تُدلل بعض الإشارات القادمة من كوريا الشمالية أن الأخيرة خففت من لهجة التلويح بالحرب ضد الولاياتالمتحدة الأميركية، وتشير الأنباء إلى أن الجنود خرجوا من خنادقهم. رغم استمرار تصدير كوريا الشمالية لخطاب الحرب مع أميركا إلى العالم الخارجي خلال الساعات القليلة الماضية، إلا أن بعض الإشارات بدأت تظهر في الداخل تؤكد أن السلطات هناك خففت من حدة رسالتها الخاصة بالاشتباك الوشيك مع الولاياتالمتحدة. وقال جيرز ايشيمارو، رئيس تحرير مجلة ريمجين غانغ التي تنشر أخباراً لمراسلين من داخل كوريا الشمالية، إنه تحدث مؤخراً مع موظفة مدنية بمقاطعة ريانغانغ ( شمال البلاد )، وأخبرته بأن الجنود الذين كانوا يتمركزون في أنفاق عسكرية تحت الأرض استعدادا للقتال بدؤوا يعودون لثكناتهم اعتبارا من يوم الاثنين الماضي. وتابع ايشيمارو :" لقد سمعت ايضاً أن أسواق (جانغمادانغ) الخاصة في المنطقة، التي كانت تخضع لقيود صارمة خلال الشهور الماضية، بدأت تعود لعملياتها الطبيعية الآن". فيما أشار بارك ان- هو، الذي يشغل منصب رئيس موقع دايلي إن إكي الإخباري ومقره في سيول، إلى أنه من المحتمل أن يسمح النظام بشكل غير رسمي للأسواق الخاصة بأن تزاول نشاطها في بعض المناطق لتأمين نشاط اقتصادي حيوي. وذلك بالتزامن مع تحذيرات الأممالمتحدة من أن ثلثي سكان البلاد، الذين يقدر عددهم بحوالي 24 مليون نسمة، يواجهون بالفعل نقصاً منتظماً في إمدادات الغذاء. وذكر يوم الاثنين الماضي موقع دايلي إن كي، الذي يعمل به منشقون من كوريا الشمالية، أن مصدراً من هويريونغ ( شمال مقاطعة هامكونغ ) قد تحدث عن توقف المسيرات العسكرية التي تم تكثيفها خلال اليومين الذين أعقبا يوم ال 26 من الشهر الماضي، حين طُلب التحضر قتالياً على أعلى مستوى، ومن وقتها والأمور هادئة. وقال منشق من كوريا الشمالية يعيش في سيول متحدثاً لصحيفة كوريا ريال تايم إنه تحدث مع أحد المسؤولين المحليين في مقاطعة هامغيونغ الشمالية أواخر الشهر الماضي وعلم منه أن حالة التأهب العسكري القصوى قد تنتهي بحلول نهاية آذار/ مارس. وجاءت تلك التقارير عقب إعلان النظام يوم الأحد الماضي عن وجود "خط استراتيجي جديد" لآلية تنفيذ بناء اقتصادي وإنشاء قوات مسلحة نووية في آن واحد. وأشارت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية إلى أن إعادة تعيين باك بونغ جو رئيساً لوزراء كوريا الشمالية قد عمل أيضاً على زيادة التكهنات بأن البلاد سوف تزيد من تأكيدها على المحاولات التي يتم بذلها من أجل تعزيز اقتصادها الذي يحتضر. وأكد بريان ميرز، خبير متخصص في الشأن الكوري الشمالي لدى جامعة دونغسيو في بوسان، أن البيانات التي ظلت تصدرها باللغة الإنكليزية وكالة الأنباء المركزية التابعة للحكومة الكورية الشمالية خلال الأسابيع القليلة الماضية قد قامت بتغطية الانطباع المضلل الذي تحدث عن أن البلاد ركزت بشكل حصري على مسائل الحرب. وأضاف ميرز " وكانت تطالب صحيفة الحزب اليومية بالنمو الاقتصادي كما هي العادة دائماً، وكانت تظهر المصانع والمزارع في نشرات الأخبار التلفزيونية قبل أن يتحول المذيعون للتحدث عن الخطاب المناهض للولايات المتحدة والمناهض لكوريا الجنوبية".