ربما لم يكن القاضي الذي ينظر قضايا الفساد في تعليم حائل متفاجئا حين عرف أن المتهم رقم سبعة وعشرين قد غادر المملكة بتأشيرة خروج وعودة ولم يعد حتى الآن، وربما يعرف القاضي أن ذلك المتهم لن يعود ثانية، وأن رجوعه بواسطة الإنتربول تحول دونه إجراءات طويلة المدى، وأخطر من ذلك كله أن القضية بأكملها سوف تكون ناقصة؛ لأن حلقة من حلقاتها مفقودة وشاهدا من شواهدها فر من التحقيق ومن المثول أمام القضاء.القاضي يعرف ذلك كله، فربما مرت عليه قضايا مماثلة، غير أنه متأكد أنها ليست القضية الأولى التي تطرح أمام القضاء بعد فرار أحد المتهمين فيها، فقضايا الأخطاء الطبية على سبيل المثال خير شاهد على ذلك، كما أنها ليست القضية الأولى التي تتورط فيها جهات التحقيق، حين تكتشف أنها لم تتخذ عاجلا الإجراءات الكفيلة بعدم مغادرة أي متهم إلا بعد استكمال جوانب التحقيق ومن ثم تبرئته أو تقديمه للعدالة.وقد كان تعليم حائل محقا حينما تحدث عن عدم مسؤوليته عن إعطاء المتهم رقم سبعة وعشرين تأشيرة خروج وعودة، كما كان محقا حينما حمل جهات التحقيق المسؤولية، فقد كان أولى بها أن تستصدر أمرا بمنعه من السفر أو تدون ملاحظة في سجله توضح أنه رهن التحقيق.كان تعليم حائل محقا حينما تنصل من المسؤولية بشكل قانوني يخليه من المسؤولية، حتى لو ظل السؤال الأخلاقي مطروحا يبحث عن المسؤول عن تسهيل مغادرة ذلك المتهم، بل والمستفيد من مغادرته.فرار المتهم رقم سبعة وعشرين يفتح الباب واسعا للتحقيق، بحيث يتجاوز المتهمين الماثلين أمام القضاء، ليشمل أولئك الذين كانوا سيمثلون أمام القضاء فيما لو لم تتم عملية تهريب المتهم السابع والعشرين بتأشيرة خروج وعودة[email protected]للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 107 مسافة ثم الرسالة