قطع ريال مدريد الإسباني، الطامح إلى الفوز باللقب للمرة الأولى منذ ،2002 وتعزيز رقمه القياسي (9 ألقاب حتى الآن)، شوطاً كبيراً نحو بلوغ الدور نصف النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا للمرة الرابعة والعشرين في تاريخه (رقم قياسي)، وذلك بفوزه على ضيفه غلطة سراي التركي 3-صفر على ملعب "سانتياغو برنابيو" في ذهاب الدور ربع النهائي . سجل البرتغالي كريستيانو رونالدو (9) والفرنسي كريم بنزيمة (29) والأرجنتيني غونزالو هيغواين (73) الأهداف . واصبحت الطريق ممهدة أمام ريال لكي يواصل زحفه نحو لقبه العاشر، إذ سيسافر الثلاثاء المقبل إلى اسطنبول بأعصاب هادئة، فيما أصبح حلم غلطة سراي صعب المنال . وبدأ مدرب ريال البرتغالي جوزيه مورينيو اللقاء بمفاجأة في خط الدفاع وتحديداً في مركز الظهير الأيمن، حيث أشرك لاعب الوسط الغاني ميكايل ايسيان على حساب الفارو أربيلو، فيما فضل بنزيمة على هيغواين لشغل مركز رأس الحربة . وكما كان متوقعاً، لم يشارك الحارس ايكر كاسياس لأول مرة منذ 11 عاماً في ربع النهائي، رغم عودته إلى التمارين بعد كسر في يده وحصوله على الضوء الأخضر من الأطباء للعب، إذ فضل مورينيو دييغو لوبيز عليه . وفي الجهة المقابلة، لم يكن هناك مفاجآت إذ بدأ فاتح تيريم اللقاء بإشراك لاعب وسط ريال السابق الهولندي ويسلي سنايدر والمهاجم العاجي ديدييه دروغبا اللذين لعبا تحت إشراف مورينيو في إنتر ميلان الإيطالي وتشلسي على التوالي أساسيين كما حال الهداف براق يلماظ . كما شارك لاعب وسط ريال السابق حميد التينتوب أساسياً في وسط الملعب ضد فريقه السابق الذي تخلى عنه في صيف 2012 بعد موسم واحد فقط في صفوفه رغم أن العقد الذي كان بين الطرفين كان لأربعة أعوام . واستهل ريال اللقاء بشكل مثالي، حيث افتتح التسجيل منذ الدقيقة 9 بهدف رائع لرونالدو الذي وصلته الكرة على الجهة اليسرى بتمريرة بينية متقنة من أوزيل فتقدم بها ثم لعبها بحنكة فوق الحارس الأوروغوياني فرناندو موسليرا، مسجلاً هدفه التاسع في نسخة هذا الموسم من أصل 9 مباريات والرابع والأربعين في 44 مباراة خاضها في جميع المسابقات هذا الموسم . وضرب رجال مورينيو مجددا في الدقيقة 29 وعززوا تقدمهم بهدف ثانٍ عندما لعب ايسيان كرة عرضية من الجهة اليمنى فشل الدفاع في التعامل معها فسقطت أمام بنزيمة الذي سيطر عليها ثم سددها ببرودة أعصاب في شباك موسليرا . وانتقل الخطر إلى الجهة المقابلة عبر العاجي إيمانيول ايبوي لكن لوبيز تدخل ببراعة للوقوف في وجه محاولة لاعب أرسنال الإنجليزي السابق (45) . وفي بداية الشوط الثاني زج تيريم بغوكهان زان على حساب سنايدر الذي لم يقدم شيئاً يذكر خلال الشوط الأول، لكن هذا التغيير لم ينفع الفريق التركي كثيراً خصوصاً أن ريال ومدربه مورينيو احتكما إلى "قتل" المباراة من خلال إغلاق المساحات وعدم الاندفاع المفرط في الهجوم للحفاظ على تقدم النادي الملكي . ولجأ مورينيو بعدها إلى هيغواين الذي دخل بدلا من بنزيمة (65) بهدف تنشيط الهجوم، وكان المدرب البرتغالي مصيباً لأن الأرجنتيني سرعان ما أضاف الهدف الثالث في الدقيقة 73 من كرة رأسية إثر ركلة حرة نفذها تشابي الونسو، مسجلاً هدفه الأول في المسابقة هذا الموسم وموجهاً الضربة القاضية للفريق التركي . وفي المباراة الثانية، لم تنسحب الإثارة بين ملقة الإسباني وضيفه بوروسيا دورتموند الألماني إلى نتيجة مواجهتهما، فخيم عليها التعادل السلبي . وتأجل الحسم إلى مباراة الإياب التي يستضيفها دورتموند في إقليم الرور الألماني الثلاثاء المقبل . ونجح الحارس