نجمة 'الجزيرة' غادة عويس ولحظة الذئب والأمير الوليد بن طلال وربع الإصلاح مذيعة ناعمة وجميلة مثل زميلتنا غادة عويس قفزت وراء الأسوار في حلب وإختلطت بالثوار وعاينت مباشرة بإسم كاميرا الجزيرة مستوى الدمار الذي أنتجه النظام السوري وشاهدت بالتأكيد جثثا وبقايا بشرية وبركا من الدم. ..كل ذلك صحيح ولكن ما يثير دهشتي السؤال التالي : ما الذي ستفعله الزميلة الأنيقة حصريا برأس الديكتاتور بشار الأسد لو تمكن أحد ما فعلا من إحضاره لها ؟ غادة طبعا ترد على رجل أعمال سوري في الكويت عرض 50 ألف دولار مقابل رأس كل مراسل ميداني للجزيرة والعربية يتم إلقاء القبض عليه والزميلة العزيزة دخلت السوق بمزاودة لافتة عندما إختصرت الطريق وعرضت مليونا من الدولارات مباشرة مقابل رأس بشار الأسد بعدما قررت بأن رأس رجل الأعمال الذي طالب برأسها وزملائها في الواقع لا يساوي شيئا. لا أعرف من أين ستأتي الزميلة عويس بالمليون لكن تشغلني خططها كإمرأة ناعمة ومذيعة لطيفة إشتمت الدم في سورية ووصل بها الأمر للمطالبة برأس الزعيم بدلا من محاكمته خصوصا بعدما تقصدت الجزيرة تضخيم قصة رجل الأعمال بالكويت والتعليق عليها عشرات المرات بين ثنايا نشرات الأخبار. ..إنها لحظة الذئب الدموية التي تحدث عنها عزيزينا صبحي حديدي لم تقف عند حدود بشار الأسد وأركان نظامه بطل طالت الجميع في سوريا ووصلت المراسلين الميدانيين وشاشات الفضائيات وحتى المراسلات الجريئات ...سوريا توجعنا وتغيرنا للأسف. الأمير الوسيم وروتانا إتصلت إحدى الزميلات في مجلة تحمل إسم 'روتانا' وتقدمت بطلب غريب مني قوامه أن أحرص في اليوم التالي على حضور ومتابعة مقابلة الأمير الوسيم الوليد بن طلال التي تبثها حزمة من الفضائيات تجاوزت 23 محطة من بينها محطات روتانا على أن تسألني في اليوم الذي يليه عن إنطباعاتي لتدونها وتسجلها لصالح إمبراطورية 'مش حتئدر تغمض عينيك' . أجزم بان الأمير لا يهتم برأيي في إطلالته المثيرة ولا حتى برأي الشعب الأردني برمته لكن الزملاء في المجلة ومن باب التضليل المعتاد وضعوني في جو نفسي يوحي بأن سموه لا ينام الليل وأصدر تعليماته برصد رأيي تحديدا دون خلق ألله . عموما فاتت علي فرصة حضور اللقاء وتذكرت مقولة يصر عليها أحد أبرز مصادري وهو يقول : ترقب موجة الربيع العربي وهي تلطم شواطيء الظهرانوجدة قريبا ..بالعادة يحلف صديقي أغلظ الأيمان بأن الملك القادم في السعودية هو الأمير محمد بن نايف أو على الأقل هذا ما يريده بعض من يحاولون إمتلاك ريمونت كونترول لإدارة الربيع العربي . بالنسبة لي كمواطن عربي لا أقبل إلا بخادم الحرمين الشريفين شخصيا حتى لو كان على عكازته أما أفكار الوليد بن طلال نصف أو ربع الإصلاحية التي يبشر بها فهدفها كالعادة مناكفة أحد ما والمشاركة في الإستعراض والله من وراء القصد. يعيش ..يعيش ..جنرال المخابرات أحدهم أمام كاميرا النقابات المهنية تحمرت عروق وجهه وهو يهتف بإسم الرفاق الشيوعيين: يعيش بشار الأسد..يعيش حافظ الأسد...المجد لسوريا الصمود . ..