دخل رئيس الوزراء اللبناني المكلف، تمام سلام بشعار «حكومة المصلحة الوطنية» والانتماء إلى «كتلة الوطن» نادى رؤساء الحكومات في لبنان للمرة الأولى، بعدما نال أكثرية 124 صوتًا لتكليفه بتشكيل الحكومة الجديدة. وفيما أوحى سلام في شعاره استلهام الشعار الشهير لوالده الراحل رئيس الوزراء الأسبق صائب سلام «التفهم والتفاهم» بدا الحجم الكبير لأكثرية التكليف، الذي حظى به سلام الابن مثقلا عليه، مما دفعه إلى صياغة بيان التكليف بدقة متناهية غلب عليها عامل التوازن. وفي تصريح أدلى به لصحيفة «النهار» اللبنانية أمس الأحد، قال سلام: إن «ما يعنيه هو الوصول إلى تشكيل حكومة تراعى المصلحة الوطنية، ولا تأتي مفصلة إلا على قياس الوطن، محددًا التحديات الماثلة أمامه في أولويات قانون الانتخاب، وإجراء الانتخابات النيابية، وضبط الوضع الأمني والشأن الاقتصادي والاجتماعي والمادي. وفيما تبدأ رحلة تأليف الحكومة الجديدة، وسط أجواء يلفها الغموض وستكون انطلاقتها في الاستشارات النيابية للتأليف، التي حددت مواعيدها يومي غدًا الثلاثاء وبعد غد الأربعاء، يبدو الخيار الأصعب الذي يواجه رئيس الوزراء المكلف هو تسريع عملية التأليف، باعتبار أن مهمة حكومته الأساسية هي الإعداد للانتخابات النيابية، بحيث إن عمر الحكومة لا يفترض أن يتجاوز المهلة الفاصلة عن الانتخابات، وتاليًا فإن تجارب التأليف الطويلة التي طبعت الحكومات السابقة يجب ألا تنطبق على الحكومة المقبلة التي تكتسب طابعًا انتقاليًا. وقد أمل البطريرك الماروني بشاره الراعي، خلال اتصال هاتفي أمس الأول «أن يأتي التاليف بسرعة التكليف وبالتوافق الوطني عينه». مشددًا على أن المسيحيين في لبنان مؤتمنون على سياسة السلام، المعروفة بالعيش المشترك القائم على المشاركة المنظمة في الدستور. وأكد النائب مروان حمادة أن قوى الرابع عشر من آذار، ستعمل كل ما في وسعها من أجل تسهيل عملية تأليف الحكومة، لأن البلد بحاجة إلى مبادرة توافقية. ودعا حمادة، بعد زيارته رئيس الحكومة المكلف تمام سلام أمس الأول، إلى «إقامة حكومة مصلحة وطنية كما وصفها سلام باتقان يمكنها إجراء الانتخابات وتثبيت الوضع الأمني». من جانبه، قال رئيس كتلة المستقبل النيابية، الرئيس فؤاد السنيورة أثناء لقائه وفودًا شعبية في صيدا أمس «علينا أن نتكاتف ونيسر عملية تأليف الحكومة، ولا نحملها توقعات أكثر مما ينبغي ومطالب لا يمكن تلبيتها». وأضاف «إننا أمام مرحلة جديدة من تاريخ لبنان، وأمام فرصة سانحة تحققت بنتيجة استقالة الرئيس ميقاتي، ومجيء الرئيس تمام سلام، ولا يجب أن نضيع هذه الفرصة بأن نقوم بكل شيء يؤدي إلى خفض مستويات التوتر في لبنان، وإيصال فريق عمل حكومي متجانس لا يكون محكومًا بالتوترات وبالخلافات بين الفرقاء حتى نستطيع فعليًا أن نأخذ البلد إلى مكان يستطيع أن يتنفس ويستطيع أن يجري الانتخابات، وأن يطبق سياسة النأي بالنفس بشكل سليم ويخلق سحابة من الأمل لدى الناس في الموضوع الاقتصادي والاجتماعي». إلى ذلك، أعلن الجيش اللبناني عن مصادرة كمية من الأسلحة كانت محمّلة داخل سيارة في وادي البقاع شرق البلاد. وأوضح، في بيان له من وقت متأخر أمس الأول السبت، إنه في إطار مكافحة تهريب الأسلحة والممنوعات عبر الحدود، أوقفت إحدى وحدات الجيش في منطقة اللبوة - بعلبك (شرق لبنان)، سيارة كان يستقلها لبناني ومكتوم قيد من المقيمين في لبنان»، طبقًا لما جاء في الموقع الإلكتروني للجيش اللبناني. وأضاف أنه تم ضبط داخل السيارة كمية من الأسلحة المتوسطة والخفيفة والذخائر العائدة لها، بالإضافة إلى آلة تفجير عن بعد وعدد من أجهزة التفجير والصواعق والأسلاك الكهربائية، التي جرى إخفاؤها جميعها ضمن صفائح معدنية تم تصنيعها لهذه الغاية.