لوحة من كويت الاخوة الخالصة نشاهدها في دواوين شيوخنا وقادتنا، رغم الاختلاف أحياناً في بعض وجهات النظر.. نتضرع إلى الله تعالى ألا يغير علينا هذه المحبة. ما يميزنا هنا في ربوع الكويت الآمنة المطمئنة الجميلة الوادعة اننا على قلب واحد واخوة، مهما اختلفت الآراء وتضاربت التوجهات، فنحن في النهاية، كما قال سمو الشيخ ناصر المحمد، خلال حفل الاستقبال الذي اقامه له النائب سعد الخنفور في ديوانه بمنطقة اشبيلية «الكويتيون اخوة في السراء والضراء، متماسكون، والتاريخ الكويتي بكل صفحاته يشهد على ذلك، ومهما اختلفنا في رأي ما فان الأمر لا يعدو كونه اختلافاً في وجهات النظر بين هذا الطرف أو ذاك فقط، وبأن ذلك لا يغير في منهج الأسرة الواحدة المتحابة». نعم هذه هي الكويت، واننا لعلى ثقة تامة وأكيدة من ان سمو الشيخ ناصر المحمد وسائر اسرة الصباح الكرام، يتقدمهم صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد وسمو رئيس الوزراء، انما يضعون نصب أعينهم العدالة في التواصل مع جميع فئات المجتمع، وبعموم اطيافه دونما تمييز بين طرف أو آخر، فها هم يشاركوننا الافراح، كما الاتراح، يتنقلون من ديوانية إلى اخرى ومن مواقع العزاء في الديوانيات والحسينيات على حد سواء، حالهم حال سائر أهل الديرة المحبين والمتكاتفين على قلب جميل ونظيف واحد شعاره «هذي الكويت صلِّ على النبي». نعم الكويتيون إخوة في السراء والضراء يا بو صباح، فما نشهده وعلى الطبيعة في ديوانكم العامر صبيحة كل اربعاء من تواصل حضاري وتواضع جم ومحبة مطلقة بين فئات هذا المجتمع الرائع من رجال وسيدات فاضلات يفدون إلى ديوانكم للسلام والاطمئنان، يشاركهم في تلك السيمفونية الرائعة اخوة أعزاء ومن جميع المشارب والطوائف، فهناك راعي الكنيسة القبطية في الكويت القمص بيجول الانبا بيشوي الذي يحرص على التواصل مع سموكم ورواد ديوانكم العامر، وهناك ايضا القس الكويتي عمانويل غريب راعي الكنيسة الانجيلية الوطنية في الكويت، وهناك رجال دين سنة يضعون أيديهم يداً بيد مع اخوتهم الشيعة وهم يهمّون بدخول الديوان، لينشد الجميع في تلك اللحظات الجميلة كلمات المحبة الخالصة للكويت ولرجالاتها المحبين، ولشخص صاحب الديوانية المرحب والباسم على الدوام في وجوه الرواد الاحباء. نعم هذه هي كويت المحبة، كويت الاخوة الخالصة، كويت السني والشيعي، كويت المسلم والمسيحي، وسائر المذاهب والمشارب والديانات والتوجهات، الكويت التي يبحث جميع العقلاء في ربوعها عن خيوط المحبة الاصيلة كي يحيكوا فيها ثوب الوفاء والالتحام في قلب وقالب واحد، فهذا ديدننا منذ قرون من الزمن الجميل عندما التحم الجميع في بوتقة الود، لم نعرف في يوم من الأيام فرقا بين سني وشيعي، وسنظل كذلك باذنه تعالى بالرغم من العمل والتصرف الاخرق الذي اقدمت عليه فئة ضالة وباحثة عن الفرقة في الجسد الكويتي الجميل، فئة قامت بالاعتداء على مسجد البحارنة في منطقة الدعية بقصد الاثارة ولفت الانتباه ومحاولة فاشلة ومكشوفة لدق اسفين التفرقة بين أهل الديرة! نحن في الكويت سنة وشيعة، ومن كل الديانات والمشارب والتوجهات، نرفض هكذا اعمال أقل ما يقال عنها بانها مرسومة ومقصودة ومعدة سلفاً لتنفيذ أجندة ما، ولكنها هيئات ان تعبى ما دمنا نؤمن بالمحبة والالتحام، مهما اختلفت رؤانا في جسد كويتي محب واحد. هكذا تصرفات خسيسة يجب أن تقابل بالقوة وبالعين الحمرة، فمن يدري فلربما وقف وراءها نفر مدسوس و«مدزوز» لا يعرف معدن أهل الكويت، ولم يسمع في يوم من الأيام عن حجم القوة والالتحام في وجوه اعداء الوطنية والمواطنة التي تذوب في شعار «الكويتيون اخوة» ولنا في محنة الغزو الصدامي الغاشم خير دليل ودرس على الالتحام والقوة. وحفظ الله وطني الكويت، وأهلي من السنة والشيعة وسواهم من محبي هذه الأرض الطاهرة. اللهم آمين.. اللهم آمين.. اللهم آمين. أحمد شمس الدين [email protected]