مجموعة هائل سعيد تحذر من المعالجات العشواىية لأسعار الصرف وتنبه من أزمات تموينية حادة    الاتحاد الأوروبي يوسّع مهامه الدفاعية لتأمين السفن في البحر الأحمر    تظاهرات في مدن وعواصم عدة تنديداً بالعدوان الصهيوني على غزة    - اقرأ سبب تحذير مجموعة هائل سعيد أنعم من افلاس المصانع وتجار الجملة والتجزئة    غزة في المحرقة.. من (تفاهة الشر) إلى وعي الإبادة    السعودي بندر باصريح مديرًا فنيًا لتضامن حضرموت في دوري أبطال الخليج    العنيد يعود من جديد لواجهة الإنتصارات عقب تخطي الرشيد بهدف نظيف    الاستخبارات العسكرية الأوكرانية تحذر من اختفاء أوكرانيا كدولة    الرزامي يكشف عن فساد محسن في هيئة المواصفات بصنعاء    صحيفة امريكية: البنتاغون في حالة اضطراب    حملات ضبط الأسعار في العاصمة عدن.. جهود تُنعش آمال المواطن لتحسن معيشته    في السياسة القرار الصحيح لاينجح الا بالتوقيت الصحيح    قادةٌ خذلوا الجنوبَ (1)    مشكلات هامة ندعو للفت الانتباه اليها في القطاع الصحي بعدن!!    أحزاب حضرموت تطالب بهيكلة السلطة المحلية وتحذر من انزلاق المحافظة نحو الفوضى    الرئيس الزُبيدي يوجّه بسرعة فتح محاكم العاصمة عدن وحل مطالب نادي القضاة وفقا للقانون    الرئيس المشاط يعزّي في وفاة نذير محمد مناع    إغلاق محال الجملة المخالفة لقرار خفض أسعار السلع بالمنصورة    لهذا السبب؟ .. شرطة المرور تستثني "الخوذ" من مخالفات الدراجات النارية    منع سيارات القات من دخول المكلا والخسائر بالمليارات    مناقشة قضايا حقوق الطفولة باليمن    تكريمًا لتضحياته.. الرئيس الزُبيدي يزيح الستار عن النصب التذكاري للشهيد القائد منير "أبو اليمامة" بالعاصمة عدن    لاعب المنتخب اليمني حمزة الريمي ينضم لنادي القوة الجوية العراقي    رئيس الوزراء من وزارة الصناعة بعدن: لن نترك المواطن وحيداً وسنواجه جشع التجار بكل حزم    هيئة مكافحة الفساد تتسلم اقرار نائب وزير التربية والتعليم والبحث العلمي    "القسام" تدك تحشيدات العدو الصهيوني جنوب خان يونس    المشايخ في مناطق الحوثيين.. انتهاكات بالجملة وتصفيات بدم بارد    عدن.. تحسن جديد لقيمة الريال اليمني مقابل العملات الاجنبية    تدشين فعاليات المولد النبوي بمديريات المربع الشمالي في الحديدة    اجتماع بالحديدة يناقش آليات دعم ورش النجارة وتشجيع المنتج المحلي    أمواج البحر تجرف سبعة شبان أثناء السباحة في عدن    سون يعلن الرحيل عن توتنهام    وفاة وإصابة 470 مواطنا جراء حوادث سير متفرقة خلال يوليو المنصرم    محمد العولقي... النبيل الأخير في زمن السقوط    طفل هندي في الثانية من عمره يعض كوبرا حتى الموت ... ويُبصر العالم بحالة نادرة    بتهمة الاغتصاب.. حكيمي أمام المحكمة الجنائية    لابورتا: برشلونة منفتح على «دورية أمريكا»    مع بداية نجم سهيل: أمطار على 17 محافظة    من تاريخ "الجنوب العربي" القديم: دلائل على أن "حمير" امتدادا وجزء من التاريخ القتباني    تقرير حكومي يكشف عن فساد وتجاوزات مدير التعليم الفني بتعز "الحوبان"    من يومياتي في أمريكا.. استغاثة بصديق    ذمار.. سيول جارفة تؤدي لانهيارات صخرية ووفاة امرأة وإصابة آخرين    مأرب.. مسؤول أمني رفيع يختطف تاجراً يمنياً ويخفيه في زنزانة لسنوات بعد نزاع على أموال مشبوهة    لاعب السيتي الشاب مصمّم على اختيار روما    أولمو: برشلونة عزز صفوفه بشكل أفضل من ريال مدريد    تعز .. الحصبة تفتك بالاطفال والاصابات تتجاوز 1400 حالة خلال سبعة أشهر    من أين لك هذا المال؟!    