أسدل الستار بجاليري المرخية بسوق واقف،على معرض الفنان والأديب المغربي حسان بورقية، والذي انطلق في السابع من مارس الماضي. واستقطب معرض الفنان حسان الموسوم ب «حدائق معلقة»، شرائح معتبرة من الفنانين والزوار من جنسيات مختلفة. وجاء معرض حسان بورقية بتعاون بين جاليري المرخية والمركز الشبابي للإبداع الفني في سابقة فريدة من نوعها في قطر. وكان الفنان حسان بورقية قد أبرز في تصريح سابق ل «العرب»، أن عنوان المعرض استوحاه من المجموعة القصصية «الحدائق المعلقة» للكاتب بورخيس، يتكلم فيها عن انطباعاته.. قراءاته.. ذكرياته وأحلامه، وتبين له أن سفر هذه اللوحات إلى دولة قطر ستكون معلقة في مكان لا يعرفه.. معلق فيها الأشياء المأخوذة من قريته ومن مدينته من الأزقة والحواري من ميدان التحرير ليعلقها هناك. وأضاف: كان عندي تهيب كالتهيّب الذي يسبق الإنجاب، لافتاً إلى أن المواد تحضن بعضها، و «عندما رأيتها بمعية الأصدقاء القدامى والجدد، شعرت أن اللوحات والمواد التي لم تكن تملك لغة صبّت في مجالها الحقيقي، وسأتركها في أيادٍ أمينة وستُربى كموجة صغيرة إلى أن تصير بحراً». وذكر حسان أن هناك أشياء مشتركة، وهي «حدائقنا جميعاً.. الذاكرة المأخوذة من الرماد، والأحذية وتراب الأندلس، ومن الجدران التي نكتب عليها من قصائد الشعر المشتركة فيما بيننا، وأن هذا البعد إنساني بما في ذلك أشياؤه الخاصة جدا، سواء الأقمشة وأدوات الاشتغال وقطع الكرتون التي أخذها من ميدان التحرير وطريقة سحرة إفريقيا، وكيف يخيطون الأشياء ويبثونها بالأسرار حتى يكون لها سفر رائع. وكشف بورقية أنه فُتن بطريقة تفكير أصدقائه القطريين والعرب، وأن الحوار كان رائعاً، والاستضافة جيدة والأسئلة عميقة، وكل هذه الأشياء كفيلة بأن تجعل السفر ناجحاً. أما الفنان سلمان المالك، رئيس مجلس إدارة المركز الشبابي للإبداع الفني، فأكد من جهته، أن التعاون بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص في مجال الثقافة خير لا بد منه، عاجلا أم آجلا، وعندما يكون هذا التعاون في تطوير الفنون ونشر الثقافة البصرية، فهو هدف مهم، فضلا عن التواصل بين الوطن العربي ككل، مشيراً إلى أن الفنون التشكيلية في المغرب العربي تكاد تكون مجهولة لدى المشرق، لافتاً إلى أن هذه المؤسسات دورها هو جسر هذه الهوة وخلق هذا التلاقح والتعاون. وتعليقاً على معرض الفنان حسان، قال سلمان المالك: «نحن محتاجون لنشر فنون الحداثة، لأنه بواسطتها يستطيع المتلقي أن يقرأ ما خلف اللوحة، لأن العالم تجاوز الصورة المرئية التي تقوم بها الكاميرا، وأنه من خلال الأعمال الفنية يستلهم المعماريون العمارة الحديثة، ومصممو السيارات والأثاث والأقمشة، وكل ذلك من فنون الحداثة وما بعدها، وبالتالي نحتاج تعميم قراءة هذه الأعمال، والفنان يستفيد من إعادة التدوير»، معتبراً هذه الأعمال في دائرة المحافظة على البيئة وإعادة توظيفها، وأن العالم جله يتجه نحو هذا المنحى بالإضافة إلى الرسائل والأفكار التي يختزنها العمل الفني. إلى ذلك، أبدى الفنان إعجابه بحسان بورقية وما يحمله من علم ومعرفة، وتمكن ينم عن أن هذه الأعمال ليس من باب العبث أو ركوب موجة الحداثة، معتبراً إياه إضافة للفن التشكيلي، مرحباً بهذه المعارض الجادة في قطر.