اختتمت أمس في دبي أعمال اجتماعات قمة مجالس الأجندة العالمية التي أقيمت للعام الخامس على التوالي في دولة الإمارات واستضافتها دبي من 12 إلى 14 نوفمبر/ تشرين الثاني الجاري، بدعوة قادة العالم إلى تبني نظرة عالمية شاملة على المدى الطويل وعدم التركيز الكامل على القضايا المحلية فقط، للمساهمة في صياغة حلول فعالة للتحديات العالمية . وساد القمة تفاؤل متزايد بقدرة اجتماعات خبراء المجالس المختلفة على صياغة وتشكيل أجندة يمكن في حال تطبيق توصياتها أن تجعل من عالمنا مكانا أفضل للعيش بحسب ما يؤكد خبراء الأجندة العالمية . وأكد المشاركون في قمة المجالس هذا العام أن تجربة دبيوالإمارات تحمل الكثير من الرسائل والدروس التي يمكن للعالم الاستفادة من إلهامها في وضع صورة أفضل للمستقبل . قال سلطان بن سعيد المنصوري وزير الاقتصاد الرئيس المشارك لقمة مجالس الأجندة العالمية، في كلمته خلال الجلسة الختامية للقمة، يوم أمس، في دبي: إن استضافة هذا الحدث المهم للمرة الخامسة على التوالي في الإمارات شكلت شرفاً كبيراً لنا، حيث أكد هذا الحدث على المكانة والأهمية المتزايدة التي باتت تحتلها الدولة كوجهة لتعزيز النقاش العالمي حول قضايا العالم الملحة وامتلاكها لكافة مقومات النجاح والإمكانيات في استضافة الأحداث العالمية الكبرى . وأكد أن دولة الإمارات وتحت قيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، حرصت دوما على إذكاء وتعزيز روح المواطنة العالمية، والتأكيد المستمر على أهمية الحوار الإيجابي والمشاركة البناءة مع المجتمع الدولي . وقال: "تجلت هذه التوجهات في انعقاد قمتكم هذه ومناقشتها لأكثر القضايا العالمية إلحاحاً عبر ما يفوق 88 مجلساً ومشاركة ما يزيد على 1000 من قادة الفكر والخبراء والأكاديميين، حيث تبادلوا المعرفة والآراء وأفضل التجارب والممارسات في التعرف إلى تلك القضايا والتعامل معها بمسؤولية وكفاءة واقتدار". ولفت إلى أن المجالس شهدت تبايناً في وجهات النظر ومقاربة التحديات والقضايا المطروحة، إلا أنها نجحت في تغليب المنفعة العامة على المصالح الشخصية وخرجت بتوصيات تعود بالخير على المجتمع العالمي عموماً، وهو ما يستحق كامل الإشادة والتقدير والشكر من حكومة الإمارات لكل من ساهم في إنجاح هذا الحدث . ولعل أول ما تبادر إلى الأذهان مع بداية انعقاد هذه القمة، هو كيفية الخروج بأجندة موحدة جامعة . . بينما كان الهدف الأكبر لتجمعنا هو الخروج بتوصيات ترسم ملامح التنمية العالمية المنشودة . . وتمهد لواقع معيشي أكثر أمناً وسلاماً واستقراراً . وأضاف قائلاً: "نعيش اليوم في عالم مترابط، حيث لا تعترف أمواج التغيير والتحولات بأي حواجز جغرافية، وهو ما يحتم علينا العمل معاً وتحمل مسؤولياتنا مجتمعين أكثر من أي زمن مضى في وضع أجندة تواكب تطلعات العالم التنموية". وبالتركيز على منطقتنا هذه هناك أكثر من 350 مليون شخص في الشرق الأوسط وإفريقيا، يمثل الشباب دون ال 25 عاماً 60% منهم يطمحون في أرقى الخدمات على صعيد التعليم والوظائف والإسكان، وتلبية تلك الرغبات تندرج في إطار مسيرة النمو المنشود . تلك الرغبات المشروعة للشعوب كانت على الدوام تحتل الأولوية القصوى في المنظومة الإنمائية لدولة الإمارات . من جانبه قال سامي القمزي، مدير عام دائرة التنمية الاقتصادية في دبي والرئيس المشارك لمجالس الأجندة العالمية إن انعقاد القمة وللعام الخامس على