتضامنين الأجانب المتمركزين منذ خمسة أيام في (أحفاد يونس) في قرية (باب الشمس) شرق القدسالمحتلة، وهدمت الخيام المقامة في الحي». واضاف ان القوة المكونة من نحو 300 جندي احتلالي، ترافقهم المروحيات، اقتحمت الحي واعتقلت 50 مقيماً فيه وهدمت الخيام. وبنى الناشطون قرية الخيام هذه على غرار مبادرة مماثلة قاموا بها في منتصف يناير تحت اسم «قرية باب الشمس» ولقيت المصير نفسه. و«أحفاد يونس» جزء من قرية «باب الشمس» أقامه ناشطون فلسطينيون من المقاومة الشعبية السلمية على اراضٍ مهددة بالاستيطان والمصادرة في الجهة الشرقية المقابلة لمستوطنة معاليه ادوميم. ورفع الناشطون الأعلام الفلسطينية في قريتهم، وحاولوا بناء بيت من الحجارة والطين فيها. واقيمت القرية في المنطقة التي تسميها اسرائيل (اي 1)، التي اعلنت عن مصادرتها بهدف البناء الاستيطاني في المنطقة. وأكد البرغوثي انه من حقنا ان نبني في بلدنا وارضنا وليس حق المستوطنين ان يصادروها، ونقول لهم ان المقاومة الشعبية مستمرة ولن تتوقف الا بتحرير ارضنا، هاجمونا بالعنف ونحن نقاوم بصمودنا السلمي. واضاف ان البناء في هذه المنطقة التي تسمى (اي 1) سيدمر فكرة الدولة الفلسطينية المستقلة وستنتهي، لأنه يقسم الضفة الغربية الى جزئين شمالي وجنوبي، وينهي التواصل بينهما. وتوعد «سنعود مرة ثانية وثالثة وعاشرة حتى ينتهي الاحتلال والاستيطان ومهما هدموا من خيام سنواصل البناء في ارضنا». ودانت حركة فتح التي يتزعمها الرئيس الفلسطيني، محمود عباس، اقتحام الجيش الإسرائيلي «احفاد يونس» في قرية «باب الشمس». وقالت ان الذين هاجموا القرية مثل خفافيش الليل. ووصفت فتح الخطوة الإسرائيلية بأنها جريمة إسرائيلية جديدة ترتكبها حكومة الاحتلال، وسيأتي اليوم الذي تعاقب فيه على كل هذه الجرائم. واعتقلت قوات الاحتلال، امس، ثمانية أشخاص من محافظات جنين وطولكرم ونابلس والخليل بالضفة الغربية، وذكرت وكالة وفا الفلسطينية أن قوات الاحتلال داهمت عدداً من المنازل وفتشتها وعبثت بمحتوياتها واستجوبت ساكنيها وسلمت أسرهم بلاغات لمراجعة مقر للمخابرات. من جهة أخرى، اكد وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، للرئيس الفلسطيني، محمود عباس، الذي التقاه في عمان، ثم لرئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الذي التقاه في القدس ضرورة تحقيق السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين، كما افاد دبلوماسي اميركي. وكيري، الذي رافق الرئيس باراك اوباما هذا الأسبوع في زيارته الى اسرائيل والأراضي الفلسطينية والأردن، ظل في عمان للقاء عباس ثم انتقل الى القدس حيث التقى نتنياهو. وأكد مسؤول في الخارجية الأميركية في تصريح في عمان للصحافيين الذين يرافقون كيري في جولته ان المباحثات التي اجراها الوزير مع كل من عباس ونتنياهو كانت «مفيدة». وأضاف «في كلا الاجتماعين كرر الوزير كيري القول ان السلام ليس ممكناً فحسب بل ضروري لمستقبل الشعبين الإسرائيلي والفلسطيني».