هذه العبارة الشهيرة، كثيرا ما نسمعها في أوساط مجتمعنا، تسبق كل نكتة جديدة، نتعامل معها بسطحية ونتداولها فيما بيننا بكل أريحية، ونتجاهل أو نتناسى على أقل تقدير، بأنها قد تمثل نوعا من الدعاية الترويجية للمزاج العالي وحالة الأنس والروقان التي يعيشها ذلك (المسطول) نردد مثل هذه النكات بكثرة في مجالسنا وكأن (المحشش) الذي لا نفتأ الذكر به، لا يوجد إلا في الخيال أو هناك في بلاد بعيدة، كل واحد منا يستبعد وقد لا يخطر في باله أبدا، أن يكون في بيته أو أحد أبناء جيرانه أو ابن لشخص يعرفه، واحد من أكبر (المحششين) ممن انجرفوا خلف هذه الآفة الخطيرة حتى ضاع مستقبله وذبلت زهرة شبابه !!.لقد اعتدنا عند تفشي أي مشكلة أو جريمة، إرجاءها إلى ضعف الأنظمة وغياب الرقابة من الجهة المختصة وإن كان ذلك صحيحا في بعض الأحيان، إلا أن انتشار ظاهرة الحشيش في بلدنا وهذا الكم الهائل لقضايا المخدرات بأنواعها ما بين ترويج ونقل وتهريب حتى قدرتها آخر إحصائية للسنة الماضية بأربعين ألف قضية لا يمكن أرجاؤها لذات الأسباب (وإلا فإننا نضحك على أنفسنا) فنظام مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية يعد من أفضل الأنظمة صياغة وأكثرها صرامة، كما أن هذه القضايا لم تكن لتقام في الأساس مالم يسبقها بكل تأكيد جهود مبذولة من قبل فرق المكافحة تتمثل في عمليات التحري والتتبع والمداهمة.فكرة البرامج التوعوية (التي غالبا ما تطغى عليها البهرجة الزائدة) يجب أن لا نعلق عليها الكثير من الآمال لأن من ينظمونها ويلقونها لا هم لهم سوى الظهور، ومن يستمعون إليها لا يراودهم أدنى شك بأنهم المعنيون بها وإنما هناك مسؤولية الرعاية الملقاة على عاتق كل رب أسرة وعليه أن يتحملها كاملة وإلا تتم محاسبته بكل حزم فما الذي يمنعه من متابعة ابنه، وإن شك يقوم بفحصه، وإن تأكد يبلغ عنه، خاصة أن النظام ينص على أنه لا تقام الدعوى بسبب تعاطي أو استعمال أو إدمان المخدرات بحق مرتكبها إذا تقدم بنفسه أو أحد أصوله أو أقاربه طلبا لعلاجه، كما أجاز النظام لاعتبارات محددة حفظ التحقيق في قضايا الاستعمال للمرة الأولى..ثغرة التعاطي أو الاستعمال الشخصي، التي يلجأ إليها المقبوض عليهم، لتخفيف الجرم والتهمة المنسوبة إليهم يمكن سدها بحجم الكمية المضبوطة، أو وجود سابقة، أو من خلال تضارب أقوال بقية المتهمين في القضية وكما كان النظام رحيما بمن يبلغ عن نفسه ويعد بالإقلاع عن هذه الآفة الخطيرة، فهو في المقابل يحمل نصا لعقوبة (القتل تعزيرا) ليس فقط لمن يثبت بحقه تهريب أو تلقي أو جلب مواد مخدرة أو مؤثرات عقلية بل حتى الترويج للمرة الثانية، عندها لا ينفع الندم، وقد يكون ذلك الشاب المحكوم عليه رغم إدانته بالجريمة ما هو إلا ضحية مجتمع وأسرة مفككة وأب يطمح في تغيير العالم كله باستثناء فلذة كبده !؟[email protected]