كنز صانته النيران ووقف على حراسته كلب وفي!    دراسة تكشف الأصل الحقيقي للسعال المزمن    ما أقبحَ هذا الصمت…    لمن لايعرف ملابسات اغتيال الفنان علي السمه    تساؤلات............ هل مانعيشه من علامات الساعه؟ وماذا اعددناء لها؟    وداعاً زياد الرحباني    اكتشاف فصيلة دم جديدة وغير معروفة عالميا لدى امرأة هندية    7 علامات تدل على نقص معدن مهم في الجسم.. تعرف عليها    تسجيل صهاريج عدن في قائمة التراث العربي    العلامة مفتاح يؤكد أهمية أن يكون الاحتفال بالمولد النبوي هذا العام أكبر من الأعوام السابقة    رسالة نجباء مدرسة حليف القرآن: لن نترك غزة تموت جوعًا وتُباد قتلًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أكاديمية نيويورك في أبوظبي تحتضن المواهب في الإمارات
نشر في الجنوب ميديا يوم 04 - 12 - 2012

مازال الشباب الإماراتي الموهوب في مجال الفنون الإخراجية والتثميلية ينتظر فرصته بالظهور، فبرغم أن أكاديمية نيويورك للأفلام بأبوظبي منحت هؤلاء الشباب فرصة لتكوين خلفية أكاديمية يستندون إليها لإبراز مواهبهم، إلا أن الفرص أمامهم مازالت ضئيلة، مما دفع بعضهم إلى تشكيل مجموعة مسرح أبوظبي للشباب بجهود شخصية، ليعبروا عن أحلامهم التي مازالت تحتاج إلى من يأخذ بها ويحققها، ويجمع من التقيناهم في الأكاديمية على أن الثقة بهم مازالت مفقودة، وأن الفرص مازالت ضئيلة .
أتاحت أكاديمية نيويورك للأفلام التي اتخذت من أبوظبي مقراً لها للراغبين من جميع الجنسيات الانتساب لها، وذلك عبر الالتحاق بالدورات التدريبية أو الانتساب النظامي بدراسة سنة جامعية واحدة ومن ثم إكمال الدراسة في لوس انجلوس، فأكاديمية نيويورك للأفلام في أبوظبي هي نتيجة عمل مشترك بين حكومة أبوظبي والأكاديمية لدعم التعليم الأكاديمي في مجال السينما في الإمارات ومنطقة الخليج والعالم العربي، وإنشاء جيل جديد متطور سينمائياً، وتوفر الأكاديمية اختصاصات الإخراج السينمائي، التمثيل السينمائي، التصوير الفوتوغرافي والمونتاج الرقمي، إضافة إلى الاختصاصات المتوافرة في نيويورك ولوس أنجلوس كالإنتاج وكتابة السيناريو وكل ما يتعلق بصناعة السينما، بينما تخرج الأكاديمية بحسب مديرها عماد دير عطاني، 80 -100 طالب سنوياً لمختلف التخصصات، يمثل الإماراتيين 30 في المئة منهم، بينما العرب 40 في المئة، ولعل دور الأكاديمية في المساهمة ببناء صناعة سينمائية إماراتية كان واضحاً من خلال تخريج العديد من الطلاب الإماراتيين الذين حازوا جوائز في مهرجانات سينمائية عدة، وحول ذلك يقول دير عطاني: قدمت الأكاديمية الدعم للطلاب الإماراتيين الموهوبين والمتفوقين، بتقديم منح دراسية عدة كاملة للحصول على الشهادات الجامعية والماجستير في فرعها في لوس أنجلوس في مجال التمثيل والإخراج، والتنسيق مع جهات عدة لإنشاء مسابقات محفزة للشباب، كما تم الإعلان عن مسابقة كتابة السيناريو (اكتب قصتك ونحن نحولها إلى فيلم) بالتعاون مع لجنة أبوظبي للأفلام والمخرج الإماراتي نواف الجناحي، لتحويل السيناريو الرابح إلى فيلم قصير بإشراف الجناحي وتعيين طلاب الأكاديمية كفريق عمل لتصوير هذا السيناريو، وحصلت أفنان القاسمي من الشارقة على منحة دراسية لدراسة صناعة الفيلم وكتابة السيناريو لدى الأكاديمية في أبوظبي، إضافة إلى تعاونها مع جامعة زايد ومهرجان أبوظبي السينمائي، كما قدمت الأكاديمية منحة دراسية في التمثيل السينمائي لمجموعة (مسرح أبوظبي للشباب)، وذلك بتقديم برنامج تعليمي لعشرين طالباً وطالبة وتعريفهم على الفرق الجوهري ما بين المسرح والسينما وإشراكهم في تصوير أفلام سينمائية محلية مع الطلبة في قسم الإخراج ومنحم الفرصة عن طريق تجارب الأداء .
وفي أثناء حديثنا مع مجموعة من الشباب الذين حصلوا على دورات تدريبية في الإخراج والتمثيل السينمائي، وجدناهم على قناعة بما حصلوا عليه في الأكاديمية، لكنهم غير راضين عما بعد الدراسة، حيث يشيرون إلى أنهم لا يجدون الفرص التي تمكنهم من إثبات مواهبهم برغم أن الساحة الفنية في الإمارات بحاجة لهم وهم بحاجة لها، وتحدثنا عائشة عبدالله عن رغبتها في دراسة السينما قائلة: اخترت التخصص الأقرب إلى مجال الفن والسينما وهو الإعلام، فدرست بجامعة الإمارات الاتصال الجماهيري "تخصص إذاعة وتلفزيون"، وفي تلك الأثناء كان يتاح لنا أن المشاركة في مسابقات الأفلام القصيرة في الجامعة، ومنها بدأت أوطد علاقتي بالسينما وبدأت مشاركاتي التي كرمت عليها، حيث حصلت على المركز الأول لفئة الأفلام القصيرة بمسابقة "جائزة النوى الإعلامية"، وأيضا جائزة في المسابقة ذاتها عن فئة أفضل إعلان خدمة عامة، كما حصلت على المركز الأول في مسابقة حبيب آل رضا الإعلامية، ومؤخراً حين تخرجت في الكلية حصلت على جائزة المخرجة الواعدة عن فيلمي "بداية نهاية" الذي كان فكرة وسيناريو المخرج الإماراتي أحمد زين في مهرجان الخليج السينمائي، هذه الجوائز والمشاركات كانت تدفعني لأثبت نفسي في المجال السينمائي، ولعل الجميل بهذا السياق هو أن جزءاً من جائزة مهرجان الخليج التي منحت لي هي دورة تدريبية في "صناعة الأفلام بأكاديمية نيويورك للأفلام"، وتشير إلى اختلاف تجربتها في الأكاديمية عما تعلمته عن صناعة الأفلام في الكلية، حيث منحت لها الأكاديمية القدرة على التعرف إلى التفاصيل المهنية في عملية الصناعة السينمائية، بينما في الكلية كان الأمر أكثر عمومية لأن التخصص الذي درسته لم يكن تخصصاً دقيقاً إنما شامل، وتقول بهذا الصدد: "إن وجودي في أكاديمية نيويورك للأفلام قد منحني الكثير من المعلومات الأكاديمية والعملية، إضافة إلى أن الدراسة في الأكاديمية جعلني استعد لأي دور في صناعة الأفلام، فيوم أكون فيه مخرجة ويوم مصورة وغيرها من الأدوار، كما أن الدراسة في الأكاديمية فتحت لي آفاقاً