أهازيج وأناشيد الصغار والكبار، الرجال والنساء، في الكويت القديمة ليس لها ذكر عند صغارنا اليوم ولا نسائنا ولا كبارنا وهي شبه اندرست أو نسبت بالنشاز من الانشاد والغناء، وقد قضت عليها مدنيتنا المادية البائسة وكأنها لم تكن موجودة في يوم من الأيام، تعاهدتها الأجيال الماضية على أساس انها ميراث وتراث هذه البلدة التي اسمها الكويت وان كان موجوداً بعضها، في الكتب الكبيرة والموسوعات، وتذكر في بعض الأحايين هنا وهناك على سبيل التدليل فقط وليس الانبعاث والانتشار والاعادة لها مرة أخرى، وأخشى ما أخشاه في الأيام المقبلة ومع زيادة أعداد الوافدين ان تنتشر عاداتهم وتقاليدهم بما فيها مواضيهم التي فيها أهازيجهم وأشعارهم وأناشيدهم وتحل محل ماضينا كله بما فيه هذه! عموماً، من جميل ما تذكرته وما كنت أسمعه وما اقتنصته من بطون الكتب التاريخية التي وثقت ذلك حتى لا ينسى ويذكرك في كل وقت قضيته في تلك الأيام بمناسباتها المتنوعة، ولعلها تعود بك الى حقب بعيدة فيها الود والوداد وحب الجار للجار ورؤية الصبيان وهم في لعبهم منشغلون بكل براءة الطفولة التي تبدلت، من ذلك أنشودة: «هلية يا رمانة الحلوة زعلانة ليش زعلانة منهو يراضيها صايغ تراجيها هيله يا رمانة أنا أراضيها بس ألاقيها في يوم زعلانة يا حلو بسمتها زادت حلاوتها من شاف طلعتها ما تغمض أجفانه يا روحي يا عمري يا حبي العذري مليت من صبري والروح ولهانة». وأما الأنشودة الأخرى التي تؤديها مجموعة من البنات، وهي ملحونة جاهزة لا تحتاج إلى من يعني نفسه بتلحينها، وهي محفوظة على مر الزمان في كويت الماضي، وكما قال المؤرخ حمد السعيدان (1652/2/3) أخذها أحد الملحنين الكويتيين ونسبها الى نفسه ثم عهد بها الى احدى المغنيات العربيات لتغنيها.. فضاع جمال الأنشودة! «يا من باس العريس من باسها يا من باسها يا من سطر اللولو على رأسها على رأسها جابو لها الكبكب وقالوا البسيه وقالوا البسيه قالت والله ما ألبسه ولا يهمني ولا يهمني ولا يهمني إلا أخوي زين الشباب وزين الشباب عنده عروسه على ركبته على ركبته يمسح بسايلها حبب الحباب حباب الحباب». عزيزي القارئ أردت ان أريحك قليلاً في هذه الوقفة من مقالات الشرهات والنقد والتظلم والظلم والظالمين وشرهم في البلاد بهذه الذكرى الجميلة البريئة من صغيرات الأمس كبيرات اليوم لعلها تريح بالك لفترة.. والله المستعان. *** هكذا: «الطويلة تقضي حاجتها والقصيرة تنادي جارتها»! [email protected] د. محمد بن إبراهيم الشيباني