أبوظبي في 25 مارس/ وام / اهتمت الصحف المحلية الصادرة صباح اليوم في مقالاتها الإفتتاحية ب " اعتذار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتركيا عن مقتل تسعة نشطاء أتراك في الهجوم على أسطول الحرية الذي كان متجها إلى قطاع غزة خلال عام 2010 " ..إضافة إلى العدوان الإسرائيلي المستمر في حق الشعب الفلسطيني الأعزل. وتحت عنوان " لماذا اعتذر نتنياهو " قالت صحيفة " الخليج " إن الاعتذار عن عمل شائن من الدول مسألة عويصة ومن النادر حصولها..فحتى هذه اللحظة ترفض فرنسا على سبيل المثال الاعتذار من الجزائر عن فترة الاستعمار وهذا شأن الدول الاستعمارية الأخرى .. مضيفة أن الولاياتالمتحدة نفسها لم تعتذر لمن أنزلت بهم الكوارث في فيتنام والعراق وغيرهما وإسرائيل آخر من تقر بجرائمها المشينة. وأوضحت أن الاعتذار ليس عملا معنويا فحسب وإنما يرتب تداعيات قانونية ومادية في كثير من الأحيان.. مشيرة إلى أن بنيامين نتنياهو ماطل كثيرا في مسألة الاعتذار حتى كادت أن تكون من المستحيلات..ومع ذلك اعتذر من رجب طيب أردوغان مستعملا كلمة الاعتذار كما أكد الأخير ذلك نفسه ولم يعتذر نتنياهو لأنه رأى وجاهة في الاعتذار من حيث أن العمل الذي قامت به إسرائيل عمل شائن وإجرامي بحق الأتراك المتضامنين مع الفلسطينيين. وأضافت أن الاعتذار لم يأت لأن نتنياهو رأى فجأة ضرورة ذلك وإنما لأن الرئيس الأمريكي باراك أوباما لم يتركه لحظة خلال وجوده في إسرائيل إلا وألح عليه في المبادرة إلى الاتصال بأردوغان والاعتذار منه.. وقد حصل أوباما على جائزة المديح من الإعلام الأميركي على أنه يحسن لي الأذرع لأنه قاد نتنياهو إلى الاعتذار..وإذا كان نتنياهو لم ير وجاهة في الاعتذار فإن أوباما أقل منه رؤية لتلك الوجاهة لأن الاعتذار من أوباما للعراق مثلا أوجب بعد أن دمرت الولاياتالمتحدة مجتمعه واقتصاده والأسس التي يقوم عليها كيانه. وأكدت أن الاعتذار عمل منافق لا علاقة له بوجاهة الاعتذار بقدر ما له علاقة بالتوسل من خلاله إلى أهداف أقبح من الاعتذار نفسه..فنتنياهو ما كان له أن ينصت للنصيحة الأميركية لو لم ير فوائدها وبالرغم من أنه رأى فوائدها لكنه احتاج إلى مزيد من الضغط حتى يقوم بذلك وأوباما ما كان له أن يضغط على نتنياهو لولا معرفته بأن اللوبي اليهودي لن يرى في ذلك تحيزا ضد إسرائيل وإنما لمصلحتها. وتساءلت كيف يمكن لنا أن نعرف ما هذه الفوائد.. موضحة أن في السياسة ليس هناك بحث عن النيات وإنما تقرأ الأحداث من خلال سياقها كما من خلال نتائجها..فالسياق أن الولاياتالمتحدة ترى أن تركيا غاضبة من التصرف الإسرائيلي وهي لن تتعاون في مسألة تسوية القضية الفلسطينية من دون إرضائها. وقالت " الخليج " في ختام افتتاحيتها أن النتيجة واضحة في أن رئيس الوزراء التركي أعلن بعد يوم على الاعتذار نيته زيارة غزة ومن ثم الضفة الغربية من أجل المساهمة في عملية التسوية ينبغي على الفلسطينيين أن يعلموا أن مصالح الدول هي الأولى قبل مصالحهم. من جانبها أكدت صحيفة " البيان " أنه لا يكاد يمر يوم على قوات الاحتلال الإسرائيلي دون أن ترتكب عدوانا جديدا في حق الشعب الفلسطيني الأعزل..مشيرة إلى أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي التي تمضي قدما في سياسة الاستيطان تحت الغطاء والدعم الأميركي تضيق ذرعا بخيام الفلسطينيين والمتضامنين الأجانب معهم في حي أحفاد يونس بقرية باب الشمس شرق القدسالمحتلة إذ أقدمت على إخلائها بالقوة وهدمت الخيام المقامة في الحي . وتحت عنوان " إسرائيل والعدوان المتجدد " أضافت أن هذه الخيام التي هي رمز لثبات الفلسطينيين وصمودهم في وجه التهويد والاحتلال وسياسة الغطرسة تضيق بها إسرائيل ذرعا لأنها تثبت أن الاحتلال لا يعرف لحقوق الإنسان معنى وإسرائيل لم تعرف يوما طريقا للسلام واحترام المعاهدات..