الدوحة - عز الدين عبده أكد معالي الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية أن انحياز حركة "العدل والمساواة" السودانية إلى السلام "يُعد مكسباً كبيراً للسودان ولأهل دارفور، ودعماً كبيراً للوثيقة وللسلطة الإقليمية، وإضافة حقيقية لشركاء فعليين". جاء ذلك خلال كلمة معالي الشيخ حمد بن جاسم عقب توقيع الحكومة السودانية ممثلة في سعادة السيد أمين حسن عمر وزير الدولة برئاسة الجمهورية رئيس مكتب متابعة سلام دارفور، ورئيس حركة العدل والمساواة السيد محمد بشر أحمد ممثلاً عن الحركة، على اتفاق سلام نهائي، مساء اليوم السبت، في الدوحة. وأوضح معالي الشيخ حمد بن جاسم أن دولة قطر عملت طوال الفترة الماضية بالتعاون الوثيق مع الوساطة المشتركة للاتحاد الإفريقي والأممالمتحدة من أجل الوصول إلى حل دائم وعادل وشامل للنزاع في دارفور، مضيفا: "لا يخفى عليكم التحديات والصعوبات التي واجهت الوساطة منذ أيامها الأولى، أهمها انقسام الحركات الدارفورية وعدم اتفاقها على موقف تفاوضي واحد مما أخّر كثيراً من الوصول إلى حل مبكر للنزاع، ولكن بفضل الله ومساهمة الشركاء الإقليميين والدوليين، تمكنت الوساطة من التغلب بعض الشئ على هذه العقبة". وشدد على أن الوساطة "بذلت كل الجهود الممكنة من أجل تحديد الأسباب الجذرية للصراع ودعوة جميع الحركات وبدون استثناء للانضمام لركب السلام وتهيئة المنبر للتفاوض وتنظيم المؤتمرات التي توفر لأهل دارفور الفرصة في طرح تصوراتهم للحل والمشاركة في صنع السلام"، موضحاً أنه "تم جمع ثمرات كل هذه الجهود في وثيقة الدوحة للسلام في دارفور والتي شكلت الأساس للحل النهائي للنزاع وتراضى عليها الجميع واعتمدها أهل دارفور ورحبوا بها في المؤتمر الموسع لأصحاب المصلحة الذي انعقد هنا في الدوحة أواخر شهر مايو عام 2011". وأشار معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم إلى أن وثيقة الدوحة "حظيت بالترحيب والدعم الكبير من المجتمع الدولي بجميع مكوناته بما في ذلك الأممالمتحدة ومجلس الأمن الدولي والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والاتحاد الأوروبي ودول ومؤسسات أخرى عديدة دعت جميعها الأطراف إلى الإسراع بتوقيع اتفاقيات سلام ترتكز على ما جاء في الوثيقة من تسوية". ونوّه بأن حركة "التحرير والعدالة" بادرت بتوقيع اتفاق مع الحكومة على أساس الوثيقة و"منذ ذلك الحين استمر تطبيق الاتفاق بين الطرفين يسير بخطى مرضية مما انعكس إيجابا على الاستقرار الكبير الذي تشهده دارفور الآن"، مُتابعاً: "وعلى نفس الدرب تسير اليوم حركة العدل والمساواة السودانية لاستكمال العملية السلمية في دارفور"، مؤكداً أن توقيع الحكومة السودانية اليوم لاتفاق سلام مع حركة العدل والمساواة على أساس وثيقة الدوحة لسلام دارفور يعتبر خطوة أخرى هامة لترسيخ السلام والأمن في دارفور ومؤشراً هاماً على شجاعة الأطراف وحكمة قادتها وعزمهم على توطيد السلام ونبذ العنف والاحتراب وتخفيف المعاناة عن دارفور. واعتبر معاليه أن التوقيع على اتفاق اليوم يعتبر "بمثابة إشارة تنبيه بأن مرحلة الحرب في دارفور قد انتهت وأن أهلها قد سئموا من الصراعات ويتطلعون إلى جني ثمار السلام"، مناشداً الحركات التي لم تنضم لعملية السلام بعد، إعادة النظر في مواقفها واللحاق بركب السلام وتغليب مصلحة أهل دارفور وتمكينهم من تحقيق تطلعاتهم، لأنه "قد آن الأوان أن تشهد ربوع دارفور الاستقرار وأن ينعم أهلها الصابرين بالسلام بعد سنوات الحروب والنزاعات وأن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم وممارسة حياتهم الطبيعية في ظل توفر المقومات الأساسية للحياة الكريمة". وأعرب معالي رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، عن أمله في أن "يمثل المؤتمر الدولي للمانحين لإعادة الإعمار والتنمية في دارفور الذي سيعقد غداً هنا في الدوحة بداية فعالة لانطلاق مسيرة إعادة الإعمار والتنمية في دارفور وفقا للخطط المدروسة المقدمة للمؤتمر".