عدة، وعلمتني ألا أرفض أي عمل يخص السينما، فأي فرصة تتاح لي اليوم للعمل بأي دور في أي عمل سينمائي سأغتنمها مهما كانت فرصة بسيطة، لأنني تأكدت تماماً أن أي تفصيل صغير يضيف لي مهنياً، وتشير عائشة إلى أن انتهاءها من الدراسة في الأكاديمية لا يعني إلا الاستمرارية التي تمثل هدفها الحقيقي، أما المصاعب التي تواجهها فتلخصها بقولها: كمخرجة أجد أن هناك بعضاً من الموضوعات الاجتماعية التي أود طرحها بخاصة تلك التي تهتم بفئة الشباب، إلا أن قيوداً مجتمعية تحد من رغبتي بطرحها، لكن بالوقت نفسه أجد أنه من الفرصة الجيدة التي منحت للفتاة الإماراتية اليوم لتعبر عن ذاتها وقضايا مختلفة في المجتمع، كما أن فتح المجال لها لتعمل في المجال السينمائي أصبح واسعاً، خصوصاً بوجود المهرجانات السينمائية التي منحت الفرص للشباب لعرض أعمالهم، وتطرح عائشة فكرة أن يتم إنشاء نادٍ لموهوبي السينما يحتك فيه ذوو الخبرة بالموهوبين، ليأخذوا من خبرتهم ويرتقوا بمواهبهم .
أما سعيد علي الزعابي فيعد من المواهب التي تستحق منحها فرصة للظهور، فحين عرض علينا في الأكاديمية أحد أفلامه التي مثل فيها دور شاب ضائع في الدنيا بسبب سلوكياته غير السليمة، وجدناه أدى دوره مع زملائه بموهبة جميلة تستحق أن يسلط عليها الضوء، فالزعابي حاصل على شهادة التمثيل والإخراج في المعهد العالي للفنون المسرحية في القاهرة بعد أن أتم أربع سنوات فيها، حيث ألحت عليه موهبته دراسة التمثيل ولم يجد حينها مكاناً يدرس فيه داخل الدولة، إلا أنه دعم عن طريق وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع فابتعث إلى القاهرة، وبرغم دراسته لأربع سنوات إلا أنه وجد في أكاديمية نيويورك للأفلام ما يقدم له ما يحقق رغبته، ويقول: اعرف تماماً أن فن التمثيل واحد سواء كان في المسرح أو السينما أو التلفزيون، إلا أن هناك بعض الفروق التي تستدعي الدراسة ليكون الممثل قادراً على أداء أي من تلك الفنون، وهذه الفروق هي التي جعلتني أتقدم للدراسة في أكاديمية نيويورك للأفلام، فقد درست التمثيل المسرحي في القاهرة، وكان لابد لي أن أطور نفسي على مستوى التمثيل السينمائي والتلفزيوني، وحدث ذلك بانتسابي للأكاديمية، فالتمثيل المسرحي له نبرة صوت مرتفعة وأداء حركي واحساس يختلف عما يقدم على الشاشة، فالشاشة تحتاج لأداء أقل وتيرة وتعمل العين فيه دوراً كبيراً والاحساس كذلك وغيرها من العناصر، ولذلك فالتمييز بين الأداء المسرحي والتلفزيوني والسينمائي هو ما جاء بي إلى الأكاديمية، وفعلاً وجدت ما أود تعلمه فيها، ويشير الزعابي إلى عدد من الأعمال التي مثل فيها، منها مسرحية "العلم ريشة ترسم المستقبل"، والفيلم القصير "أسراب دوت كوم" الذي سيعرض في دبي السينمائي وأفلام قصيرة أخرى، كما يعمل الزعابي على كتابة نصوص مسرحية تراجيدية وكوميدية إلا أنه يحتفظ فيها بمكتبته، وحول ذلك يقول: إلى الآن لا نجد كشباب موهوبين من يثق بإمكاناتنا، وهذا يعني عدم منحنا الفرصة لنبرز نتاجنا، فنحن ندرس وهناك مؤسسات تدعمنا لندرس، لكن يظل التساؤل المطرح ماذا بعد الدراسة؟ فنحن بحاجة إلى من يمنحنا الفرصة سواء كنا كتّاباً أو ممثلين أو مخرجين، وأن يتم الثقة بمواهبنا، ولكن لا نجد للآن من يقدم لنا ما نريد، ولهذا السبب عملت مع عدد من زملائي على تأسيس مسرح أبوظبي للشباب الذي للآن لا مقر له، لكن حبنا للفن دفعنا لأن نشكل مجموعة من الشباب الموهوبين الذين لديهم الاستعداد لتقديم مواهبهم مجاناً للجمهور حتى يتم الثقة بها، فنحن 20 شاباً وشابة تجمعنا على حب الفن حتى وإن لم نحصل على فرصة حقيقية للظهور، ومازلنا نطالب بجهات تتبنانا أو تدعمنا أو يسمحون لنا حتى أن نقوم ببروفات أعمالنا بمسارح أبوظبي ونقدم على أثرها عروضاً مسرحية مجانية .
يبدو أن مطلب الزعابي هو مطلب جميع الشباب الموهوبين الذين التقيناهم، حيث يشير سعيد عاشور، الذي يدرس أيضاً التمثيل السينمائي في الأكاديمية، أن الوضع حالياً على مستوى فرص الدراسة الأكاديمية أفضل ما هو عليه قبل سنوات عدة، من خلال توفر عدد من الجهات الأكاديمية والدورات التدريبية التي تتيح للشباب دراسة مختلف الفنون، إضافة إلى أن عدد الشباب الذين أصبحوا يقبلون على ممارسة الفنون ارتفع، كما أن الفرص التي أصبحت تتيحها المهرجانات للشباب تعد دافعاً للإنتاج والمشاركة، بخاصة أن تقييمها للأعمال يمنح الشباب فرصة للنظر في ما قدموه بطريقة مهنية، هذا ناهيك عن ان التقدم التقني وإمكانية تملك الشباب لبعض أدوات صناعة الأفلام كالكاميرات، وإمكانية ترويج الأعمال عن طريق وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الإنترنت بحسب عاشور، ولكن يعود ويقول عاشور بشأن الفرص المتاحة للموهوبين الشباب: يظل يراودني تساؤل بعد كل ما تقدمه المؤسسات والجهات للشباب الإماراتي الموهوب، وهذا السؤال هو "من أنت؟"، والمقصود به من أنت في مجال الفن لنقدم لك فرصة الظهور، حيث تظل مشكلة الخبرة تواجهنا، فلا نجد من يثق بمواهبنا ويتبناها، بينما يظل تبني الفنانين ذوي الخبرة قائماً، ولذلك نظل نشاهد الوجوه ذاتها على الشاشة في الإمارات، ولا نجد وجوهاً جديدة، فاتجاهها للظهور في ظل إمكانات ومجهودات شخصية قد تفلح وقد لا تفلح، فعدد خريجي الأكاديمية على سبيل المثال يصل إلى 100 طالب، لكن السؤال هو "أين يذهب أولئك الموهوبون"، ويشير عاشور إلى أن الحل يكمن في فكرة "بنك الدعم" الذي بحسب عاشور يمكن أن يقدم قروضاً لمنتجين ومخرجين بإمكانهم وضع أقدامهم على الساحة الفنية، ومن ثم سداد تكلفة أعمالهم من الإيرادات، هذا ويسر لنا عاشور مسيرته التي اعتمدت على رغبته في دخول مجال الفن، حين بدأ في العام 2000 مع مجموعة شباب في مسرح نادي الأهلي بدبي، وبدأ بأول عمل له ممثلا في مسرحية "العودة إلى المداري"، إلا أن عدم وجود جهة داعمة آنذاك أوقفته وتوجه إلى ممارسة كرة القدم في فريق العين ومن ثم نادي بني ياس الرياضي، لكن رغبته ظلت قائمة في التمثيل، وحين شاهد صديقه عبدالله بوهاجوس على شاشة قناة الظفرة يقدم برنامج "هذربان شو" تشجع للعودة إلى التمثيل واتصل به، فإذا به يخبره عن مجموعة من الشباب الموهوبين الذين يعملون بجهود خاصة لأجل إحياء موهبتهم، ومن ثم انضم إلى مسرح أبوظبي للشباب .
