عن الكاتب الاسم: أ.د. محمد عبدالمحسن المقاطع تداولت حديثا مع بعض الزملاء من القانونيين والاعلاميين، فوجدت أن هناك قلقا كبيرا يشعرون به من خلال المشروع بقانون الاعلام الجديد الذي تعكف الحكومة على اعداده هذه الأيام، والذي يهدف الى دمج قانون المطبوعات والنشر وقانون المرئي والمسموع بقانون موحد لتنظيم كل وسائل التعبير عن الرأي والوسائل الاعلامية، اما مصدر القلق لدى هؤلاء الزملاء فهو ان القانون يهدف الى تقييد الحرية في الوسائل الاعلامية (الفيسبوك - تويتر - انستغرام- وغيرها)، بحيث انه لا يستطيع اي فرد في الكويت ان يستخدمها الا اذا كان قد رخص له مسبقا وباسمه استخدام كل منها، وهذا الترخيص يشمل ايضا «الواتس اب» و«التانغو»، بالاضافة الى الرسائل النصية (SMS)، واستغرب من ان يكون لدى الحكومة توجه مثل هذا في الوقت الذي نعيش فيه عصر الانفتاح الاعلامي والمتقدم بوسائل الاتصالات، ولا اعرف من هو مصدر هذه المشورة كما لا أعرف من هو صاحب هذا المشروع بقانون، ولكنه بكل تأكيد يهدف الى تغيير اتجاه عقارب الساعة، ووقف التطور الطبيعي للزمن، وهذا أمر مؤسف ومخجل، ولم يعد من المسائل التي يمكن الدولة ان تقوم بها، وان فعلت فانها تصبح دولة دكتاتورية وبوليسية قولا واحدا، وهي أيضا تخالف أحكام الدستور في هذا النهج المكبل للحريات. *** الخطر الايراني قبل بضعة شهور كتبت أكثر من مقال أشير فيه الى خطورة التوجهات الايرانية التي ما زالت تعيش فكر «تصدير الثورة»، والتي لا تزال تمثل نهجا مستمرا لايران في محاولتها للتدخل بشؤون دول الخليج، والأمثلة على ذلك كثيرة، سواء في البحرين او السعودية او في الكويت، كما أشرت الى انه مع ظهور نظام طائفي في العراق بقيادة المالكي المتحالف، بل والخاضع للتأثير الايراني مباشرة في ادارة شؤون العراق، فان الخطر الايراني يحتاج الى وعي أكثر ومتابعة أدق لما قد يكون له من امتدادات داخل دول الخليج، وفي الكويت على وجه الخصوص، وأجدني في هذا الموضوع اتفق مع الطرح العام الذي أثاره الدكتور عبد الله النفيسي الى ضرورة الانتباه الى خطورة التوجهات الايرانية الطائفية في المنطقة، وهو أيضا يستلزم ان أشير الى أهمية ان نكرس فكرة المواطنة الدستورية المرتبطة بالبلد ولاء وانتماء، خصوصا ان هناك بعض الحماسة المنحرفة او المقصودة لدى بعضهم بأن يكون ولاؤه لدولة خارج الكويت، سواء كان شيعيا او سنيا، فهو أمر لا يجوز السكوت عنه، ولا اغفاله في ظل الوضع الاقليمي الشائك من حولنا. اللهم اني بلغت، أ. د. محمد عبدالمحسن المقاطع [email protected]