شخصيا تصورت لوهلة بان خالة وإبنة عمته وجميع أقرباء الرئيس بشار سيحظون بالرعاية عبر الهتاف الذي يطالب بالحياة للديكاتور ووالده وجماعته بصرف النظرعن قصف عمر الشعب . لكن أحد الرفاق الموجودين قرر أن لا تفوت مناسبة الهتاف لحياة بشار بإضافة نوعية فبمجرد نزول صاحبنا الأول عن منصة الهتاف صاح بالجمهور : يعيش أيضا محمد الذهبي ..شخصيا لا أعرف ما هي علاقة محمد الذهبي بالمسألة فالرجل مدير سابق للمخابرات ويقضي حاليا عقوبته في السجن لكن لله في خلقه شؤون ولنا دوما الشجون فقط. يمكن في السياق ملاحظة مناصر آخر في عمان لبشار الأسد سبق ان أهداه عباءة البادية الأردنية فالرجل زار دمشق للمرة الثانية وإلتقى هذه المرة بوزير التعليم العالي ..المعنى تقلص مستوى إستقبال حلفاء دمشق في عمان من بوابة القصر الجمهوري إلى وزراء في حكومة لا أحد حتى في سورية يعرف بانهم وزراء..لعلها المتطلبات الأمنية . وضع محزن في الجامعات محطة 'رؤيا' الفضائية الأردنية خصصت حلقة من حواراتها الساخنة عن ظاهرة العنف الجامعي وتلفزيون الحكومة تحدث عن الموضوع عدة مرات واستضاف وزير التعليم العالي في برنامج يسعد صباحك. ووزير التعليم العالي الجديد البروفوسور أمين محمود يفكر مع نخبة من المسؤولين والعلماء بأي حلول ممكنة لظاهرة المشاجرات العشائرية في الجامعات فبعد إغلاق جامعة مؤتة جنوبي البلاد ظهرت المشاكل الجهوية في جامعات أهلية ورسمية في مدينة جرش شمالي البلاد. الجميع في المملكة المبتلاة بنخبها يتحدث عن صروح الجامعات كيف تتحول من معاهد علم إلى مسارح لظهور العصبيات الضيقة حيث تبرز الأسلحة الفردية والرصاص والخناجر وتقتحم الجامعات وتسوء سمعتها في واحدة من الكوارث التي صنعها بإمتياز الإنسان الأردني. خلافات من كل نوع بين طلبة نجحوا بالثانوية بطلوع الروح وأساتذة تم إيفادهم للحصول على شهادة الدكتوراة بالواسطة ونجحوا زحفا .. ساحات بأكملها في الجامعة الأردنية الأم تطلق عليها إسم العشائر بدلا من العلماء ومختبرات لا تعمل ودائرة مكافحة الفساد تدقق في ملفات فساد تعود لأشخاص يفترض أنهم علماء. كل الذين أعرفهم يخططون لتوفير مقاعد جامعية خارج البلاد أو خارج جامعات الحكومة لأولادهم والوضع مزر لدرجة أن إصلاحه صعب جدا وأحد الأصدقاء طرح علي السؤال التالي: كيف ولماذا تقام جامعات في محافظات ومدن لا يوجد فيها مدرسة نموذجية واحدة للصف الإبتدائي والثانوي؟. الكل يتذمر والجميع يشتكي ويظهر أسفه على حال الجامعات التي تحيط بها قوات الدرك منعا لحصول مواجهات ومشاجرات في قمة التخلف. لكن لا احد يملك شجاعة الإعتراف بثلاثة أسباب رئيسية لما يحصل هي حصريا سياسة {أردنة} التعليم العالي تماما بمعنى الحرص على تكوين عشائري فقط , ونظام الإستثناء في المقاعد الجامعية . والسبب الثالث هو العقلية الأمنية البالية القديمة التي عززت التحشد العنصري والجهوي لتحقيق هدف أمني بائس وسقيم هو حصريا تقليص نفوذ الأخوان المسلمين والأحزاب السياسية في الشارع الطلابي. هنا حصريا أقول لكل خطيب دجال وجنرال سابق ومسؤول من الذين 'خربوا' جامعات الأردنيين ما قيل قديما : يداك أوكتا وفوك نفخ . مدير مكتب 'القدس العربي' في عمان