القدس المحتلة، رام الله (وكالات) - اعترفت إسرائيل أمس، بأنها تعرضت منذ الليلة قبل الماضية لهجوم إلكتروني كاسح شنته مجموعة قراصنة كمبيوتر المجهولين «أنونيموس»، تضامنا من الشعب الفلسطيني لمحو الوجود الإسرائيلي من الفضاء الإلكتروني وذكرت وسائل الإعلام الإسرائيلية، نقلاً عن مسؤولين إسرائيليين أن نحو 5 آلاف من القراصنة الإلكترونيين من دول ومناطق مختلفة، بينها قطاع غزة والسعودية والمغرب وكوسوفا وألبانيا وتركيا وإندونيسيا، نجحوا في اختراق العشرات من المواقع الحكومية السيادية وعشرات الآلاف من المواقع الصغيرة وحسابات مئات الآلاف من الإسرائيليين، بينهم جنود وطلاب جامعات، في مواقع التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني على شبكة المعلومات الدولية الإنترنت وأسقطوا مواقع السيادة الاسرائيلية ورفعوا عليها صورة الأسير الفلسطيني المضرب عن الطعام سامر العيساوي، وعزلوا إسرائيل عن العالم لساعات عديدة، بعد أيام من إطلاق حملة عبر الشبكة لتدمير بنية شبكة الانترنت الإسرائيلية بعمليات اختراق إلكترونية مكثفة ومنظمة. وشمل الهجوم خصوصاً مواقع ديوان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجهاز الاستخبارات «الموساد» ووزارات الدفاع والتربية والتعليم والبيئة والعدل والجيش والشرطة ودائرة الهجرة وشركة الصناعات العسكرية الاسرائيلية ومكتب الإحصاء والبورصة والعديد من المصارف ومركز مكافحة السرطان وموقع «حزب كاديما» الشريك في حكومة نتنياهو. وذكرت وكالة (معا) الإخبارية الفلسطينية أنها حصلت بالفعل على قائمة بأكثر من 17 ألف اسم تم سحبها من موقع «الموساد». وأضافت وأن مسؤولي الجيش الاسرائيلي واستخباراته المختلفة تداعوا منذ الصباح لإعداد خطة حماية من الهجوم وطلبوا من شركات حماية أمنية إسرائيلية إخفاء ملفاتها، دون جدوى، فقد تسربت معلومات خطيرة وأسماء عشرات آلاف العاملين في جهزة الامن الاسرائيلية مع عناوين بريدهم الإلكتروني وبياناتهم الذاتية. كما استغاثت إسرائيل بدول دول متحالفة عنها حيث لم تعد تكابر او تستهين بحرب قراصنة الكمبيوتر الشباب كما فعلت في بادئ الأمر. وأعلنت إسرائيل نجاحها في صد الهجوم. وقالت وزارة المالية الإسرائيلية في بيان رسمي إن المواقع الحكومية الاسرائيلية أُتيحت للجمهور بحلول الظهيرة. وقال رئيس «المجلس الوطني للبحوث والتنمية» ومؤسس «المكتب الوطني الالكتروني» التابعين لديوان نتنياهو البروفسور يتسحاق بن اسرائيل لإذاعة الجيش الاسرائيلي «إن الضرر غير محسوس تقريبا" بفضل استعدادنا مسبقاً». وأضاف «ليس لدى انونيموس النية لتدمير البنية التحتية الاساسية للبلاد. ولو كانت كذلك، لما اعلنت عن الامر مسبقا، كما أنها لا تستطيع ذلك، وإنما كان هدفها على ما يبدو اثارة الجدل حول النزاع الفلسطيني-الاسرائيلي». وتابع «الدولة استعدت بشكل افضل مما كانت عليه عندما كانت هناك موجة هجمات على البورصة وشركة العال (للطيران) العام الماضي وغيرها. الهجوم هذه المرة أوسع نطاقاً وأقوى شدة، ولكننا مستعدون بشكل أفضل. "لم يتمكنوا من تعطيل موقع واحد، لأن مكتبنا كفل الحماية للمواقع». وقال مؤسس شركة الاستشارات الاسرائيلية لحماية البيانات (سايبريا) جاي مزراحي للإذاعة الإسرائيلية الاسرائيلية «كان هجوماً عاصفاً. لقد تعرض عدد من المواقع الالكترونية الحكومية للقرصنة وتركت رسائل على بعض منها وسرقت بيانات من أخرى. هذا لا يعني إزالة اسرائيل عن الانترنت ولكنه بالطبع هجوم كبير». في غضون ذلك، قال مستشار الرئيس الفلسطيني محمود عباس لشؤون الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات صبري صيدم إن إسرائيل قررت الرد باعتقال ناشطين الفلسطينيين، فيما لا يوجد مؤشر لعلاقة فلسطين بالهجوم. ورد قراصنة إسرائيليون باختراق مواقع إلكترونية فلسطينية ومحاولة إعطابها. ذكرت «وكالة أنباء الأناضول» التركية أنه تم بالفعل اختراق موقع الخدمات الطبية العسكرية الفلسطينية.