أما عبدالله بوهاجوس، فقد بدأ ممثلاً بانضمامه إلى ورشة تمثيل بالشارقة، وهو مؤسس مسرح الشارع التابع لهيئة الثقافة في الشارقة، كما أنه أول فنان إماراتي عمل في مجال الاستاند آب كوميدي من خلال برنامجه "هذربان شو" على قناة "الظفرة"، وكانت أولى مسرحياته "خيبة شيبة" بكلية دبي للطلاب وعدد من الأعمال الأخرى تلفزيونياً ومسرحياً وسينمائياً، حتى قرر دراسة التمثيل في أكاديمية نيويورك للأفلام، ومن ثم واصل نشاطه على مستويات مختلفة آخرها تقديمه فقرة "الكاميرا الخفية" ببرنامج "رمضان يانا على قناة أبوظبي الإمارات، تبعها بأداء دور" المارد" ببرنامج "حظك نصيبك" على القناة ذاتها، إلا أن طموحه الأكاديمي والفني لم يتوقف فقرر أن يعود لينتسب لدورة في التمثيل في أكاديمية نيويورك للأفلام، ويقوم مع مجموعة أصدقائه في مسرح أبوظبي للشباب لكونه أحد أعضائه النشيطين بأعمال عدة، إضافة إلى عمله المسحري "طوي عتيق" التي عرضت في أم القيوين وسيتاح لها أن تعرض في أماكن عدة بأبوظبي وكلباء، ويشير بو هاجوس إلى التحديات التي يواجهها مع مجموعة الشباب الموهوبين قائلا: "لن ازيد على ما قاله أصدقائي أعضاء مسرح أبوظبي للشباب والمنتسبين لأكاديمية نيويورك للأفلام، إلا أن أمراً بسيطاً أود قوله، ألا وهو أننا نفتقد في الإمارات إلى تقنية التطعيم بالوجوه الجديدة في أعمالنا التلفزيونية بالذات، ففي دول أخرى ودعماً للشباب الموهوب، يتم تبني مواهبهم من خلال إسناد أدوار لهم للمشاركة في أعمال عالية المستوى مع فنانين كبار ذوي خبرة، لكن هذا لا يحصل لدينا في أعمالنا المحلية، ومن جانب آخر لا تمنح الفرصة للشباب الموهوب، حيث يتم البحث دائما عن الممثل الجاهز الذي يحمل خبرته وله رصيد الأعمال الناجحة، فليس هناك ما يسمى صناعة الممثل، وليس هناك فرص متاحة لإبراز طاقات الموهوبين، ولذلك يظل اعتمادنا على قدراتنا الخاصة .
