السنين المجدبة حتى من قطرات المطر المصحوبة بالحنين .. تحاصرني ! هل كبرت ؟ لا لم أكبر .. فثمة طفلة صغيرة تعيشُ في داخلي .. تحمل ذاكرتي وطفولتي وكل شيء عني ! يا لجفوتك يا قلم لم تعد كسابق عهدك .. أكثرت صدك وهجرك .. حتى اعتدتُ على ذلك ! قلبٌ أحمله بين أضلعي .. ويحملني .. نتناوب ذلك مراراً . يعرفني وأعرفه .. هو ملاذ أسراري .. ومن دونه لا أعيش ! كم تحمل من المصائب .. وتحملتُ لأجله الكثير . تعايش مع الناس بفطرته وطيبته ونقائه. قلبٌ ينصهر إذا لفحته نار الشوق .. كما يفتته الألم والأنين ! متفائلٌ يرى الحياة بعينٍ أخرى لا يراها البعض .. وإن اعتراها القصور لطول العهد أو ضعف النظر . الحياةُ طريق والعمرُ رفيق ما دامت الروح تدب فيه . أحضنُ قلمي حين يعودُ إلي من جديد ليسمع ثرثرتي ، وأسمع دقات قلبي إذ ينبضُ فرحاً .. أتوق لبعض الحكايات القديمة التي لا يستطيع نزعها مني سوى ذلك العنيد الذي يتوارى خلف بياض الورق حتى لا أراه ، وإن كنتُ أشعرُ به يتسلل بين أصابعي فينساب حبراً لا ينضب ! ايه يا قلم لقد هرمتَ ولن أقوى على مجاراتك ، فإما أن أتركك أو أعاقبك جزاء ما تفعله بي ، وأنا اخترت الثانية ،سأغلق دونك الأبواب ، وأضعك في درج المكتب وحيداً ، لتعرف معنى الوحدة ، عندها فقط قفز إلى الورقة بعد أن خط : «بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد .. فإما أن أبقى مُكرماً أو أرحل بسلام « وزم شفتيه وقطب حاجبيه ! -لقد أصبح لك لسان أيها ال (.... ) ! -مهلاً .. يا سيدتي فأنا لسانك ! لقد استثار غضبي هذا المغرور .. ما أفعل معه ؟ عندما رأى حيرتي .. اختفى لبضع دقائق .. فتشتُ عنه في كل مكان حتى في أدراج المطبخ ! ازداد توتري .. وكدت أفقد أعصابي .. لدي الكثير من العمل فهل هذا وقت الهزل ؟ أطرقت حينها ووضعت باطن كفي على خدي .. عاد في يدي أشبه ما يكون بقلم سحري ! صمت حينها وعدتُ للكتابة من جديد .. لقد استطاع هذا الأخرق أن يعيد إلي لياقتي الكتابية بتصرفاته الحمقاء .. فأنا طاقة لا تكتب إلا تحت سياط الألم ! أمل عبدالله القضيبي - الرياض