لم تكن إصابة الحكم المساعد محمد الجلاف، في مباراة الأهلي والعين في الجولة ال14 المؤجلة من الدوري، حدثاً عادياً، بعدما ألقى عليه مشجع «بطارية هاتف» أصابته في رأسه، ما استدعى تدخل جراحي «ثلاث غرز» لوقف النزيف، وإلغاء حكم المباراة حمد الشيخ للقاء في الدقيقة الأخيرة والنتيجة تشير إلى التعادل السلبي، إذ إنها المرة الأولى التي يتم فيها الاعتداء على قضاة الملاعب من الجماهير داخل المستطيل الأخضر خلال بطولة المحترفين. وعلى الرغم من أن الغضب الجماهيري يشتعل في كل أنحاء العالم، إلا أن الحدث كان غريباً على الملاعب الإماراتية بإصابة الجلاف وإلغاء المباراة، إذ كانت أقصى حالات اعتراض الجماهير الهتاف ضد قضاة الملاعب، أو إلقاء زجاجات فارغة، أو تصل إلى خروج طاقم التحكيم في حراسة الشرطة عقب انتهاء المباراة. ولا يمكن اعتبار واقعة الجلاف ظاهرة في الدوري الإماراتي، وإنما مجرد حدث فردي يحدث في مختلف الملاعب العالمية، ولكن مع التأكيد على رفض هذه التصرفات الخارجة عن الروح الرياضية. وعلى المستوى العالمي، كان هناك العديد من الحالات المشابهة، أبرزها الحكم السويدي الشهير أندريس فريسك، الذي أصيب خلال مباراة جمعت روما الإيطالي ودينامو كييف الأوكراني على الملعب الأوليمبي بإيطاليا في دوري أبطال أوروبا في موسم 2004 2005، وذلك بعد أن تم إلقاء عملة نقدية أسالت الدماء من رأسه، تم قذفها من مدرجات الفريق الإيطالي بعد احتكاك عنيف بين مدافع روما ميكسيس ومهاجم دينامو كييف فيرباكوسكيز، قرر فريسك طرد المدافع الفرنسي، ما أثار غضب جماهير روما، وتم إلغاء المباراة واعتبار دينامو كييف فائزا 3-صفر. وفي الملاعب الإنجليزية، كان الحكم البريطاني مايك دين ضحية لمباراة في الدوري الإنجليزي للدرجة الأولى جمعت بين كارديف سيتي وسوانزي سيتي في موسم 2008 2009، حين ألقى أحد جماهير كارديف عملة معدنية أصابت الحكم فوق حاجبه الأيمن، الذي تم علاجه داخل الملعب واستكمل اللقاء، بينما تم القبض على المشجع الغاضب. ولم تخلُ الملاعب الإسبانية من الشغب الجماهيري ضد الحكام، إذ شهدت مباراة غرناطة ومايوركا في الدوري الإسباني في موسم 2011 2012 على ملعب الأول، إصابة الحكم المساعد تشافي أجيلار في الدقيقة 60 بجرح أسفل عينه اليمنى إثر إلقاء قطعة معدنية من المدرجات أثناء تنفيذ ركلة ركنية لمصلحة مايوركا، ليعلن حكم اللقاء كلوس جوميز إلغاء المباراة. أما أسوأ حالات الاعتداء على حكام الكرة فكانت في ديسمبر من العام الماضي، عندما لقي حكم الراية الهولندي ريتشارد نيوفنهويزن حتفه متأثراً بجروح في رأسه، نتيجة اعتداء تعرض له على هامش إدارته لمباراة ضمن دوري الناشئين تحت 17 سنة بين فريقي بويتن بويز ونيو سلوتن أمستردام، إذ اعتدى ثلاثة لاعبين على نيوفنهويزن، ليسقط مغشياً عليه بعد ساعات من المباراة، وتم نقله إلى مستشفى ودخل في غيبوبة، وتوفي في اليوم التالي. وكانت أشهر الحالات على صعيد البطولات العربية في الدوري المصري، إذ شهدت مباراة الزمالك والمقاولون في موسم 2000 2001 إلغاء المباراة من قبل حكمها رضا البلتاجي، بعد تعرضه للإصابة في رأسه عند خروجه من الملعب بين شوطي المباراة، والنتيجة كانت تشير إلى تقدم المقاولون بهدف نظيف، وتم إعادة المباراة من دون جمهور، وفاز حينها الزمالك بثلاثة أهداف مقابل هدف.