ومع فجر كل يوم تأتي بممارسات تؤكد أن تل أبيب أبعد ما تكون عن مراعاة حقوق الإنسان . وأكدت أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي لم تكتف بالاجتياح والترويع بل امتد العدوان إلى اعتقال العشرات والتعدي على النشطاء وتحويل المكان إلى ثكنة عسكرية. ولفتت إلى أن هذه الممارسات تكشف إلى أي مد تمضي إسرائيل في سياساتها العنصرية ضد الشعب الفلسطيني الأعزل من دون رادع ومن دون النظر إلى اتفاقيات أو معاهدات لا تعرف لاحترامها طريقا . ونبهت إلى أن عناوين العدوان الإسرائيلي كثيرة ولن يكون إجتياح قرية باب الشمس آخرها ولا أخطرها لكنها نقطة سوداء جديدة تضاف إلى سجل ممارسات سلطات الاحتلال الإسرائيلي الذي يأبى أن يقدم إشارة ولو بسيطة على أنه يمكن أن يبقي على اتفاقيات أو يلتزم بمعاهدات. هذه الحملة تصحبها موجة اعتقالات للفلسطينيين في الضفة الغربيةالمحتلة . وقالت " البيان " في ختام إفتتاحيتها إن العالم الذي يئن تحت وطأة المتغيرات السياسية المتلاحقة عليه ألا ينسى الشعب الفلسطيني الأعزل ومعاناته مع الاحتلال التي لا تتوقف وأن يمارس جهودا أكبر من أجل وضع حد لتلك المعاناة .. داعية الولاياتالمتحدة الأميركية إلى الضغط على حليفتها إسرائيل من أجل حقوق الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال كما أن الجامعة العربية رغم ما تمر به المنطقة من أحداث سريعة ومتلاحقة يجب ألا تغيب عنها القضية الفلسطينية المحورية بالنسبة للعرب جميعا وأن تدفع نحو مساندة الفلسطينيين في نيل حقوقهم والتصدي لممارسات الاحتلال الإسرائيلي الغاشم . وحول احترام حقوق الإنسان وإعمال القانون في الدولة قالت صحيفة " الوطن".. إن من يتمعن مليا في ما أكده سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس دائرة القضاء في أبوظبي بضرورة أن يتمسك أعضاء السلطة القضائية بسيادة القانون ومبدأ تساوي جميع أفراد المجتمع أمام القضاء وبأهمية احترام مبادئ حقوق الإنسان في التعامل مع المتهمين..يدرك لماذا تترسخ الثقة العميقة الممتدة جذورها في تقاليد أهل الإمارات في مؤسسات الدولة التنفيذية والقضائية والبرلمانية ويدرك أن الجهة التي تدعو دائما وأبدا إلى احترام حقوق الإنسان وإعمال القانون واحترامه هي الحكومة التي في بعض تجارب في دول أخرى تنازع القضاء في سلطاته ونفوذه وقراراته مثل ما يحدث الآن في مصر تحت حكم الأخوان المسلمين. وتحت عنوان " احترام مبادئ حقوق الإنسان " أوضحت أن الاختلاف ليس في بناء الدول ولا في المؤسسات كأجهزة وكيانات تعمل كل في المحيط الذي حدده الدستور إنما الاختلاف في الروح والقناعة والمبدأ والإيمان والالتزام فدولة الإمارات تلتزم بتلك القيم والمبادئ الأساسية التي تعزز الاستقرار والأمن والطمأنينة في نفوس السكان مواطنين ومقيمين وزائرين وكل الشواهد تدل على احترامها لتلك الالتزامات القانونية والدستورية والدولية إذا كانت في شكل معاهدات او وثائق أو اتفاقيات. وأضافت أن العبرة دائما بالجهة التي تنفذ تلك المعاهدات والالتزامات فإذا كانت تحترم القانون فإن ذلك ينعكس فورا في رسوخ الاستقرار في المجتمع ولدى الأفراد وقد أكدت دولة الإمارات دوما أنها تحترم القانون وتعمل على أن يحترمه الآخرون لأن قيمة الاحترام متجذرة في عمق تاريخها وتقاليدها وحاضرها مدركة أن القانون أفضل وسيلة لجمع الناس حول العدالة التي لها مؤسسات تلتزم بقيمتها وتعمل على إشاعتها عبر سلسلة من الإجراءات المعروفة والمحفوظة والمراقبة. وشددت " الوطن " على أن العدالة هي أساس الحكم وهي أقصر طريق إلى نيل الرضا الذي هو تعبير عاطفي عن الشرعية فإذا غاب العدل غاب الرضا وانعدمت الشرعية ولذلك ظلت المعايير لكسب الشرعية قائمة منذ الأزل وحتى الآن تدعو لها الأديان وتعززها الشعوب بتجاربها وتطويرها منظومات ومؤسسات تعمل في تنقيح النصوص وتأهيل القضاة ومراقبة الممارسة والتدقيق في الأحكام وجعل الضمائر نقية طاهرة لتحكم بالعدل والقسطاس لا يحرفها هوى ولا يجرفها اغراء. وقالت إذا كانت النصوص هي المرجعيات التي يعود إليها القضاة في حكمهم بجانب الإجراءات المقررة فإن منهج الحكم العادل هو ما يجعل قيمة العدالة راسخة في ضمير القضاة الذين بدورهم يبسطونها بين الناس لتكون صفة الحكم..لافتة إلى أن الدولة أكدت من خلال مؤسساتها وأجهزتها وإداراتها ودوائرها أنها حريصة حرصا تاما وكاملا بالعدالة لا ترضى أن تخدش أو تشوه أو تحرف. وأكدت " الوطن " في ختام إفتتاحيتها أن الدولة وضعت من الضمانات ما يضمن العدالة في كل وقت ومكان في أرض الدولة..وهو حرص نابع من معرفة بقيمة العدالة في الحكم وبناء الشرعية واستقرار المجتمع .. فعززت تلك القيمة باحترام مبادئ حقوق الإنسان في كل معاملة وسياسة وإجراء بل كان الحرص أشد خاصة مع المتهمين الذين يقفون أمام العدالة وهو أبرياء حتى تثبت إدانتهم بالحق والعدل والأدلة والاثباتات. خلا / دن / زا /. تابع أخبار وكالة أنباء الإمارات على موقع تويتر wamnews@ وعلى الفيس بوك www.facebook.com/wamarabic. . . وام/root/و/دن/ز ا