ومع أن الفعاليات عبر الأيام تحتل الجزء الأهم من وقت ضيوف المهرجان عبر الندوات المختلفة والأمسيات، إلاّ أن الأيام في حاجة ماسة إلى تنظيم أكثر دقة بعد "23" دورة، ذلك أن بعض الفعاليات نتيجة لقرار آني. وهذا ما يربك الضيف أولاً. كما أن المهرجان في مسيس الحاجة إلى تقليل الأيام. لأن الإنسان العربي لا يملك القدرة ولا الصبر على عدد الأيام. كما أن مشاهدة عرضين في ليلة واحدة. تعقبها ندوتان، ومن ثم نشاط مسرحي آخر يبدأ في الحادية عشرة مساء وينتهي في الثانية بعد منتصف الليل أمر بالغ الإرهاق. خاصة أن العديد من الحضور قد تعدوا العقد السادس من أعمارهم. مع هذا فإن هذه الهفات يمكن تلافيها. كما يمكن حذف الأعمال التي تقدم على الهامش والتي لا تجسد حضوراً في ذاكرة المتلقي وهي أقرب إلى التجارب الشبابية، مثل الارتجال الجماعي والمشهد الأخير من المأساة لصوميل بيكيت ومشاجرة رباعية ليوجين يونسكو وغيرها من الأعمال. أما الأجمل والأروع. فأعتقد تكريم رمز مسرحي عربي على مجمل عطائه، ولقد كرمت الإدارة في هذا الموسم النجم الكبير عبدالحسين عبدالرضا الذي يعتبر ظاهرة فنية خليجية – عربية بجانب الفنان المتعدد المواهب مرعي الحليان الذي قدم عملاً جميلاً من تأليفه (نهارات علول) وتصدى لإخراجها الفنان حسن رجب. هذا لا يعني أن جل العروض ذات مستوى متواز – هناك مع الأسف عروض باهتة والمؤسف والمحير أن بعض أصحاب القلم قد باعوا ضمائرهم في الندوات التطبيقية. كل هذا من أجل دعوة كريمة في الموسم القادم. مع هذا أقول إن للشارقة وأيامها توهجا رائعا في ذاكرة كل المسرحيين العرب ولقاء أخويا محملاً بالحب وهذا يكفي..