قال مدير أكاديمية نيويورك للأفلام، عماد دير عطاني، إن «صناعة الأفلام في الإمارات لاتزال في بدايتها، وهي تتميز بكثرة الأفكار الجديدة بها، لكنها تفتقر إلى الخبرة»، مضيفاً أن «أكاديمية نيويورك تسعى إلى الإسهام في تأسيس صناعة سينما تدعم الاقتصاد المحلي، إذ نتطلع إلى إنشاء (أبوظبي وود) على غرار (هوليوود)». وأشار إلى أن هناك تطوراً ملحوظاً في مستوى الأفلام التي تتم صناعتها في الإمارات، وهو ما يظهر من خلال المشاركات في المهرجانات السينمائية مثل مهرجان أبوظبي السينمائي الذي شهد في دورته الأخيرة مشاركة واسعة من صناع السينما الشباب الإماراتيين، وكذلك من المقيمين في الدولة، ضمن مسابقة «أفلام الإمارات» ومسابقة الأفلام القصيرة. ولفت خلال اللقاء، الذي نظمه اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، أول من أمس، حول دور الأكاديمية ودعم السينما الإماراتية، وقدمت له أمل العقروبي، إلى ان التطور لم يقتصر فقط على عدد الأفلام التي يتم تنفيذها، لكن على مستوى هذه الأفلام وموضوعاتها واساليب تنفيذها. وأضاف عطاني «أحياناً تفرض موضوعات معينة نفسها على الأعمال، كما حدث في كثير من الأفلام التي قدمت في المهرجان هذا العام، والتي ناقشت (الربيع العربي) واحداثه، فالواقع مصدر رئيس لصانع الأفلام يستمد منه أفكاره وموضوعاته». وقال ان «أفلام العام الجاري تميزت بالتقدم في استخدام تقنيات صناعة الأفلام واهتمام واضح بالعناصر الفنية في العمل مثل الإضاءة وحركة الكاميرا، وهو ما يرجع إلى تطور الأجهزة والتقنيات المستخدمة، إلى جانب الاشتغال على الشخصيات في الفيلم». وافاد بأنه في العام الماضي نجح طالبان من الأكاديمية في الحصول على جوائز في مهرجان ابوظبي السينمائي، كما حصل اثنان على جوائز في مهرجان الخليج السينمائي، بينما شارك فيلم «9/11 اي ام»، في سوق الأفلام على هامش مهرجان «كان» الماضي. واعتبر ان مهرجانات السينما في الدولة كشفت أن هناك الكثير من القصص التي يرغب أصحابها في تقديمها عبر صناعة الأفلام، وأن هناك رغبة كبيرة لدى كثيرين لخوض هذا المجال. وأوضح عطاني أن أكاديمية نيويورك للأفلام في أبوظبي هي نتيجة عمل مشترك بين حكومة أبوظبي والأكاديمية الأم في نيويورك، وذلك لدعم التعليم الأكاديمي في مجال السينما في منطقة الخليج والعالم العربي وتأهيل جيل جديد يجمع بين العادات المحلية والاحترافية العالمية، مشيراً إلى ان الأكاديمية تقدم للملتحقين بها مختلف مهارات صناعة الأفلام مثل كتابة السيناريو والتصوير السينمائي والإخراج والمونتاج ومعالجة الصور. كما توفر دورات وبرامج دراسية مختلفة لتناسب جميع الراغبين في الدراسة. ويتلقى الدارس سنة تأسيسية ثم يكمل بعدها دراسته في الأكاديمية في لوس انجلوس او نيويورك. وبالنسبة للماجستير يدرس سنة في الإمارات والثانية في لوس انجلوس، حتى يتمكن من دخول اجواء صناعة الأفلام في هوليوود عبر استوديوهات «يونيفرسال» العالمية. كذلك أشار إلى ان الطالب اثناء دراسته يقوم بتنفيذ سبعة أفلام متنوعة، أما الفيلم الثامن فيكون بمثابة مشروع تخرج له، ويتم عرض هذه الافلام في سينما «فوكس» في «المارينا مول» وسط الطلبة وذويهم وأصدقائهم. وأوضح عماد دير عطاني ان الأكاديمية تخرج سنوياً من 80 إلى 100 طالب، من بينهم 30٪ إماراتيون، و40٪ من دول عربية أخرى، مبيناً ان الموهبة لابد أن تحتاج إلى دراسة وصقل، كما تحتاج إلى قدر كبير من الالتزام والتعامل مع الواقع والآخرين بوعي. واعتبر ان صانع الأفلام يحتاج إلى تنفيذ ما يقرب من 10 أفلام قصيرة حتى تصبح لديه خبرة جيدة في هذا المجال، بينما لا يعد مخرجاً حتى يقدم أفلاماً صالحة للعرض في دور السينما.