وقع صندوق تطوير قطاع الاتصالات، إحدى مبادرات هيئة تنظيم الاتصالات، ووزارة التربية والتعليم، اتفاقية تمويل أولية بقيمة 53 مليون درهم، لدعم المراحل الأولى لتنفيذ برنامج محمد بن راشد آل مكتوم للتعلم الذكي، حيث يسعى البرنامج إلى خلق بيئة تعليمية متطورة، وتدعيمها بأساليب تقنية معاصرة لجميع مدارس الدولة، وإنشاء صفوف ذكية مزودة بأحدث أدوات التعليم التفاعلية وأجهزة الحاسوب، إضافة إلى تزويد جميع غرف المدارس بشبكات الإنترنت فائقة السرعة، وذلك للارتقاء بمخرجات التعليم في الإمارات بما يواكب المستجدات العالمية التي تشهدها الميادين التربوية. تطوير نوعي وأكد معالي حميد محمد القطامي وزير التربية والتعليم، خلال توقيع الاتفاقية، أن المرحلة التطبيقية من برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي، ستبدأ في سبتمبر 2013، وتستمر حتى يوليو من عام 2016، وستشهد تطبيق المشروع على جميع مدارس الدولة الحكومية والمراحل التعليمية كافة، كما ستشهد تطويراً نوعياً للبنية التحتية، وبرامج ووسائل التعليم، وإثراء المناهج الإلكترونية، وتطوير البرامج الإدارية والدراسية، والوسائل التقنية للنظام الخاص بالطالب والمعلم، وأصحاب القرار، وأولياء الأمور، والإدارة المدرسية، مشيراً إلى أن المبادرة هدفها إيصال الطلاب إلى أرقى مستويات التعليم، عن طريق ربطهم بالتعليم المتطور، حيث تعمل هذه المبادرة على دمج الطلبة والهيئات التعليمية من خلال تكنولوجيا جديدة، توصل الطلاب إلى مستويات متقدمة. تدريب المعلمين ووقع الاتفاقية معالي حميد محمد القطامي وزير التربية والتعليم، بصفته رئيس اللجنة العليا لبرنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي، ومحمد أحمد القمزي، بصفته رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة لتنظيم الاتصالات، بالنيابة عن الهيئة والصندوق. وأوضح القطامي أن الوزارة قامت بزيارة مجموعة من الدول، منها كوريا وأستراليا وتركيا، والتي تستخدم هذا الأسلوب المتطور، وتم وضع خطة لمدة المشروع لتشمل جميع مدارس الدولة، لنصل إلى مراحل متطورة تتخطى هذه الدول، موضحاً أن الوزارة قامت بتدريب المعلمين المستهدفين في المشروع، على كيفية استخدام التعلم الذكي، من خلال برنامج تدريبي مكثف، بإشراف فريق تقني، بالإضافة إلى توفير شخص تقني لكل مدرسة، لضمان عمل الأجهزة الإلكترونية بالشكل المطلوب، ووفقاً للخطة الاستراتيجية. دعم فني وكانت المرحلة التمهيدية التي بدأت في سبتمبر من العام الماضي، وتستمر إلى يوليو المقبل، شهدت تطوير مهارات المعلمين، وتدريب مختلف المستويات المتصلة بالبرنامج، إضافة إلى توفير قنوات تواصل الدعم الفني والتقني، وتوزيع الألواح الذكية على الطلبة، وأجهزة الحاسب المحمول على المعلمين، كما ستشهد تهيئة وتجهيز الصفوف الذكية، وتطبيق المناهج الإلكترونية، وتوفير السبورات الذكية، وشبكات التواصل الخاصة للمدارس. وضمت المرحلة التمهيدية للمشروع، 14 مدرسة حكومية، بواقع ست مدارس خلال الفصل الدراسي الأول، وثماني مدارس يطبق عليها المشروع في الفصل الدراسي الثالث، وستشمل المرحلة الثانية للبرنامج دمج 30 صفاً مدرسياً و800 طالب و80 معلماً في 8 مدارس، ضمن شبكة برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي، وذلك خلال الفصل الدراسي الثالث من العام الدراسي الحالي. وأوضح القطامي أن مبادرة التعلم الذكي، انطلقت بمباركة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وبهذه المباركة الكريمة، توفرت أهم مقومات النجاح، التي استمدت منها اللجنة العليا للمبادرة وفرق العمل المتخصصة، الحافز الرئيس للعمل والإنجاز، في ظل استجابة واسعة من الميدان التربوي، وتفاعل مميز من المعلمين والطلبة، داخل المدارس التي شملتها المرحلة الأولى للمبادرة. فصول ذكية وأشار معاليه إلى أن وزارة التربية، وشريكها الاستراتيجي "هيئة تنظيم الاتصالات"، يتطلعان إلى غد أفضل لأبناء الدولة، من خلال هذه الفصول