سارة الجنيبي هي أيضا من مجموعة مسرح أبوظبي للشباب، إلا أنها انضمت له بعدما انهت دراسة تقنية المعلومات وإدارة المكتبات بكلية أبوظبي للطالبات، شاركت الجنيبي في الفيلم القصير "ظاهرة القمبوعة" الذي أخرجه عبدالرحمن مدني وحصد فيه جوائز عن مهرجاني أبوظبي السينمائي والخليج السينمائي، كما شاركت في فيلم "سراب دوت كوم" الذي دعمته توفور ،54 إضافة إلى مشاركتها في الأفلام أثناء دراستها، وتحدثنا عن انتسابها للأكاديمية قائلة: حين مثلت دوري في فيلم "ظاهرة القمبوعة" لم أكن قد التحقت في الأكاديمية، لكن رغبتي في أن أطور من أدائي دفعني للالتحاق، فحين لمست أن هناك حاجزاً بيني وبين الكاميرا أردت ازالته واستطعت، وكان لما تلقيته من معلومات في الأكاديمية فائدة كبيرة جعلتني أولاً أن أميز بين الأداء المسرحي والتلفزيوني والسينمائي، لكنني أجد أن هناك حاجة أكثر لدورات أكاديمية في هذا المجال، فتطوير الذات لا يمكن أن ينتهي بنقطة"، وبرغم أن الجنيبي لاقت الدعم من أهلها في دخول المجال الفني إلا أنها لم تقابل بذات الدعم من الجهات المنتجة للأعمال الفنية، وتقول في ذلك: نجد وجوهاً غير إماراتية إنما تعلمت التحدث باللهجة الإماراتية على شاشاتنا، بينما هناك عدد من المواهب الإماراتية التي ترغب بالظهور لكن لا تجد من يأخذ بيدها ومنهم أنا، وما يسعفني فقط قدرتي على الأداء في الأفلام القصيرة التي ينتجها الشباب الموهوبون مثلي، لكن التلفزيون يظل حكراً على وجوه محددة، للأسف حتى أولئك الذين يدعون دعمهم للشباب، لا ينفذون ما يعدون به، فكثير منهم يروجون لأنفسهم ومؤسساتهم عن طريق هذه الأحاديث لكن تبقى الحقيقة معتم عليها، ولعل أقل ما نطالب به هو منحنا الفرصة للقاء بصناع السينما والمنتجين والفنانين ذوي الخبرة في المهرجانات، حيث لا تمنح لنا بطاقات الدخول لها، وهذه المشكلة ليست مشكلتي وحدي بل مشكلة أغلب الشباب الموهوبين .
ولم يضف على ما قاله زملاؤه راشد إبراهيم العلي، الذي يهوى التمثيل لكنه لم يجد الفرصة التي يستطيع من خلالها أن يثبت وجوده، إلا أنه يشيد بجهود أصدقائه الذين شجعوه في الانتساب لمجموعة مسرح شباب أبوظبي، وشاركهم فيلمهم "سراب دوت كوم"، حيث يشعر العلي بأن حاجته هي حاجة الشباب جميعاً لمن يثق بمواهبهم ويمنحهم الفرصة لإثبات هذه المواهب، لكن برغم أن الثقة مفقودة من قبل المنتجين، لكن ذلك لا يمنع من المواصلة والمثابرة ومنها الانتساب إلى دورة التمثيل السينمائي في أكاديمية نيويورك للأفلام، ويضيف العلي: لدينا طاقات شابة مبدعة تنتظر الفرصة للظهور، فنحن لسنا أقل من دول أخرى يتم تبني طاقات مواهبها الشابة، لكن الأمر يحتاج فقط إلى بعض الثقة من المنتجين، وقد يعتقد البعض أننا نود الظهور فقط، لكن أخبرهم بأننا لو كنا نود الظهور فقط لما حاولنا بجهود شخصية أن نقدم أفلاماً ومسرحيات، ولما عززنا موهبنا بالدراسة الأكاديمية، فنحن نود أن نكون وجوهاً شابة تمثل الفن الإماراتي إلى جانب الكبار من فنانينا .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.