عفرين- ماري روداني- أ ف ب - على غرار نسرين التي تقول «لم أكن اتصور أبدا أن نعيش ما نعيشه اليوم»، يصل آلاف النازحين يوميا الى عفرين (60 كلم شمال حلب)، هربا من المعارك التي طاولت أخيرا الأحياء الكردية. وتقول هذه المرأة (25 عاما) «كنا نعيش بهدوء وأمان، ثم اضطررنا الى الهرب فجأة وليس علينا سوى ملابسنا التي كنا نرتديها». وقد سلك هؤلاء الأكراد السوريون طريق عفرين لأنها «المكان الوحيد الآمن ونشعر فيها أننا في ديارنا»، كما أكد رب العائلة في واحدة من 17 مدرسة في عفرين تحولت الى مخيم لجوء. ويوافق الرجال الآخرون على ما يقول. وقد أتوا جميعا من حي الشيخ مقصود (شمال حلب)، الذي كان ينعم حتى الأسبوع الماضي بالهدوء نفسه الذي كانت تنعم به القرى الكردية، وهو كان المنطقة الوحيدة في شمال سوريا التي لم يسمع فيها إطلاق الرصاص ولا أصداء الانفجارات، ولم يؤد القصف الجوي الى هدم أي من مبانيها. مع الثورة ضد البعث ومنذ بداية الثورة، حاول الأكراد (%15 من السكان) الحفاظ على مناطقهم بمنأى عن أعمال العنف، فمنعوا المقاتلين والجنود من دخولها. وفي صيف 2012، انسحب منها الجيش النظامي من دون معارك وتتولى الأمن فيها لجان حماية الشعب الكردي، الذراع المسلحة لحزب الاتحاد الديموقراطي. ويعتبر هذا الحزب الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني. وقال مسؤول من الحزب في عفرين «نحن مع الثورة ضد النظام البعثي الذي اغتصب حقوقنا، لكننا اعتمدنا تكتيكا دفاعيا وليس هجوميا، ولا نقوم إلا بالرد. وهذا ما حصل في الشيخ مقصود». آلاف النازحين من دون مساعدات ويشكل الأكراد في حلب %20 من السكان. وفي هذا الحي، يقاتل الثوار والأكراد سوية قوات نظام بشار الأسد التي ترد بالغارات الجوية خصوصا. وأكدت سنان محمد، الرئيسة المشاركة للمجلس الشعبي لكردستان الغربية المنبثق من حزب الاتحاد الديموقراطي، «في اليوم الأول من المعارك، وصل 100 ألف نازح. وبعد عشرة أيام، بلغ عددهم 250 ألفا». وقالت متطوعة في اللجنة الإنسانية للمجلس الأعلى «لم ترسل أي منظمة دولية مساعدات للنازحين الأكراد، وجميع السكان الآن يشاركون في النفقات ويعطوننا ما يقيت النازحين، لكن ماذا سيحصل في غضون شهر؟». ويرى بعض النازحين أن اقامتهم في عفرين يمكن أن تطول.