هاني الظفيري يجري رجال مباحث العاصمة تحرياتهم المكثفة لكشف لغز قضية قيام سيدة من جنسية عربية بنسب أحد أبناء الشؤون إليها والإدعاء بأنه ابن زوجها الشهيد منذ العام 1991، وحصلت بموجب هذا الإدعاء على أكثر من 200 ألف دينار هي مجموع الرواتب التي كانت تصرف للوافدة العربية طوال 22 عاما دون علم المستفيد الذي ادعت أنه ابنها من زوجها الشهيد. وتعود تفاصيل القضية الغريبة التي يمتد عمرها لأكثر من 22 عاما، عندما تقدم أحد أبناء الشؤون إلى وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل للحصول على أوراقه الرسمية من أجل استخراج إثباتاته الرسمية من بطاقة مدنية وجواز وجنسية، بعد أن قضى 21 عاما في دور الرعاية باعتباره يتيما، وذلك من أجل تعديل وضعه، غير أنه فوجئ بأن موظفي الشؤون يبلغونه بأنه ليس مجهول الأب والأم كما هو وارد في السجلات التي تم بموجبها التعامل معه طوال تلك الفترة، وأبلغوه بأنه معلوم الأب والأم، وأنه من واقع السجلات فوالده شهيد من شهداء الاحتلال العراقي ووالدته من جنسية عربية وتعيش في الكويت. وقال مصدر أمني روى القصة الغريبة ل «الأنباء» إن الشاب البالغ من العمر 22 عاما لم يتمالك نفسه من الدهشة وتوجه إلى أرشيف الأوراق الرسمية الموجودة في دور الرعاية واستخرج اسم والدته وبياناتها، واكتشف من واقع البيانات أن والدته على قيد الحياة وأنه ابن شهيد، وليس مجهول الوالدين كما كان يتم التعامل معه طوال أكثر من عقدين بشكل رسمي. وأضاف المصدر أن الشاب قام باستخراج بيانات والدته وحصل على رقم هاتفها، وقام بالاتصال بها، ولكنها ما ان علمت أنه هو المتصل أغلقت هاتفها ورفضت الرد عليه، وعليه بدأ الشاب البحث وراء سر رفض والدته الحديث معه أو استقباله أو حتى التواصل معه، وذهب إلى موقع السجلات الرسمية في الشؤون مرة أخرى واكتشف أن والدته «المفترضة» قد تقدمت باسمه إلى الجهات الرسمية باعتبارها زوجة شهيد وام ابن شهيد وأنها تحصل على راتب شهري مخصص له قدره 750 دينارا، وعندما ذهب لمراجعة الجهات المعنية أبلغوه بأن والدته «المفترضة» تقدمت باسمها واسمه منذ العام 1991 وتم ارفاق اسمها كزوجة شهيد وتم ارفاق اسمه كابن شهيد، وعليه تم تخصيص مبلغ 750 دينارا له، بدأ صرفه له منذ أكتوبر 1991، واكتشف الشاب المصدوم أن والدته تحمل توكيلا عنه لصرف الراتب، ولكن همه كان في معرفة والدته، خاصة بعد أن اكتشف أنه ليس مجهول الأبوين. ومضى المصدر بالقول إن الشاب وبعد أن ظل لأكثر من 4 أشهر يبحث عن والدته عله يستدل على عنوانها، وإزاء رفضها المستمر لمقابلته، وإغلاقها الهاتف النقال في وجهه كلما حاول الاتصال عليها، اضطر للتقدم إلى الجهات الأمنية ببلاغ ضدها خاصة أنها في آخر مكالمة له قالت له: « أنا مو أمك.. أنا سجلتك باسمي بس عشان أستفيد من الراتب». وأشار المصدر أنه وبعد أن تم تسلم القضية رسميا قام رجال المباحث بإلقاء القبض على السيدة العربية التي تضاربت أقوالها في حضور الشاب الذي يعتقد أنها والدته، فتارة تقول إنها زورت الأوراق لتحصل على المنحة المالية الشهرية التي تقدم لأبناء الشهداء، وأنها توجهت في العام 1991 إلى«الشؤون» واستخرجت أوراق الشاب عندما كان طفلا ونسبته لنفسها بموجب بلاغ ولادة مزور، وتارة تقول إن الشاب ابنها ولكنها لا تريده، وتارة تقول إنها فقدت ذاكرتها ولم تعد تعرف تفاصيل ما حدث قبل 20 عاما، وأما الشاب فتمسك أمام رجال المباحث بإثبات كونها أمه وأنه ابن الشهيد الذي تم تسجيله باسمه. وقال المصدر: «تم بدء التحقيق مع السيدة العربية منذ الأربعاء الماضي، ولا تزال التحقيقات مستمرة لمعرفة الحقيقة وراء قصة السيدة العربية التي سجلت الشاب باسمها دون علمه، علما بأن السيدة اليوم تبلغ من العمر 68 عاما، وتقول إنها لا تريد شيئا سوى أن يتنازل عنها الشاب والذي لم تخبره بعد ما إذا كانت أمه الحقيقية أم أنها فعلا قامت بتزوير بلاغ ولادة ونسبته لنفسها»واشار المصدر إلى أن التحريات التي يجريها رجال مباحث العاصمة ستكشف كامل تفاصيل القضية التي تعود إلى أكثر من 22 عاما.