التوالي في الإمارات يعكس نجاح الدولة بشكل عام وإمارة دبي بشكل خاص في احتضان هذه المنصة الفكرية العالمية التي تجمع نخبة المفكرين والخبراء وصناع القرار الذين يحددون من خلالها أهم القضايا العالمية والحلول المطروحة لمعالجتها في مختلف المجالات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والبيئية وغيرها . وقال في كلمته خلال الجلسة الختامية: "نفخر بنجاح شراكتنا المستمرة مع المنتدى الاقتصادي العالمي منذ عام 2008 إدراكاً منا لحجم المسؤوليات الملقاة على عاتقنا في تقديم حلول فعالة تسهم في تعديل مسار العالم نحو الأفضل . وتتميز هذه الشراكة بتطورها على مدى السنوات، حيث ازداد عدد مجالس الأجندة العالمية ليصل هذا العام إلى 88 مجلساً بمشاركة أكثر من 1000 مفكر وخبير عالمي". ويرى القمزي إن قمة مجالس الأجندة العالمية 2012 لم تتميز بكبر حجمها ومواضيعها فحسب، بل بما شهدته أيضاً من فعاليات على هامشها كفعالية "منتدى للهيئات والمجموعات الدولية"الذي شارك برئاسته الدكتور أنور محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية والذي أطلق لأول مرة من دولة الإمارات، حيث تواصل قادة الهيئات الإقليمية مع أكثر من نخبة من الخبراء والمفكرين العالميين المشاركين في القمة، وتم خلال الفعالية مناقشة التحديات والمخاطر المشتركة، والتحاور من أجل تحفيز مجالات التعاون الدولي ضمن المصالح العامة العالمية . التجربة التنموية في الدولة من الفعاليات الرئيسية التي عقدت على هامش القمة فعالية "الحلقات النقاشية"التي تم فيها تناول تجربة دولة الإماراتودبي التنموية في عدة قطاعات حيوية مع الخبراء العالميين مثل "الاستدامة في مشاريع البنية التحتية«، و"الحكومات المبدعة«، و"تشجيع الابتكار في المشاريع الوطنية الصغيرة«، إضافة إلى عرض لنماذج حية وقصص نجاح أخرى . وقال: "تمكنا في هذه القمة أيضاً من تقديم فعالية "المنتديات المفتوحة"التي استضافتها جامعة زايد بدبي، وشارك فيه عدد من الكفاءات الوطنية والخبراء العالميين الزائرين بهدف تزويد الطلاب والشباب وأعضاء هيئة التدريس فرصة لاكتساب المعرفة والتحاور المفتوح حول القضايا التي يواجهها العالم اليوم". وأضاف إننا نؤمن بأن القمة قد قدمت مجموعة من الملاحظات الهادفة إلى إرساء الأسس والمناقشات تمهيداً لعرضها خلال الاجتماع السنوي للمنتدى الاقتصادي العالمي في "دافوس"العام المقبل، حيث قدمت القمة فرصة ثمينة لتبادل المعلومات المهمة وعرض أفضل الأمثلة على مستوى المنطقة والعالم . وشهدت فعاليات قمة مجالس الأجندة العالمية المنعقدة هذا العام مشاركةً واسعة تجاوزت القمة الماضية في أبوظبي عام ،2011 حيث شارك في القمة 88 مجلساً متخصصاً وحضرها أكثر من 1000 خبير ومفكر مقارنةً بحضور 700 شخص في القمة الماضية . وضمت تفاصيل المشاركة حضور أكثر من 260 شخصاً يمثلون قيادات قطاع الأعمال العالمي مقارنةً بحضور 100 شخص في قمة العام الماضي، ومشاركة 253 امرأة بزيادة تعادل الضعف عن القمة الماضية . نمو كبير في التغطية الإعلامية قالت شبكة مجلس الأعمال إن هناك نمواً قوياً في حجم التغطية الإعلامية للحدث هذا العام مع أكثر من 2000 قصة عن المجالس في وسائل الإعلام المختلفة ونمو 50% في الدخول على موقع الأجندة . وبحسب مديرة الشبكة وصل عدد التغريدات في ساعات اليوم الأخير حول قضايا وأفكار مجالس الأجندة إلى أكثر من 2000 تغريدة .