| د. تركي العازمي | تطرقنا في مقال سابق إلى حادثة مطاردة دورية شرطة «مرور» لشاب مستهتر في منطقة الصباحية وتلقينا اتصالا من وزارة الداخلية، ومر عام على ذلك المقال وما زال الشباب المستهتر يزعجنا و«ما بقي الا نسوي عشا اذا مرت دورية في المنطقة»! مشكلة قيادة الصغار للمركبات في مناطقنا السكنية باتت عرفا ومنظرا مألوفا مع الأسف، والاصابات التي يتعرض لها الصغار والكبار نتيجة سقوط طلقات طائشة عليهم اضافة إلى «استعراض المراهقين» حول «دوارات» المناطق لم يجد من يوقف استمراره! يقول لي أحد الزملاء الضباط «يا بوعبدالله ربعكم النواب هم من عزز تفشي هذه الظاهرة» وكان ردي «لو القرار بيدي كان حجزت النائب أو من يتوسط للمستهترين»! لماذا لا يتواجد افراد المباحث في المناطق السكنية وقت «الأعراس» ويتابعون مصدر الطلقات الطائشة ويسجن على الفور كل فرد يعتقد بأن تعبيره عن الفرح باطلاق الأعيرة النارية بشكل عشوائي... انه يفرح ويسقط الدمع على محيا كل محب لمصاب سقطت عليه طلقة طائشة! ولماذا لا تقوم الحكومة بتخصيص ميدان للاستعراض ليعبر كل مستعرض عن هوايته تحت رقابة رجال الأمن وبوجود اسعاف ومضمار للسباق كما هو معمول به في الدول المجاورة؟ انني أشعر بالألم كلما تذكرت حادثة جابر العلي التي راح ضحيتها مريض لم تستطع الاسعاف ايصاله للمستشفى لأن «الدوار» قد أغلقه المستعرضون... مصيبة ما بعدها مصيبة! أما ولي الأمر الذي يعطي مفتاح مركبته لابنه المراهق كي يتجول داخل المناطق السكنية وتحديدا في الصباحية فهو بحاجة لعقاب فور الامساك بابنه خاصة في ساعات متأخرة من الليل! ولو تكرمت وزارة الداخلية وخصصت فريق مباحث يجوب المناطق السكنية خصوصا الصباحية والمناطق المجاورة لها «لأن الصاحب ساحب»، لاكتشفت بأن القضية المرورية ليست محصورة بالاختناقات المرورية التي يعود سببها لسوء التخطيط المروري... هناك اختناقات مرورية بطلها شباب مستهتر لم يجد من يردعهم! أعيدوا لنا الأمان... فنحن كنا في السبعينات والثمانينات نلاحظ الشباب «يستحي» أن يراه أحد «يقحص» وغالبا ما تكون في «البر» بعيدا عن العامة! شباب اليوم من الفئة العمرية 16-22 معظمهم يطلق العنان لهوايته بين اطلاق نار وسكب «ديزل» لزوم حاجة الاستعراض والحياء آخر همهم الا من رحم ربي! نتمنى من وزارة الداخلية أن تخصص ادارة خاصة معنية بمتابعة هذه الظواهر التي تنتهي بحوادث مؤسفة... وانني استغرب من أولياء أمور هذه الفئة من المراهقين: أين دورهم الرقابي! ان حريتك اذا تجاوزت حدودك فهي حرية غير مسؤولة... وعلى المستوى العائلي نرى ان غياب العقاب والرقابة من وزارة الداخلية وتهاون البعض من أولياء الأمور هو السبب وواجب علينا جميعا نبذ هذه السلوكيات المميتة واعادة الأحياء السكنية إلى حالة السكون رأفة بكبار السن والصغار... والله المستعان! [email protected] Twitter: @Terki_ALazmi