أنهى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله الجدل الذي تصاعد بعد حملات وزارتي الداخلية والعمل على المنشآت الاقتصادية للتأكد من نظامية العاملين فيها بإعطائهم فرصة لتصحيح الأوضاع خلال ثلاثة أشهر. بعد هذه الفرصة الذهبية هل ستعاد الحجج نفسها، وتعود ريما لعادتها القديمة، وابتكار المخالفات جهاراً نهاراً وعلى عينك يا تاجر، أم أنها فرصة كافية لتستيقظ الضمائر وينمو في القلوب شئ يسير من عشب أخضر مكلل بحب الوطن! الوطن ليس تراباً نتغنى بعشقه عندما نغيب عنه، بل كياناً نحميه من أنفسنا، من الجشع والطمع نقتل دودة الأنا في صدورنا قبل أن تتسلل إلى مفاصل الوطن تلتهم خيراته ومنجزاته. ابنِ اقتصادك الخاص لكن دون أن تهدم اقتصاد الوطن! هذه المليارات تحويلات الوافدين التي تضخ إلى كل بقاع الأرض ألا يستحقها وطنك؟ المدارس العالمية والخاصة بعضها علق الدراسة أسبوعاً، لأن المعلمات والمعلمين والعاملين والعاملات على كفالة غيرها أو أنهم غير نظاميين! كيف تعمل مدرسة أهلية أو عالمية وهي منشأة اقتصادية أهلية دون أن تطبق أنظمة الدولة؟ فعندما تعلق مدرسة الدراسة وهي مستوفية رسومها من أولياء الطلبة خوفاً من حملات التفتيش ألا يجب أن تطبق بحقها العقوبات في حدها الأعلى؟ المدارس التي علقت الدراسة تعمل تحت مظلة رسمية ألا تُلْزم بتطبيق أنظمة وزارة العمل؟ وعلى من تقع مسئولية المخالفات التي وضحت كالشمس، على وزارة التربية والتعليم والادارات التعليمية في المناطق، أم على لجان التفتيش التي تقوم بعملها للتأكد من تطبيق النظام؟! وماذا عن المسئولين والمسئولات في وزارة التربية والتعليم أليسوا مسؤولين ويجب أن ينالهم العقاب فوراً للتقاعس والتراخي في التأكد من التزام المنشآت التعليمية من تطبيق الأنظمة بجدية كيف لم تتأكد من نظامية العمالة ولماذا لم توجه أعداداً من طالبي الوظائف من السعوديين والسعوديات الذين يتكومون بالآلاف أمام أي مؤسسة تعلن عن عدد من الوظائف إلى تلك المدارس ؟ سائقو سيارات الأجرة الذين اختفوا هل هم أيضا مخالفون؟ ماذا إذا تسبب أحدهم في حادث ثم فر هارباً كيف يمكن الوصول إليه؟ البقالات وصالونات التجميل وأسواق أغلقت، ألا يثير ذلك الدهشة؟ لكن للأسف ثار الجدل واختلقت الإشاعات، وتوالت التصريحات ( ضربني وبكى وسبقني واشتكى) عبارة كنا نقولها وإحنا أطفال يمكن أن تقرب الصورة، وما رأيته وعشته يوم الاثنين الماضي عندما ذهبت إلى النادي الرياضي النسائي الذي أمارس فيه رياضتي، كان خالياً من الموظفات والعاملات( مدينة أشباح) يؤكد أهمية مواصلة الحملات بعد مهلة خادم الحرمين. هل يعقل أن تعتمد منشأة إقتصادية أهلية تدر دخلاً مهولاً من الاشتراكات السنوية والشهرية ،للعضوات على العمالة المخالفة لنظام الاقامة ولا تنفذ قرارات السعودة مع سبق الاصرار والترصد؟! يومها لم نجد من يقدم لنا شيئا في كل مرافق النادي وكثير من الحصص ألغيت لامتناع المدربات عن الحضور لأنهن مخالفات لنظام الإقامة على مايبدو! الأندية الرياضية النسائية لا أعرف هي تتبع أي جهة، وأعتقد أنها لا تتبع أي جهة ولا تخضع لرقابة سواء على الأسعار أو على عدد المشتركات الذي لا بد أن ينسجم مع استيعابية المكان والخدمات، بعضها لا يهتم بالنظافة كالمسابح والأجهزة المستخدمة ولا بحق العضوات في كافة الخدمات، لكن ليس على المضطر إلا ركوب المخاطر كما يقولون! لا يوجد خيار آخر فلا توجد أندية رسمية تنشأ بنظام العضوية التأسيسية كما هي الأندية الاجتماعية في العالم من حولنا عندما يدفع المواطن الاشتراك لعضوية دائمة له ولأسرته وأحفاده وما عليه بعد ذلك غير دفع اشتراك سنوي رمزي يتيح له كثيرا من المزايا واستخدام كافة المرافق والمطاعم أيضا تقدم الوجبات للأعضاء بأسعار رمزية، بينما هنا «الطاسة ضايعة» وأعتقد - والله أعلم - أن الأندية تفتح برخصة علاج طبيعي مثل صالونات التجميل التي تعمل برخصة مشغل وتستعين بمخالفات نظام الاقامة والعاملات الهاربات وامتلأت صالونات التجميل النسائية بكل الجنسيات من الوافدات يتعلمن الحلاقة في رؤوسنا! الموضوع أصبح يثير السخرية ، في اليوم التالي وأنا أدخل النادي رأيت لوحة صغيرة جدا بخط رديء مكتوباً عليها ( مطلوب سعوديات للعمل) أكتشفت أن النادي يعمل بموظفة واحدة سعودية فقط ومديرة غير سعودية لكنها ربما نظامية او أنها كانت مضطرة للتواجد لا أعرف حقيقة الأمر، ومع هذا هناك فئة من مصلحتها مناهضة هذه الحملات التي كشفت المستور وفضحت المتسترين والمخالفين من أصحاب المؤسسات الخاصة وأصحاب البقالات والمدارس الأهلية والعالمية التي أغلقت أبوابها لأن العاملين امتنعوا عن الحضور أي أنهم وقعوا في ورطة شديدة فارتفعت الأصوات تنتقد الحملات مع أن بوادر الحملة ظهرت كما ذكرت الصحف على لسان أصحاب مكاتب التوظيف التي تلقت طلبات لتوظيف سعوديين. أجل هي هذه الوطنية التي نريدها تقديم المصلحة العامة على الخاصة ومصلحة الوطن على المصلحة الشخصية توظيف أبنائنا وفتح أبواب العمل أمامهم دون عوائق ومنغصات ودون أعذار ، لذلك أتمنى أن تتواصل الحملات بعد مهلة خادم الحرمين، ثلاثة أشهر فقط وقد أعذر من أنذر. [email protected] للتواصل مع الكاتب ارسل رسالة SMS تبدأ بالرمز (27) ثم مسافة ثم نص الرسالة إلى 88591 - Stc 635031 - Mobily 737221 - Zain