حال سوء الأحوال الجوية وتساقط الأمطار، مساء أول من أمس، في العاصمة أبوظبي دون اكتمال برنامج الليلة الافتتاحية للمهرجان التراثي السينمائي 2013، الذي ينظمه معهد «غوته» لمنطقة الخليج، بالتعاون مع سفارة جمهورية ألمانيا الاتحادية، ومهرجان أبوظبي السينمائي، ولجنة أبوظبي للأفلام، و«توفور 45»، إحدى شركات هيئة المنطقة الإعلامية في أبوظبي، والذي أقيم في الهواء الطلق في منارة السعديات بأبوظبي تحت عنوان «نساء قويات». وهو ما أدى إلى ترحيل عروض الافتتاح إلى اليوم التالي، واستمرار المهرجان إلى يوم غد بدلاً من اختتام فعالياته مساء اليوم، حيث سيعرض غداً فيلم «أم الإمارات» لأحمد محمد. وكان برنامج الأمسية الافتتاحية التي شهدها الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، تضمن عرض خمسة أفلام، من بينها ثلاثة أفلام إماراتية هي: «ظاهرة القمبوعة» لعبدالرحمن المدني من إنتاج 2012، و«الرحلة» لهناء مكي من إنتاج 2012، والوثائقي «أم الإمارات» لأحمد محمد، إلى جانب فيلمين ألمانيين هما «المخطوفة» لسارة فينكينشتيته من إنتاج 2011، و«العودة للبيت» لميكا ماجي من إنتاج عام 2012. إلا أن سقوط الأمطار الذي بدأ خلال عرض فيلم «ظاهرة القمبوعة»، ثم تزايدت وتيرته أثناء النقاش الذي دار بين صانع الفيلم وأمين الأفلام الإماراتية في المهرجان صالح كرامة، دفع منظمي المهرجان إلى عدم استكمال البرنامج. من جانبه، حرص الشيخ نهيان على التواصل مع صانعي الأفلام المشاركين في المهرجان من الشباب، وفتح مجالاً للنقاش معهم، على الرغم من توقف عروض البرنامج. رؤى مغايرة أمين الأفلام الإماراتية بالمهرجان التراثي السينمائي، صالح كرامة، أشار في تصريح ل«الإمارات اليوم» إلى أن اختيار الأفلام الإماراتية المشاركة في المهرجان هذا العام اعتمد على الثيمة العامة التي تناقش قضايا النساء وقوة المرأة، ولكن بمعان مختلفة عن المفهوم التقليدي والسائد للقوة، بغرض طرح فهم مختلف للعلاقة بين الرجل والمرأة وعن دور كل منهما في المجتمع والحياة. ولفت إلى أنه لم تكن هناك أي صعوبات في اختيار الأفلام المشاركة، نظراً لوجود العديد من الأفلام الإماراتية التي تندرج تحت الثيمة العامة للمهرجان. وأضاف: «تطرح الأفلام أفكاراً وقضايا مختلفة لموضوع المرأة الذي يمثل هاجساً لدى كثير من صانعي الأفلام في الإمارات، من الجنسين، خصوصاً أن المرأة تمثل نسبة كبيرة من صانعي الأفلام، كذلك موضوع العلاقة بين الجنسين». وأوضح أن «معظم الأفلام المشاركة لطالبات جامعيات، وهو ما يجعلها تعبّر عن فكر الجيل الجديد، عبر رؤى وأفكار متطورة وطروحات يجب أخذها في الحسبان». واعتبر كرامة أن أهمية المهرجان التراثي السينمائي ترتكز على ما يحققه من تواصل بين ثقافتين مختلفتين، وتلاقح للخبرات والتجارب، كما يفتح المهرجان وغيره من المهرجانات والفعاليات المماثلة الباب أمام صانعي الأفلام الإماراتيين لتقديم أنفسهم وعرض أعمالهم على نطاق مختلف، بما يعطيهم دفعة قوية لإنتاج المزيد من الأفلام وتطوير أنفسهم. وفي تصريح له بمناسبة افتتاح المهرجان، اعتبر سفير ألمانيا لدى الإمارات، نيكولاي فون شوبف، المهرجان الإماراتي الألماني المفتوح نموذجاً مثالياً للعلاقات الثنائية الثقافية النابضة بالحياة بين البلدين، مرحباً بإقبال الشباب الإماراتي على متابعة العروض. كما شدد على التزام ألمانيا بدورها في تعميق التبادل الثقافي بالتعاون الوثيق مع الشركاء في الإمارات. عروض وأفلام المهرجان التراثي السينمائي تضمن أيضاً عرض مجموعة منتقاة من الأفلام الإماراتية والألمانية القصيرة والطويلة التي تتناول المرأة وعالمها وقضاياها، وسعي المرأة إلى تحقيق أحلامها، كما ناقشت الأفكار السائدة عما ينبغي أن تعمله المرأة في المجتمع وما لا ينبغي. كذلك عرضت الأفلام قصصاً عن نساء اتخذن قرارات صعبة وأصبحن في مواقف معقدة، ونساء كافحن من أجل حبهن وحياتهن، بحسب ما أوضحت مديرة معهد «غوته» لمنطقة الخليج، سوزانا شبورر، ومنها الفيلم السعودي «ثلاث عرائس وطائرة ورقية» لهند الفهد، والأفلام الإماراتية «عشر ساعات» لمرام عاشور وأمنية العفيفي وسارة العجرودي ومحمد ممدوح وماهيا سلطاني، و«أسود وأبيض» لعمر بطي، و«المتنازلة» لمرام عاشور، و«الأركان» لمصطفى زكريا، والفيلم الوثائقي «أمل» لنجوم الغانم. إلى جانب الأفلام الألمانية «نقطة اللاعودة» لستيفاني أولتهوف، و«اليينا سيدة نيوكولن الصغيرة» لستيفان ألتريشتير، و«وجبة البطاطا» لتينا فون ترابين، و«شوريس وشيرين» لكاترين جيبي و«نادا، ريجلا، نادا» لفيليب انديرس. وتعرض الأفلام كافة بلغاتها الأصلية مع ترجمة على الشاشة باللغة الإنجليزية، وتليها مناقشة مفتوحة تضم كل صانعي الأفلام والممثلين تتناول أفلامهم والموضوعات التي تم طرحها، والاستماع لآراء الجمهور وأسئلتهم.