التعليمية الذكية، التي تحاكي أفضل ما جاد به العالم من تكنولوجيا ووسائل تعليم حديثة، وطرائق تدريس متقدمة. وذكر معاليه أن جهود الإمارات المبذولة في سبيل تحقيق التنافسية العالمية في مجال التعليم، تنسجم مع مبادرة الشيخ محمد بن راشد للتعلم الذكي، التي تشكل باكورة المشروعات والمبادرات التي تتبناها وزارة التربية والتعليم لتحقيق الأهداف الاستراتيجية لمسيرة التعليم في الدولة، مضيفاً أن "التربية" ستقوم من خلال اتفاقية التمويل التي وقعت أمس مع صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات في إطار دعم التعلم الذكي، بجهود حثيثة من أجل نقل نظام التعليم من التقليدية إلى التنافسية، وذلك بتأسيس مدارس ذكية، تستخدم الوسائل التكنولوجية المتقدمة في هذا المجال. وأفاد القطامي بأن مبادرة التعلم الذكي تهدف إلى تشجيع الطلبة على الابتكار والإبداع، عبر توفير الأدوات اللازمة لدخول عالم التطبيقات الرقمية الذكية والحوسبة السحابية، وتأسيس جيل جديد في الإمارات، يتمتع بالمعرفة التقنية والابتكار، لافتاً إلى أن أحد أهم أهداف البرنامج، دمج المعلمين والطلاب وأولياء الأمور والإداريين ضمن منصة إلكترونية واحدة، وتغيير النمط التقليدي لآليات التعليم، وتأسيس نظام تعليمي يتعامل مع كل طالب بحسب مهاراته وقدراته. متطلبات العصر من جهته، أعرب محمد أحمد القمزي عن أهمية هذه الاتفاقية، التي تؤكد التزام الشراكة بين هيئة تنظيم قطاع الاتصالات، من خلال صندوق تطوير الاتصالات، وبرنامج التعلم الذكي لدعم ورعاية الشأن التعليمي والتربوي في الإمارات، بتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، مضيفاً أن مبادرة سموه الكريمة، تضمنت تشكيل فريق عمل، بالشراكة بين صندوق تطوير قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، وهي إحدى مبادرات هيئة تنظيم قطاع الاتصالات، وبرنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي، حيث تتلخص مهمته في متابعة تطور مراحل البرنامج، ومراعاة تطوير نظم التعليم في مدارس الدولة، وإدخال أدوات التعلم الذكي في مناهج التعليم بالشكل الذي يلبي متطلبات العصر. وأكد الدكتور عبد القادر إبراهيم الخياط، على أهمية اتفاقية التمويل لبرنامج التعلم الذكي في هذه المرحلة، لضمان سير العمل في تطوير العملية التعليمية من خلال توفير أحدث التقنيات العالمية في مدارس الدولة، لإيجاد بيئة معرفية تواكب تطورات ومتغيرات العصر، لافتاً إلى سعي الصندوق لتعزيز القدرة التعليمية للمجتمع الإماراتي، من خلال استيعاب احتياجاته وقدراته، والولوج الآمن به إلى عالم التقنيات الحديثة. وأشار الخياط إلى أن أهداف البرنامج تقع في إطار تنفيذ رؤية القيادة الحكيمة لتوظيف كافة الإمكانات، وصولاً إلى تحقيق رؤية الإمارات 2021. مراحل التنفيذ مراحل تنفيذ برنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي، سيتم استكمالها على مدى الخمس سنوات المقبلة، من خلال اللجنة العليا واللجنة التنفيذية لبرنامج محمد بن راشد للتعلم الذكي، بالشراكة مع عدد من الشركات العالمية الكبرى المصنعة لأنظمة التعلم الذكي، حيث انطلقت أولى مراحل البرنامج في سبتمبر 2012، وهي المرحلة التمهيدية التي تنقسم إلى ثلاثة أجزاء، وتم في الجزء الأول للمرحلة، والذي يستمر لغاية يوليو 2013، تقديم التدريب والدعم للمدرسين لتطوير خبراتهم، بينما يركز الجزء الثاني على تزويد الطلاب بأجهزة الحاسوب المحمولة والأجهزة اللوحية الذكية، وذلك في إطار توفير برامج إدارة الصف الإلكتروني وتطبيق المناهج الإلكترونية، أما الجزء الأخير من المرحلة التمهيدية، فيرتكز أساساً على توفير الشبكات الإلكترونية اللاسلكية، وتفعيلها في العملية التعليمية الجديدة، وعناصرها التي تشمل الطلبة، والمعلمين، والإدارة، وأولياء الأمور. وبعد انتهاء المرحلة التطبيقية للبرنامج، ستبدأ مرحلة المتابعة والتجديد للبرنامج، والتي تتضمن عمليات التحديث المستمر لكافة عناصر البرنامج.