في عام 1963 أخرج ستانلي كريم فيلماً كوميدياً بعنوان «إنه عالم مجنون مجنون مجنون» حقق نجاحاً هائلاً، وتحكي قصة الفيلم رجلاً يسرع بسيارته في طريق جبلي فتسقط السيارة في منحدر، وقبل ان يموت الرجل يخبر الذين توقفوا لانقاذه بأن هنالك مبلغ 350 ألف دولار مدفونة في حديقة سانتا مونيكا، وبدلاً من ان يتفق الناس على طريقة اقتسامها، فقد قرروا بأن من يحصل عليها هو أحق بها. بعدها جرت مطاردات مثيرة بين الناس طمعاً في الحصول على الثروة وانضم اليهم آخرون في مشاهد تدل على اننا نعيش في عالم مجنون. ليس لديّ شك ان العالم اليوم قد اثبت بجدارة بأنه عالم مجنون مجنون مجنون، فالتسابق على التسلح وصناعة القنابل النووية والكيميائية والصواريخ البالستية لا تدل الا على ان عالمنا مجنون وبجدارة. على سبيل المثال فإن كوريا الشمالية التي لا يزيد عدد سكانها على 25 مليون نسمة وقد كانت تمثل امبراطورية كبيرة مع كوريا الجنوبية الى نهاية الحرب العالمية الثانية حيث تم تقسيمها، ثم خاضت حرباً ضروساً ضد اختها كوريا الجنوبية عام 1950 وانتهت الحرب بهدنة ثم انسحبت منها كوريا الشمالية ولم يوقع البلدان معاهدة سلام حتى اليوم. اتجهت كوريا الشمالية الى سياسة التسليح النووي في غفلة من العالم الى ان استطاعت انتاج بعض السلاح النووي الذي تهدد به جارتها او بالاحرى اختها، وكانت الكوريتان تمثلان حروباً بالوكالة بين الدول العظمى، المفاجأة هي ان حاكم كوريا الشمالية كيم جونغ ايل ذلك الديكتاتور الجبار الذي جعل الشعب الكوري يعبده وكأنه اله، والذي يبلغ قوام جيشه 1.2 مليون جندي ويعتبر خامس اقوى جيش في العالم، هذا الحاكم قد ورّث الحكم لابنه كيم جونغ وان وهو في العشرينات من عمره وشكله (بيبي فيس) كما نشاهد صوره. بل الاعجب من كل ذلك هو تصريح الابن قبل ايام بأنه يستعد لضرب الولاياتالمتحدة بالصواريخ، ولا ندري ان كان هذا الكلام جدياً ام انه لا يتعدى التهديد!! ولكن تصوروا لو فعل ذلك ماذا كان سيجري للعالم اذا ماردت الولاياتالمتحدة وساندتها كوريا الجنوبية ثم تدخلت روسيا والصين لدعم كوريا الشمالية، أليس ذلك بعالم مجنون؟! ولقد هدد هتلر قبلها وجر العالم الى حرب عالمية مدمرة حصدت ملايين الارواح، كما هدد صدام حسين بتدمير اسرائيل بالكيماوي لكنه اخطأ الطريق واتجه نحو الكويت ليمحوها من الوجود لولا فضل الله تعالى ومنته، وها نحن نشاهد بشار الاسد يسعى لمحو سورية من خارطة العالم. يجب ان نأخذ الامور مأخذ الجد ولا نستسلم للتحليلات السياسية لاننا فعلاً نعيش في عالم مجنون مجنون مجنون!! د. وائل الحساوي [email protected]