بشكل شبه يومي نصدم بأفعال متجردة من كل ضابط أخلاقي يقترفها مسلمون باسم الإسلام، وعلى سبيل المثال جماعة طالبان باكستان وأفغانستان التي تقوم بقتل المعلمات وتفجير مدارس البنات ورش الحمض الكاوي على وجوه الطفلات التلميذات وحتى وضع سم لهن في براد المياه أو كما حصل مع الطفلة الباكستانية ملالا التي فقط بسبب ظهورها على التلفاز وهي تطالب بتمكينها وكل البنات من الدراسة قامت طالبان بمحاولة اغتيالها برصاصتين في الرأس. والسؤالهو: كيف يستحل مسلم دم طفلة مسلمة لأنها فقط تريد أن تتعلم وفي مدرسة للبنات فقط وحرمة دم المسلم عند الله تعالى كما قال النبي هي أعظم من حرمة الكعبة؟! وقد أجاب على هذا السؤال أحد كبار فقهاء الدين في باكستان بأن المعضلة مع طالبان أنهم يحفظون الطلاب القرآن بدون شرح معانيه وبدون تعليم للعربية يجعلهم يفهمونه، وهكذا ظهر جيل مغتر يتوهم أنه لمجرد كونه حفظ القرآن صارت أهواؤه دينا وله الحق في فرضه بالتفجيرات والاغتيالات واعتبر أن هذا سبب أساسي للإرهاب، وفي الواقع تبدو تلك معضلة تشمل حتى العالم العربي، لأن هناك ضوابط لتأويل الآيات يجهلها من يحفظ القرآن فقط بدون فهم مواز، وعلى سبيل المثال الآيات التي تصف بعض الأحوال بأنها كفر، قال العلماء هو «كفر دون كفر» أي يفهم بالمعنى اللغوي للكفر وهو تغطية الحقيقة وليس بالمعنى الشرعي الذي هو الخروج من الملة، ولهذا نحتاج لأن تضاف لمسابقات «حفظ القرآن» فئة موازية وهي «فهم القرآن» حتى لا يكون الحفظ بدون فهم وسيلة اغترار تجعل الواحد يتوهم أنه بحفظه صار رأيه هو إرادة الله ومن يخالفه فقد كفر[email protected]