يتواصل العد العكسي، لانتخابات رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ومع الاقتراب من الاستحقاق الكبير في الثاني من مايو/أيار المقبل يبدو أن التوافق صار بعيداً بين المرشحين العرب في ظل الغياب التام للمرشح البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم عن الساحة تاركاً الشيخ أحمد الفهد يقوم بالواجب وبالتربيطات نيابة عنه مع الاتحادات الآسيوية . معلومات "الخليج الرياضي" تشير إلى صعوبة حدوث اتفاق بين المرشحين الثلاثة خلال الفترة المقبلة، على عكس ما نشر في وسائل الإعلام في الفترة الأخيرة وما يروج له البعض لأن لا رغبة في التوافق عند أحد المرشحين الذي يصر على خوض الانتخابات وكأنها معركة كسر عظم . والأمور أصبحت واضحة لأن الدكتور حافظ المدلج عضو التنفيذية الآسيوية أعلن صراحة أن عدم التوافق يعني انسحابه، ما يعني بقاء ثلاثة نحو الكرسي الأهم في الكرة الآسيوية وهم: رئيس الاتحاد الإماراتي يوسف السركال ورئيس الاتحاد التايلاندي لكرة القدم واروي ماكودي والشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد البحريني . إذن المرحلة المقبلة مرحلة حصد الأصوات، لكن السؤال الذي يطرح نفسه بقوة من يقود حملة الشيخ سلمان بن إبراهيم، هل هو نفسه أم الشيخ أحمد الفهد رئيس المجلس الأولمبي الآسيوي؟ فالمرشح البحريني غائباً عن الساحة وأجل مؤتمره الصحفي الذي كان ينوي إقامته غداً إلى يوم 17 الجاري . ومن يتمعن في التحركات يجد أن الشيخ أحمد الفهد أخذ على عاتقه قيادة حملة الشيخ سلمان إلى الرمق الأخير، فسابقاً كان الحديث عبر وسائل الإعلام والتصريحات، أما الآن فالوضع اختلف والعمل صار ميدانياً على الأرض، فمثلاً سافر الفهد إلى العراق على أساس أنه يريد تهنئة العراقيين، برفع الحظر عن استضافة ملاعب العراق للمباريات الرسمية من قبل الفيفا ودعم ملف البصرة في استضافة "خليجي22"، لكن المغزى الأساسي من الزيارة كان الاجتماع بناجح حمود رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم ورئيس اللجنة الأولمبية رعد حمودي ثم حرص على زيارة رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وعرض على الأخير استعداده لدعم الرياضة في العراق، وكذلك إقامة دورة دولية بمشاركة المنتخب الكويتي، وهناك من ربط بين هذه التقديمات وضمان الصوت العراقي في الانتخابات لمصلحة الشيخ سلمان بن إبراهيم . كما أن الزيارة ستطرح علامات استفهام كثيرة لأن هناك دولاً خليجية تعتقد أن إقامة البطولة ال22 في العراق غير محسومة في ظل الوضع الأمني الراهن، والسعودية جاهزة للاستضافة فهل جاء تحرك الفهد برضى المملكة أم كان أحادي الجانب؟ وحدها الأيام ستكشف هذه النقطة . زيارة الأردن والملفت أن الشيخ أحمد الفهد لم يكن متحمساً لزيارة الأردن خلال اجتماع دول غرب آسيا للوصول إلى مرشح توافقي، بقدر حماسه لحضور لقاء منتخب الأردن مع نظيره الياباني في تصفيات كأس العالم التي انتهت بفوز "النشامى" (2-1)، وخلال وجوده في عمان عقد اجتماعاً مع الأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد غرب آسيا لكرة القدم، ورغم أن البيان الذي خرج عن الاجتماع أن الرجلين بحثا القضايا العربية والقارية والدولية بشكل خاص، فهناك من يطرح سؤالاً مهماً فإذا كان الشيخ أحمد الفهد لا يتقلد أي منصب رياضي في بلاده ما مغزى الزيارة والاجتماع بالأمير علي بن الحسين؟ لكن حين يعرف السبب يبطل العجب لأن الاجتماع الذي عقده الشيخ أحمد الفهد مع رئيس الاتحاد الياباني لكرة القدم دايني كونيا الذي وصل إلى عمان لحضور مباراة "الساموراي" مع الأردن لم يعد خافياً . كثيرون يتساءلون ماذا يمكن أن يقدم الفهد لضمان صوت اليابان؟ لكن الجواب سهل لأن أحمد الفهد يريد صوت اليابان إلى جانب الشيخ سلمان، وفي الوقت نفسه يساوم لدعم ملف طوكيو لاستضافة دورة الألعاب الأولمبية 2020 فهو رئيس المجلس الأولمبي وعملية التصويت للأولمبياد سوف تحسم يوم 7 سبتمبر/أيلول المقبل خلال اجتماع اللجنة الأولمبية العالمية في الأرجنتين . إذاً اجتماع عمان الثلاثي بين الأمير علي بن الحسين والشيخ أحمد الفهد ورئيس الاتحاد الياباني ضرب أي أمل بالتوافق بين المرشحين العرب وجعل الأمير علي بن الحسين رئيس اتحاد غرب آسيا طرفاً في اللعبة الانتخابية إلى جانب الشيخ سلمان ولا يهمه التوافق . وكل ما يجري يزيد القناعة بأن الشيخ أحمد الفهد هو رئيس الاتحاد الآسيوي المقبل إذا تمكن الشيخ سلمان بن إبراهيم من الوصول إلى سدة الرئاسة وهي النقطة التي أدت إلى الخلاف الكبير بين محمد بن همام العبدالله رئيس الاتحاد الآسيوي السابق، والشيخ أحمد الفهد لأن القطري رفض السيطرة على الاتحاد الآسيوي من أي جهة، ويبدو أن يوسف السركال لو وصل إلى رئاسة الاتحاد الآسيوي سيقوم بالسياسة نفسها وهي تحرير الاتحاد من أي ضغط أو محاولة سيطرة على استقلاليته . الأوراق المكشوفة وبما أن الأوراق صارت مكشوفة لابد من الحديث بكل شفافية فأحمد الفهد لعب بورقة الصين وأبعد مرشح جوزيف بلاتر عن الانتخابات (رئيس الاتحاد الآسيوي بالإنابة جيلونغ" وضمن صوت اليابان حتى الآن، لكن ماذا عن بقية دول القارة؟ أوساط الشيخ أحمد الفهد والشيخ سلمان تتحدث عن ضمان أكثر من 30 صوتاً في الجيب خلال الانتخابات، لكن الإحصاءات خير دليل والشيخ سلمان قد يكون الأضعف بين المرشحين من ناحية الأصوات والسركال والتايلاندي ماكودي الأقرب إلى رئاسة الاتحاد الآسيوي لكرة القدم . ومن المعلومات الواردة أن شركة دولية تعمل لحساب الاتحاد الدولي لكرة القدم أجرت إحصائية حول الأوفر حظاً للوصول إلى الرئاسة فتبين أن يوسف السركال وماكودي هما الأقرب وأن الشيخ سلمان بن إبراهيم يأتي خلفهما . ومن هنا كانت الخطة لترشيح الشيخ سلمان بن إبراهيم بشكل مزدوج لرئاسة الاتحاد الآسيوي واللجنة التنفيذية من أجل أخذ الاحتياط والحذر من المفاجأة، وهي فرصة للوصول إلى تسوية كبيرة في نهاية المطاف . لكن اللعبة خرجت من الإطار الآسيوي بالتأكيد، وجاءت الرسالة الأولى من الاتحاد الدولي (فيفا) الذي أرسل رسالة شديدة اللهجة إلى أحمد الفهد عبر إيقاف لانكي مانيلان فرناندو الذي تحول من معسكر إلى آخر منذ أن أعلن محمد بن همام استقالته من منصبيه الآسيوي والدولي . كما أن الإيقاف تحرك استباقي من بلاتر لمن بدأ يتقرب من الفرنسي ميشال بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والمرشح للمنصب الأول في الفيفا عام 2015 . وبلاتر لم يكتف بالإيقاف وفتح أبوابه للمرشح الأقوى فكان الاجتماع مع يوسف السركال الأسبوع الماضي الذي كان إيجابياً واستمع خلاله إلى رؤية السركال للمرحلة المقبلة، والمقربون من الطرفين يؤكدون أن بلاتر والسركال أطلقا مرحلة جديدة من التعاون والثقة المتبادلة . الأصوات إلى أين؟ ما مصير أصوات الاتحادات الآسيوية وأين ستصب في الانتخابات؟ المسألة صارت واضحة من ناحية اتحادات غرب آسيا، فالجميع حسم أمره لأن الكويت والبحرين ستصوتان للشيخ سلمان بن إبراهيم وهناك صوتان عائمان للأردن وسلطنة عمان، أما البقية فستكون إلى جانب مرشح الإمارات يوسف السركال بغض النظر عن الزيارات التي يقوم بها كل طرف إلى هنا أو هناك . ومنطقة الآسيان التي تعتبر خزان التايلاندي ماكودي وتضم 11 صوتاً هي إلى جانب مرشحها، لكن لا أحد يعرف ماذا يمكن أن يحصل يوم الانتخابات . ويبقى العمل الجاري على منطقتي شرق آسيا ودول جنوب ووسط آسيا، والكل يعمل على تلك المنطقة، والأمر الوحيد الواضح أن اليابانوالصين رضختا للمجلس الأولمبي الآسيوي في هذا الموضوع . والأمر الذي لم ينتبه له الجميع أن انتخابات الاتحاد الآسيوي قد تخضع إلى تصويت أول وتصويت ثان للوصول إلى الرئيس، وهنا السؤال الأهم: ماذا لو خرج أحد المرشحين العرب من الجولة الأولى، وهل ستصب أصواته في الجولة الثانية إلى جانب المرشح العربي الثاني؟ المنطق يقول إن التوافق الصعب على إيجاد مرشح توافقي يجب أن يكون سهلاً في الجولة الثانية وأن تتجير أصوات من يخرج إلى المرشح العربي الثاني المستمر في السباق وألا يقدم منصب رئيس الاتحاد الآسيوي على طبق من ذهب إلى التايلاندي ماكودي .