إذا كان هناك خمسة آلاف عامل غير نظامي يعملون في مشاريع تجديد وتطوير مطار الملك عبد العزيز وحدها، فلنا أن نتخيل حجم العمالة غير النظامية التي تعمل في كافة مشاريع ومناطق المملكة، تلك العمالة التي تعمل لدى كفلاء غير الذين استقدموهم، وتلك العمالة التي تعمل في مهن غير تلك التي استقدمت من أجلها.لنا أن نتخيل حجم هذه الفوضى التي يعيشها سوق العمل والتي استدعت صدور التوجيه السامي الكريم القاضي بتطبيق إيقاف العمالة غير النظامية، ومنع تواجدهم في مواقع المشاريع، أو المكاتب الإدارية في كافة الشركات، والمؤسسات الصغيرة والكبيرة، وإذا كان مشروعا حكوميا هاما وحساسا يتمثل في مطار الملك عبد العزيز بكل ما يحيط به من إجراءات أمنية لم يحل دون تغلغل العمالة غير النظامية في تنفيذ مشاريعه سواء كان المسؤول عن تلك العمالة الشركة الكبرى المنفذة للمشروع، أو مقاولي الباطن الذين منحتهم تلك الشركة فرصة العمل في هذا المرفق الحيوي دون أن تتوثق من نظامية العمالة التي يستخدمها أولئك المقاولون والتي سوف تنعكس سلبا على تنفيذ المشاريع دون أدنى شك، فمن يخالف في جانب لا يؤتمن على أي جانب آخر.لنا أن نتخيل حجم هذه العمالة غير النظامية التي تتنقل من عمل إلى عمل، وترتحل من كفيل إلى غير كفيل، لا تتوقف عند العمال في المشاريع، بل تمتد إلى إدارات الشركات في مختلف أقسامها، ثم لنا بعد ذلك أن ندرك حجم ما ينشأ عن ذلك كله من خلل في تنفيذ المشاريع، وتوقف عن استكمالها. فالشركات التي تبيح لنفسها المخالفة في جانب لن تتورع عن المخالفة في بقية الجوانب دون شك.ولنا بعد ذلك كله أن ندرك كيف أن تلك الفوضى تقف حجر عثرة دون توفير الفرص الوظيفية للشباب السعوديين الذين يقفون كالأيتام في سوق لا يعرفون كيف تتم إدارته، ولا يدركون كيف تتحول العمالة فيه إلى ما يشبه الماء في الأواني المستطرقة ينساب من مكان إلى مكان[email protected]للتواصل أرسل sms إلى 88548الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701زين تبدأ بالرمز 165 مسافة ثم الرسالة