أكدت حركة المقاومة الإسلامية «حماس»، أمس، رفضها شروط اللجنة الرباعية الدولية التي تطالبها بالاعتراف بإسرائيل كشرط وضعته الولاياتالمتحدة للحوار مع الحركة. فيما طلب الرئيس الفلسطيني محمود عباس من وزير الخارجية الاميركي جون كيري أن يقدم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو «خريطته» لحل الدولتين. وأكد رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة التي تديرها «حماس» في قطاع غزة إسماعيل هنية أن حركته ترفض شروط اللجنة الرباعية الدولية. وقال للصحافيين بعد صلاة الجمعة إن «حماس على موقفها منذ التأسيس منذ 25 عاماً، ومنذ ان اصبحت في الحكم منذ ست سنوات فهي لا تعترف بالاحتلال ولا شروط الرباعية المجحفة»، التي تطالبها بالاعتراف باسرائيل والتخلي عن المقاومة المسلحة بشكل خاص. وأضاف انه يدعو وزير الخارجية الاميركي جون كيري «لدعوة الكيان الاسرائيلي للاعتراف بالشعب الفلسطيني وحقوقه ووقف الانتهاكات التي يمارسها ضده». وأوضح أن الفلسطينيين مدعوون «لضرورة صياغة استراتيجية موحدة وامتلاك زمام المبادرة ووقف المفاوضات التي استمرت 20 عاماً بلا نتائج». من ناحية ثانية، اعتبر هنية ما يجري في السجون الاسرائيلية من انتهاكات واعتداءات «جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب وانتهاكاً صارخاً لحقوق الانسان والاسرى»، مشدداً على أنه «لا يمكن التسليم بالانتهاكات الصهيونية والتعنت وأن الشعب الفلسطيني سيكون عند مسؤولياته». وفي رد على المواجهات بين شبان فلسطينيين والجيش الاسرائيلي بسبب استشهاد الأسير ميسرة أبوحمدية في سجون الاحتلال، حيا هنية «الهبة الجماهيرية في الضفة الغربية والقدس، هذا الحراك يرتقي لمستوى التضحيات التي يقدمها الأسرى في سجون الاحتلال وسيبقى الفلسطينيون في مربع الصمود والمقاومة». إلى ذلك، اشار هنية الى انه بحث مع المسؤولين المصريين «الخروقات الاسرائيلية» لاتفاق التهدئة، موضحاً ان مصر «ستتواصل مع الاحتلال للالتزام بالتهدئة خصوصاً ملف تقليص مسافة الصيد (البحري) والخروقات العسكرية الاسرائيلية»، بعد أن قلصت اسرائيل مسافة الصيد البحري الى ثلاثة اميال بدلاً من ستة اميال. وكانت الولاياتالمتحدة الأميركية قالت إنها لن تجري أي حوار مع حركة «حماس» قبل التزامها بتلبية مطالب اللجنة الرباعية الدولية وهي «نبذ الإرهاب، والاعتراف بإسرائيل، والاعتراف بالاتفاقات الموقعة بين إسرائيل والفلسطينيين». وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية، فيكتوريا نولاند، أول من أمس، إن واشنطن تصر على تلبية «حماس» لهذه المطالب. وفي رام الله، كشف نمر حماد المستشار السياسي لعباس، أن الرئيس الفلسطيني طلب من كيري خلال زيارته الماضية قبل 10 أيام ان يقدم نتنياهو «خريطته» لحل الدولتين. وقال حماد ل «فرانس برس»، أمس، إن أية عودة للمفاضات تتطلب ان يوافق نتنياهو على مرجعية حدود عام 1967. وأضاف أن عباس «قال لكيري انه اذا كان نتنياهو يوافق على حدود 1967 مع نسبة تبادل متفق عليها فإننا نريد ان نعرف ما هي هذه النسبة وأين، من خلال خريطة يقدمها نتنياهو لكيري تبين رؤيته لحل الدولتين خصوصاً في موضوع الحدود». وأكد أن «الادارة الاميركية ممثلة بكيري تجري اتصالات مكثفة حتى تبلور ماذا تقترح على الجانبين». ورأى حماد ان «كيري بدأ بحوار جدي مكثف وايجابي وعودته للمنطقة تؤكد جدية» الادارة الاميركية. من جانبه قال كبير المفاوضين صائب عريقات ل «فرانس برس» «ننتظر عودة كيري للمنطقة لنرى، ونحن طلبنا حل قضية الاسرى لأنها بالنسبة لنا فوق كل اعتبار ولها الاولوية لدى الرئيس عباس الآن». وكان مسؤول فلسطيني قال إن الادارة الاميركية ابلغت الجانب الفلسطيني انه «خلال الشهرين المقبلين سيتم طرح خطة عمل اميركية على الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي للتحرك السياسي المقبل». وشدد عريقات على انه لا يمكن استئناف مفاوضات» السلام المتوقفة منذ 2010 «من دون تحديد مرجعيتها حيث يبدو أن الحكومة الاسرائيلية تريد العودة بالجميع الى مربعات الحلول الانتقالية طويلة الأمد، وهذا ما يرفضه الرئيس عباس ومنظمة التحرير الفلسطينية جملة وتفصيلاً». وكشف عريقات ان عباس سلم الرئيس الاميركي باراك أوباما ست وثائق، موضحاً ان «الوثيقتين الاوليين تتعلقان بالاستيطان الاسرائيلي وجرائمه». أما الوثيقة الثالثة فتشمل «الاتفاقات التي لم تنفذها حكومة اسرائيل والمطلوب تنفيذها». والوثيقة الرابعة جرد حساب بما نفذه كل طرف من التزامات خريطة الطريق. وأضاف ان الوثيقة الخامسة تتعلق بالأسرى والوثيقة السادسة حول الحصار المفروض على قطاع غزة.