رغم وجود الأشياء أمامها فإن الألمانية كورنييلا لا تجدها بسهولة، وتقول إنها ترى الصور بشكل منقوص وعيناها ترمش باستمرار، ما دفعها للذهاب إلى طبيب العيون للبحث عن السبب . وبعد فحص العصب البصري وقياس ضغط عينها، ثبت أن كورنييلا تعاني مرض الغلوكوما، والذي يعرف أيضاً باسماء (مرض المياه الزرقاء) أو (مرض الزرق) أو (مرض النجم الأخضر) . قد أصيبت كورنييلا بالانهيار بعد سماعها نتائج التشخيص، إذ تخشى من الإصابة بالعمى، فحاسة البصر لديها ضعيفة جداً ولا يمكن علاجها حسبما تروي قائلة "الغلوكوما تعني فقدان البصر وجدتي كانت تعاني هذا المرض وأصيبت بالعمى" . لكن الأطباء الالمان الذين شخصوا حالة كورنييلا قالوا إنه أصبح بالإمكان عبر تدخل جراحي بسيط علاج هذه الحالة التي تضعف الحقل البصري وتصيب المريض بالعمى إذا لم يعالج في الوقت المناسب . وتعود أسباب الإصابة بمرض الغلوكوما إلى ارتفاع ضغط العين، مايؤدي إلى تلف أنسجة العصب البصري، فماء العين يتدفق عبر غرفة العين، وعند الإصابة بداء الزرق يحصل انسداد بالشَّبَكَة التَّرْبيقِيَّة، ما يؤدي إلى تكدس الماء وتراكمه، وبالتالي إلى ارتفاع ضغط العين الداخلي وتضررالعصب البصري الحساس . وإذا لم يعالج المرض يتلف النسيج البصري كلياً وتفقد العين قدرتها على الإبصار . أما خطورة هذا المرض فتكمن بحدوثه البطيء وصعوبة ملاحظته، مايعني أن نصف المصابين لا يعلمون إصابتهم بهذا المرض، حسبما يؤكد بيتر روكمان اختصاصي الجراحة العينية في مشفى شارتيه في برلين، والذي يقول: "إن اكتشاف الإصابة بمرض زرق العين في مراحله المبكرة يساعد على الحد من تطوره إلى العمى الكامل" . أما علاج هذا المرض فيختلف بحسب تطوره، فعندما يكون المرض في بدايته، يتم استعمال قطرة للعين تساعد على تخفيض الضغط داخل المقلة وتمنع من تطوره، وهي طريقة فعالة في كثير من الأحيان، إلا أن حالة كورنييلا مختلفة قليلاً، إذ تعاني اضطراباً في الرؤية حاداً في العين اليمنى، أما عينها اليسرى فأفضل بكثير، ما دفع طبيبها إلى اتباع وسيلة علاجية جديدة حسبما يوضح بقوله "نقوم بتدخل جراحي بسيط غير مجهد للعين، إذ نستعمل قناة مصطنعة يتم عبرها تصريف الخلط المائي" . وتبلغ مدة العمل الجراحي نحو 15 دقيقة ومخاطرها قليلة، إذ يقوم الطبيب باستئصال الشَّبَكَة التَّرْبيقِيَّة المسدودة في غرفة العين، ومن ثم تتم إزالة النسيج المزعج بواسطة مشرط كهربائي، مايساعد ماء العين على التدفق عبر منافذه الطبيعية ويخفف من ضغط العين . ويرى الطبيب بيتر روكنون أن طريقة الجراحة البسيطة في العلاج لايمكن أن تحل محل جراحة العيون التقليدية، مؤكداً أن أهم مايميز هذا التدخل الجراحي البسيط هوأنه لايضر ملتحمة العين أو القزحية وتكون الفرصة كبيرة أمام كورنييلا للاحتفاظ ببصرها .