الأرجنتيني ويلي كاباييرو الذي يقدم مستوى مميزاً مع ملقة، في كبح جماح المهاجم البولندي روبرت ليفاندوفسكي صاحب 9 أهداف على التوالي خارح ملعبه في الدوري، و13 هدفاً في آخر 13 مباراة مع الفريق الأصفر و5 أهداف في المسابقة القارية . على ملعب "لا روساليدا"، غاب عن دورتموند لاعب وسطه البولندي ياكوب بلاشيكوفسكي لإصابة في فخذه فنزل بدلاً منه كيفن غروسكرويتز، والمدافع ماتس هوملس المصاب في أربطة كاحله، فحل بدلاً منه البرازيلي فيليبي سانتانا، لكن تشكيلة المدرب يورغن كلوب ظهر فيها سيباستيان كيهل والظهير مارسيل شميلتسر المكسور أنفه السبت الماضي فلبس قناعاً على وجهه . وعلى رغم سيطرة الضيوف على الكرة، كان خواكين قريباً من المرمى الأصفر وسدد في الشباك الجانبية من زاوية ضيقة (7) . هنا شد دورتموند همته وشن هجمة أنهاها لاعب الوسط الشاب ماريو غوتسه بتسديدة من 20 متراً تألق بإبعادها الحارس كاباييرو . ومرة جديدة، حرم كابييرو الدولي الشاب من افتتاح التسجيل عندما خرج من مرماه وابعد كرته الانفرادية (19)، ونجا دورتموند من هدف محقق إثر خطأ من حارسه فايدنفلر أمام خواكين المتألق على الجهة اليمنى (39)، قبل أن يلعب وليغتون رأسية إثر ركنية أبعدها فايدنفلر وصلت إلى لاعب الوسط الفرنسي جيريمي تولالان الذي تابعها برأسه شتتها البولندي لوكاس بيتشيك عن خط المرمى . واختتم الحارس المتألق كاباييرو الشوط الأول بصد مميزة لتسديدة كيهل الصاروخية . وفي الشوط الثاني، شاب حذر نسبي أداء الفريقين، لكن فرص التهديف تواصلت مع تسديدة من غوتسه من 20 متراً صدها كاباييرو (46)، ثم سدد غروسكرويتز كرة صدها مجددا الحارس البالغ 31 عاماً (55) . كلوب مرتاح أعرب مدرب بروسيا دورتموند، يورغن كلوب عن ارتياحه إزاء التعادل سلبياً أمام ملقة . وأكد كلوب، في مؤتمر صحفي، "لقد قدمنا مباراة جيدة . الان أصبح كل منا يعرف المزيد عن الآخر قبل لقاء العودة، صفوف ملقة كانت منظمة للغاية، وكذلك لاعبونا، لقد قدمنا مباراة جيدة للغاية، ونحن سعداء" . وتابع كلوب "لم يحسم شيء في هذه المباراة . ملقة أظهر أنه فريق لا يفقد هدوءه، لقد حققنا الكثير، ولكن أعتقد أن بامكاننا تحقيق المزيد" . تيريم ينتقد التحكيم أنتقد مدرب غلطة سراي التركي فاتح تيريم التحكيم خلال مباراة فريقه أمام ريال مدريد . وقال تيريم في المؤتمر الصحفي عقب المباراة "أعتقد ان ركلة الجزاء كانت واضحة لمصلحة براق يلماظ، لكن الحكم لم تكن لديه الشجاعة لاحتسابها، وبهذا سيكون من المستحيل تقريبا تحقيق انتفاضة في الإياب" . واعترف تيريم بأن النتيجة ثقيلة، لكنه تابع "كانت هناك ركلتا جزاء لفريقي، واحدة لدروجبا والأخرى ليلماظ" . وأشار "في مثل تلك المباريات لا ينبغي علينا السقوط في أخطاء واضحة . لا أريد التحدث عن ركلتي الجزاء ولن أتحدث عن التحكيم، لكن الحكم ربما تأثر باسم ريال مدريد ولم تكن لديه الشجاعة لاحتسابهما لنا" . وأضاف "لا يمكنني القول إن الحكم أدار المباراة بشكل عادل، لقد أخطأ في العديد من الكرات، لكننا رغم ذلك اتيحت لنا عدة فرص للتسجيل، نحتاج لمعجزة للمرور لنصف النهائي، لم نكن نتوقع هذه النتيجة، لكن هذه هي كرة القدم" . هل تعمد راموس وألونسو الحصول على إنذار؟ نفى مورينيو مدرب ريال مدريد تعمد سيرخيو راموس ولاعب الوسط تشابي ألونسو الحصول على البطاقة الصفراء في الدقائق الاخيرة من المباراة . وحصل ألونسو على البطاقة الصفراء في الدقيقة 84 ، فيما نال راموس بطاقته في الدقيقة الأخيرة بعد ركلة الكرة إلى المدرجات اعتراضاً على ركلة حرة احتسبها الحكم . واعاد هذا المشهد إلى الذاكرة ما حصل مع اللاعبين بالذات عام 2010 في الجولة الأخيرة من دور المجموعات، حين تعمدا الحصول على إنذارهما الثاني عبر اضاعة الوقت وبالتالي طردا أمام اياكس أمستردام الهولندي للدخول إلى الدور الثاني بسجل نظيف، لكن الاتحاد الاوروبي للعبة عاقبهما مع فريقهما والحارس البديل البولندي يرزي دوديك والأساسي ايكر كاسياس ومورينيو للدور الذي لعبه الثلاثة الأخيرون في إيصال الرسالة للاعبين من أجل الحصول على الانذار الثاني . ونفى مورينيو بعد مباراة غلطة سراي ان لاعبيه تعمدا الحصول على الانذار وقال "هذا الأمر يعكر خططي بعض الشيء لأنه عندما حصل تشابي على البطاقة الصفراء بدأت التفكير بمباراة اسطنبول ثم حصل راموس على إنذار فسقطت الخطة التي وضعتها في رأسي مجدداً، أنا مضطر للمزيد من التفكير" . مدريد تتغنى بالفوز وبصفقة لوبيز الملهمة سادت السعادة العاصمة الإسبانية أمس الخميس بعد فوز نادي ريال مدريد على ضيفه التركي . وجاء العنوان الرئيس لصحيفة "ماركا" اليومية يقول: "تم تنفيذ المهمة!" فيما كتبت صحيفة "ايه بي سي" المدريدية: "ريال مدريد يخلي الطريق نحو قبل النهائي" . وقالت محطة "راديو ماركا" الإذاعية إن "خطة مورينيو المعتمدة على الهجمات المرتدة حققت نجاحاً تاماً . ففي كل مرة كان غلطة سراي يفقد فيها الكرة، كان ريال مدريد يباغته بالهجوم السريع" . وانتقدت وسائل الإعلام المدريدية الدفاع الهش لغلطة سراي وإن كانت اعترفت بأن الفريق التركي بقيادة المدرب فاتح تيريم كان من حقه الحصول على ضربة جزاء واحدة على الأقل . واختص الإعلام المدريدي حارس ريال مدريد دييغو لوبيز بقدر كبير من الإشادة حيث وصفته محطة "كادينا كوبي" الإذاعية بأنه "صفقة ملهمة" . وكان لوبيز، الذي بدأ مشواره الرياضي في ريال مدريد، انضم لصفوف النادي الملكي من جديد قادماً من إشبيلية، حيث كان حارساً احتياطياً في يناير/كانون الثاني الماضي، عندما أصيب الحارس الأساسي لريال مدريد إيكر كاسياس بكسر أحد أصابعه . وقال مورينيو عقب المباراة: "قدم لوبيز 13 مباراة جيدة في 70 يوماً، أما إيكر فلم يقدم شيئاً على الإطلاق . لذا لاشك لدي حول من يتمتع منهم بالمستوى الأفضل الآن" . وأضاف معلقاً على المباراة: "قدمنا أداء جاداً، حيث تميزنا بالقوة في الدفاع والحدة في الهجوم . استحققنا الفوز . عندما تسجل مبكراً، تصبح الأمور أكثر سهولة" . فيما قال لاعب خط الوسط المخضرم تشابي ألونسو: "إنها النتيجة التي أردناها ، فقد سجلنا من دون أن نسمح باهتزاز شباكنا . ومازال أمامنا 90 دقيقة أخرى وعلينا أن نواصل اللعب بنفس التكثيف والضغط" . ويغيب ألونسو مثل المدافع سيرخيو راموس عن مباراة العودة في تركيا لحصولهما على الإنذار الثاني أمس . ونفى ألونسو أن يكون تعمد الحصول على بطاقته الصفراء الثانية حتى يتخلص من تهديد الإيقاف في الدور قبل النهائي . واعتبرت وسائل الإعلام الإسبانية تعادل ملقة بأنه نتيجة إيجابية، لأن دورتموند فرض سيطرته على المباراة وخلق لنفسه الفرص الأفضل للتسجيل، ولكنه مع ذلك لم يتمكن من تسجيل هدف مهم خارج أرضه . وقال مانويل بيليغريني مدرب ملقة: "كانت مباراة رائعة شهدت العديد من الفرص لكلا الفريقين . ولكننا لعبنا أمام فريق صعب" . وأضاف: "لو تمكنا من التسجيل في دورتموند ستختلف الأمور . سنذهب إليهم ساعين لتحقيق الفوز، لديهم جمهور رائع ولكننا لا نخشاهم" . وعلق بيليغريني على غياب المدافعين فيتورينو أنتونيس وويليغتون عن مباراة الإياب للإيقاف قائلاً: "إنهما لاعبان مهمان ولكننا حللنا مشكلات كهذه من قبل" .