حينما تحظى التجربة الأولى بالنجاح، فلابد أن يكون لها طعم مختلف، هذا ما شعر به طالب كلية دبي للطلاب عبدالرحمن المدني بعد تقديمه تجربته السينمائية الأولى، حيث حظي فيلمه الوثائقي "ظاهرة القمبوعة"على المركز الثاني في مسابقة "أفلام الإمارات«، فئة الأفلام الوثائقية القصيرة للطلاب بمهرجان أبوظبي السينمائي بدورته السادسة وعلى المركز الثالث بالمسابقة الرسمية الخليجية لأفلام الطلبة القصيرة بمهرجان الخليج السينمائي 2012 كعرض أول . عبدالرحمن المدني يتحدث في هذا الحوار عن التجربة وما حققه . لماذا اقتحام عالم النساء من خلال اختيار فكرة فيلم حول "القمبوعة«؟ - أصبحت "القمبوعة"من الظواهر التي نالت نصيباً كبيراً من النقد بين النساء والرجال، وأصبحت محل التعليقات في الرسومات الكاريكاتيرية والنكات عبر وسائل التواصل عموماً، فوددت أن أسلط الضوء عليها لكن بطريقة توثيقية من خلال فيلم "ظاهرة القمبوعة، حيث تناولت الظاهرة بطريقة طريفة وخفيفة، لكن بقيت الحيادية السمة الرئيسة لأننا نتحدث عن ظاهرة يقبلها ويرفضها كثيرون، وأعتقد أنها تراجعت اليوم وأعزو ذلك إلى النقد الشديد الذي وجه لها . هل تعتقد أنك استطعت أن توصل الفكرة من خلال الفيلم؟ - عمدت إلى تناول الظاهرة بطريقة فكاهية كي لا أسيء لأحد، ولأنه أول فيلم أيضاً لي اعتمدت هذه الطريقة لأختبر وصولي إلى الجمهور، وأن يكون الفيلم تجربة مريحة خفيفة للمشاهدين . وكيف تناولت الظاهرة؟ - في بداية الفيلم وددت أن أقدم تعريفاً لظاهرة القمبوعة، وهي ظاهرياً ارتفاع في منطقة الشعر برأس المرأة تعتمدها لتضخيم حجم الشعر بعد ارتداء غطاء الرأس، وتبالغ بهذا الارتفاع بعض النساء ليصبح لافتاً ومستغرباً، ولأن هناك من لا يعرفون هذه الظاهرة من الأجانب عرفت عنها ببداية الفيلم، من خلال سرد فتاة لاعتمادها القمبوعة منذ أيام المدرسة، ومن ثم رصدت آراء الكاتبة الإماراتية وداد لوتاه والاعلامي والمرشد السياحي علي آل سلوم وعدد من طلاب كلية دبي للطلاب وطالبات جامعة زايد بدبي، وطبعاً الآراء كانت بين مؤيد ومعارض وهذا ما وددت عرضه، خلال مدة الفيلم 17 دقيقة . وهل تود عرض الفيلم في مهرجانات أخرى؟ قدمته في مهرجان دبي السينمائي، وقد حاز جائزة لجنة التحكيم في مهرجان دبي لأفلام الطلبة (في كلية دبي للطلاب) وكان فيلم الافتتاح . وأجرى حالياً محادثات مع مهرجان سينمائي دولي لعرض الفيلم . حين صورت المخرجة الإماراتية نايلة الخاجة فيلمها "ملل"رافقتها في رحلتها إلى الهند، فكيف تنظر اليوم إلى هذه التجربة؟ - أعتبر نفسي محظوظاً لأنني حظيت بهذه الفرصة في مقتبل عام ،2011 حين كنت في السنة التأسيسية بالكلية، وفتحت لي هذه الفرصة الآفاق لأتطلع إلى عالم الإخراج بشكل عملي أكثر، وهذا ما دفعني لأن أكمل مسيرتي . ما جديدك؟ - انتهيت من تصوير فيلمي الجديد "ذنب"الذي عملت على فكرته وإنتاجه واخراجه كما فيلمي السابق، وهو فيلم روائي قصير مدته 5 دقائق، فيلم صامت يحمل الغموض، تدور أحداثه حول صبي (13 عاماً) وشعوره بالذنب، ويؤدي دور البطولة الممثل عبدالرحمن العمادي، وحين مشاهدة الفيلم لن يتم فهمه أو فهم أحداثه إلا في النهاية وهنا يكمن الغموض فيه، وعمل معي فيه كمساعد مخرج صديقي سعيد العمادي، كما ساعدني فيه استاذي في الكلية "غاي بروكسبانك". ولماذا هذا الاختلاف في نمط الفيلمين؟ - لا أقول إنني قادر على تقديم عدة أشكال كما يفعل أي مخرج، حيث لا يمكن التخصص في مرحلة مبتدئة، وتنوع الأشكال سيجعلنني اكتشف ذاتي وقدراتي من خلال عيون الجمهور، الذي لابد أن يجدني في نمط ما كوميدي أو جاداً أكثر من غيره، لذلك أقول إنني أكتشف نفسي من خلال الجمهور . هل تجد صعوبة في انتاج أفلامك مادياً وتقنياً؟ - الأفلام القصيرة لا تحتاج الكثير من الميزانية، أما تقنياً فطالما أنني طالب فإن الكلية توفر لي معدات التصوير والمونتاج وأي تقنية أحتاجها، لكنني لا أعتقد أن الأمر سيبقى على حاله بعد التخرج، وعموماً نحن كمخرجين مبتدئين نواجه صعوبات بالتأكيد، ولكنها بسيطة مقارنة بالصعوبات التي واجهها الجيل السابق من المخرجين الذين بدأوا في وقت لم توجد فيه حركة سينمائية في الامارات كنواف الجناحي وعلي مصطفى ونايلة الخاجة وغيرهم . ومن منهم تعجبك تجربته؟ - علي مصطفى بشكل كبير في فيلمه "دار الحي«، وأعتبره من أجمل ما شاهدت محلياً، وأتمنى أن أعمل معه . كيف تطور نفسك إخراجياً؟ - لا أتوقف عن مشاركة زملائي أعمالهم، وأحاول دائماً المشاركة في أعمال المخرجين الأكبر منّا، حيث أعمل حالياً مساعد مخرج في فليم مريم السركال "الزفاف"وهو عنوانه المبدئي، وسيتم تصويره الشهر المقبل، وهي مخرجة فيلم "لندن بعيون امرأة محجبة«، الذي حاز جائزة في مهرجان دبي السينمائي 2011 . ألا تجد نفسك محظوظا لأنك حصلت على جائزتين عن فيلمك "ظاهرة القمبوعة"بتجربتك الأولى؟ - بالطبع هذا أمر قد لا يحظى به غيري إلا نادراً، وهو يشعرني بالسعادة ويجعلني أتطلع لأن أقدم الأفضل والمزيد، وهذا ما عمدت له في فيلمي "ذنب"حيث طورت من طريقة التصوير والإخراج، وما دفعني لذلك هو حصولي على جائزتين فشعرت بمسؤولية أكبر تجاه ما هو مقبل . إذاً كيف ترى المهرجانات؟ - أقدم لإدارات المهرجانات كل الشكر لأنها منحتنا بوصفنا طلبة فرصة التقدم بأعمالنا السينمائية، من خلال مسابقات الأفلام القصيرة المخصصة للطلبة، فهي فرص تشجيعية تقودنا لأن نقدم أفكارنا وبنفس الوقت الشكر للجامعات التي تدعمنا، وهذه الفرص لم تتح للجيل السابق . ما رأيك بتزايد عدد المخرجات من الطالبات؟ - لاحظت هذا الأمر مؤخراً في مهرجان أبوظبي السينمائي، وأعتقد أن الأمر جيد، إلا أن الأفضل من ذلك هو الاستمرارية، حيث ألاحظ أن الكثير منهن يكن في أوج النشاط خلال فترة الدراسة، إلا أنهن يتوقفن بعد التخرج، ولذلك أتمنى لهن الاستمرارية . ما التقنيات التي تستخدمها في إنتاج افلامك؟ - كاميرا كانون دي ،7 وبرنامج مونتاج "فاينال كت برو 7"وهو غالباً ما يستخدمه المنتجون، وأعمل على عملية التصوير والمونتاج بنفسي وبمساعدة الزملاء أيضاً، فمثلاً المؤثرات الصوتية لفيلم "ذنب"وضعها صديقي محمد فكري وهو مخرج أيضاً.