| د. عالية شعيب | المتابعة والغاؤها، فولو، أنفلو، قصص وشجون في «تويتر» وغيره من مواقع. ولها تسميات أخرى مبتكرة، ففي «الفيس بوك» تسمى مصادقة والغائها. والمتأمل لطرق ووسائل هذه العمليات الاتصالية الاجتماعية في محاولة لفهمها أو تحليل النفسيات والعقليات التي تقوم عليها، سيرى العجب العجاب. فبينما يتبع بعض الشخصيات الفكرية والعلمية المخضرمة بضعة مئات أو آلاف قليلة، نجد أن بعض الحسابات التي تضع صور نساء عاريات يتبعها عشرات الآلاف، لمجرد الانغماس للحظات يوميا في لذة المحظور فكريا أو بصريا. وكذلك في «الانستغرام»، كل من تتعرى وتسلط الكاميرا على جسدها، أيضا يتبعها عشرات الآلاف وأكثر. أما في «تويتر» التعري الفكري والأخلاقي أيضا يجذب المتابعين. فكلما شتمت، كلما لفت الانتباه اليك، وركض السذج والجهلاء خلفك، لأنك بالنسبة لهم تمثل منطقة حمراء، هي اللاءات (لا لا لا) الثلاث الممنوع لمسها أو قولها (السلطة، الدين، السياسة) فيصفقون لها بالمتابعة أو الفولو. حتى الصغيرات في العمر والخبرة، «الكتكوتات»، أيضا تشتم بنعومة، بطريقتها الدلالية التي تليق بالآه ونص. وحين تم استدعائهن للنيابة صرن بطلات، وحين تمت محاكمتهن صرن شهيدات «تويتر» وارتفع رصيدهن بال «فولورز». لو كنا في بلد متحضر فكريا وثقافيا، لكان هذا الطرح غير منطقي. لوجدنا الناس تتبع ذوي الفكر والشهادات العليا وذوي الطرح الحضاري الذي يدعو للتطور والتنمية والاصلاح. أما لدينا، فاتجاه السير بالعكس كالعادة، للخلف در. تتعرى جسديا، يتبعونك. تتعرى فكريا، أوووووه يتبعونك أكثر. تتعرى أخلاقيا، أووو ومليون أووو، تصير قدوة ويحملونك على أكتاف الهتافات والشيلات. تتعرى بكل الأنواع والأصناف، تصير بطلا ومن ثم، شهيد «تويتر». أما أبطال العلوم، المخترعون، من نالوا جوائز عربية وعالمية، من تُدرّس كتبهم في جامعات أوروبا وأميركا، من يحملون رايات الاصلاح والتطبيب الاجتماعي والنفسي والأخلاقي، لا أحد «فاضي» للقراءة لهم، لأنهم يمثلون مرحلة ملل ورتابة لمن اعتادوا الجهل والكسل. والأخطر، لأنهم يهددون كسل وعجز القطيع الذي اعتاد يقول امبااااااع خلف متعري الجسد والفكر والذات والأخلاق. [email protected]