دعا الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء المصري الدول الصديقة والشقيقة إلى دعم اقتصاد بلاده، على غرار الدعم القطري. وقال خلال لقائه أعضاء الجالية المصرية خلال زيارته للدوحة: إن التحديات التي تواجه حكومته كثيرة، وعلى رأسها عودة الأمن إلى الشارع المصري، ووصف من يهجمون على المرافق العامة والفنادق ويحرقونها ويسرقونها بأنهم ليسوا ثواراً بل هم «لصوص» -على حد وصفه- موضحاً أن الفوضى الأمنية دفعت الحكومة لزيادة تسليح أفراد الشرطة، ليس بالسلاح الناري لأنه لا حاجة له في ظل وفرته، ولكن بصرف زي واق ضد الرصاص وطلقات الخرطوش، حتى يتمكن الضباط ومعاونوهم من التعامل مع التظاهرات التي يستخدم فيها من وصفهم بالبلطجية طلقات الخرطوش وزجاجات المولوتوف، التي أحرقوا بها قبل أيام فرداً من قوات الأمن المركزي. وكشف قنديل عن نية الحكومة إصدار قانون أعمال التظاهر السلمي قريباً، وقال: «حتى نبين الطريقة السلمية في التعامل مع التظاهرات واستخدام حق التظاهر بسلمية، لأن غياب الآلية القانونية التي تنظم هذا الأمر يعيق عمل الحكومة والدولة ككل». وطالب المواطنين بالتظاهر بعد وقت العمل، منوهاً بأنه حق لكل المواطنين بشرط عدم تعطيل العمل، كما شدد على رفضه إيقاف العمل في بعض المرافق الحيوية مثلما حدث في تعطيل السكة الحديد أو قطع الطرق، ودعا المواطنين إلى العمل ساعات إضافية ليزيدوا دخلهم، ثم يطالبوا بعدها بحقهم كما أرادوا. وحول تحدي توفير الطاقة أشار قنديل إلى أن هناك ضغوطاً على الحكومة لتفي بالتزامات سابقة تجاه شريك أجنبي يجب تصدير حصة من الغاز له في الوقت الذي يحتاجها السوق المصري، وهو ما دفع مصر لأن تستورد من قطر الكمية التي تلتزم بها تجاه الشريك الأجنبي، لمحاولة سد أي عجز قد يطرأ خلال فصل الصيف ولتجنب انقطاع التيار الكهربائي. وعن أزمة عدم وصول الدعم إلى مستحقيه أكد قنديل أنه في السابق كان هذا الأمر طبيعياً، وأن حكومته عملت على رفع الدعم من السلع الفاخرة ليصل إلى مستحقيه، واستشهد قنديل برفع الدعم عن سلعة «بنزين 95»، وقال: «هذا النوع من البترول لا يستخدمه إلا أصحاب السيارات الفارهة، وهم ليسوا بحاجة إلى الدعم، وقد وجهنا الدعم إلى أنبوبة البوتاجاز التي يحتاجها كل مواطن بسيط، واستطعنا تخفيض سعرها من 50 و80 جنيهاً في السوق السوداء وقت الأزمة إلى 8 جنيهات في متناول الجميع». وتابع قنديل: «كما أن منظومة الخبز الجديدة، جعلتنا لا نعطي الدعم على الرغيف مقدماً، بل ندفع الدعم بعد إنتاج رغيف الخبز بصورة جيدة وبوزنه الطبيعي، فندفع في الرغيف الواحد 33 قرشاً ونبيعه للمواطن بخمسة قروش، والرغيف الذي لا يعجبنا لا ندفع ثمنه، وبهذا أجبرنا الجميع على أن ينتج لنا رغيفاً مثالياً ونضمن أن يصل الدعم للمواطن الذي يستحقه». وأردف: «منظومة الخبز وفرت لنا في العام الواحد بين 4 - 5 مليارات جنيه، سوف تذهب للتعليم والصحة وغيرها من القطاعات الهامة». فيما دعا رئيس وزراء مصر جموع الشعب إلى عدم تصديق كل ما يبثه الإعلام، وما ينكره عما تقوم به الحكومة من خطوات جيدة في التنمية، وقال: «لا تصدقوا الإعلام وتابعونا على موقع مجلس الوزراء لمعرفة ما نقوم به من جهود، فنحن نحمل أمانة كبيرة، ولن نهرب ولن نقفز من المركب ولن نستقيل، ونبذل قصارى جهدنا لتحمل مسؤولية البلد، ولن نكون كغيرنا الذي يجلس خارج المركب ويعطي توجيهات ويلوم من يخطئ دون أن يشارك في المسؤولية». وتابع: «هناك من لا يريدون خيراً لهذا البلد، ويتصيدون بعض النقاط السلبية خلال زياراتنا الخارجية من أجل إفشالها، مثل الحديث عن مشكلة حلايب وشلاتين أثناء زيارة الرئيس محمد مرسي للسودان، التي أثاروها وهي لم تفتح للنقاش أصلاً». وكشف عن أن حكومته سوف تطرح قطعاً كبيرة وكثيرة من الأراضي المحيطة بقناة السويس، طرحاً عاماً لكل من يريد التقدم إليه من الشركات العالمية الكبرى، مؤكداً أن الشركات القطرية سوف تتقدم كغيرها من شركات العالم دون تمييز لها عن غيرها». كما أعلن عن أنه سيتم طرح أراض للاستثمار في منطقة شمال غرب خليج السويس بعد أسبوعين، وتابع: «لا بد من الهدوء وعدم جلد الذات من أجل تحقيق الاستقرار في هذا البلد، ونتوقع تحسناً خلال الأشهر القليلة المقبلة». وأبدى قنديل تعجبه من تخوف البعض من انتشار التشيع في مصر بسبب وجود السائحين الإيرانيين، وقال مصر بلد الأزهر لا يمكن أن تتشيع. واختتم بدعوة الدول الشقيقة والصديقة لمصر إلى أن تحذو حذو دولة قطر في دعم الاقتصاد المصري، كي يسجل لهم التاريخ أنهم وقفوا بجانب الشعب المصري وثورته في هذا الوقت الفارق من مسيرة مصر الثورة».