عندما ناقش مجلس الشورى مؤخراً أداء وِزارة النقل، تعرض لانتقادات حادة وبخاصة من النساء الأعضاء. فالعالِمَة السعودية المعروفة (حياة سندي) طالبت بأنْ يدلّها أحدٌ» على شارع واحدٍ تنطبقُ عليه مواصفاتُ السلامةِ العالمية» (صحيفة الحياة،14 جمادى الأولى 1434ه، الصفحة الأولى) والدكتورة حمدة العنزي رأت» أنّ الطُّرقَ هي الأسوأُ منذ 12 عاما، ولا يوجد تطبيق للتصنيف العالمي للمقاولين». كان بودي أنّ أدل الدكتورة «حياة» على الشارع، والدكتورة «حمدة» على المقاول العالمي، إلا أنّ جهليَ، يجعلني أرجو من أيّ مسؤول في وِزارة النقل، الرد على هاتيْن المداخلتيْن، فالقضية قضية طُرُق ما زال بعضها يُعَدُّ خطراً بالِغاً، إذ لم يَمُر أسبوع واحد إلا وتقرأ أو تسمع عن ضحايا: الرجالُ يقضُون في أثوابهم، والنساءُ في عباءاتهن، ولكل شيء سببٌ أو أسبابٌ، ومِن المهم معرفتُها. أخذ الناسُ يهرشون رؤوسهم ويتساءلون: هل الوطنُ الحبيبُ أقلّ دول العالَم دخْلاً ؟ أليست فيه مشروعات تنموية طموحة، رصدت لها الحكومة بلايين الريالات ؟ هُمْ يسألون لأنّ قلوبَهم على وطنهم، وهُمْ يَرَوْن من حولهم مجتمعات يعيش أفرادُها وجِلِين، خائِفين، لا يهدأُ لهُمْ بال. حسب خُطة التنمية التاسعة (الحالية) فإنّ شبكة الطُّرق الوطنية نالت «دعماً مالياً كبيراً من خلال برنامج فائض إيرادات الميزانية، الذي أمرَ به خادمُ الحرمين الشريفين، حيث خُصِّص للقطاع ما نسبته 14،5 بليون ريال، ضمن المراحل الثلاث لهذا البرنامج « فيما أشارت الخُطة نفسُها إلى أنه « يجري إعدادُ دراسة لإنشاء شبكة طُرُق بديلة، لتسهيل عملية الوصول وتقريب المسافات» ومع ما طالبت به الخُطّة من ضرورة « تحسن أداء هذا المرفق الأساس من مرافق النقل» فإن كثيرا من الناس يردِّدون في مجالسهم العامة والخاصة: قلّ أنْ يوجد طريقٌ في مأمنٍ من الحوادث ، وما يُتَدَاولُ في المجالس العامة والخاصة، وأخيرا في مجلس الشورى، يتطلب توضيح ما إذا كان توظيفُ أموال الدولة في الطُّرق، أتى بمرود إيجابي وفعّال، يزيلُ القلق الذي ينتاب بعض الناس، أم أنّ الأمر لا يعدو عدم مبالاة، في طُرق يفترضُ أن لا ترتفع فيها حوادث السّيْر، وما يترتب عليها من ارتفاع مهول في أعداد الوفيات المقلقة، والإصابات الجسيمة. أختمُ برأي للكاتبِ السعودي المعروف (فوّاز عزيز)» إذا لَمْ تُفَكِّر وِزَارة النقل، بتحمُّل مسؤولياتها تجاهَ طُرُق الأطراف، وتقدير حياة الإنسان، فلا أقلّ مِن أنْ تفكّرَ بإنشاء مقابرَ، قُرْبَ تحويلات طرُقها المتهالِكة، والأرقامُ الماليةُ المرصودةُ لمشروعاتها، تكشفُ أنّ مقاولي الطُّرق الأغنى، بينما طرُقُنا الأفقرُ بين المشروعات التنموية» ( صحيفة الوطن، 17 جمادى الأولى 1434ه، الصفحة الأخيرة). [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (94) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain