GMT 0:00 2013 السبت 13 أبريل GMT 1:52 2013 السبت 13 أبريل :آخر تحديث مواضيع ذات صلة الكويت هل انزلق الصراع في سورية من سياسي الى ديني؟... إنه السؤال الذي يتردد صداه بقوّة مع تعاظُم أدوار أطراف من طبيعة دينية في الحرب الدائرة بلا هوادة في أنحاء سورية، ولا سيما على مشارف دمشق، ومع تدفق مقاتلين من الخارج غالبيتهم يأتون على متن «عقائد» وكأنهم يزحفون الى الحرب المقدّسة او الواجب الجهادي. «اول الغيث» في إظهار «الوجه الديني» من الصراع الذي انفجر قبل عامين في سورية كان في الكلام عن غالبية سنية تنتفض على «نظام علوي»، قبل ان تخرج الى الضوء جبهة «النصرة» التي سارعت الولاياتالمتحدة الى وضعها على «لائحة الارهاب»، ويتزايد الحديث عن دور ايران و«حزب الله» في الصراع دفاعاً عن نظام الرئيس بشار الاسد. غير انه مع دخول الازمة اللاهبة في سورية عامها الثالث، برز «الوجه الديني» للحرب «على المكشوف»، وها هي سورية تتحول «أرض جهاد» للجميع وساحة جذْب لمقاتلين من أصقاع العالم، يأتون مع كل «الماضي» الى الحاضر المأسوي... لكن ماذا عن المستقبل في ظل مظاهر السقوط المدوي في فخ الفتنة السنية - الشيعية؟ لم يعد هذا الخطر مجرد فرضية او احتمال. فجبهة «النصرة» وأخواتها أعلنت مبايعة زعيم تنظيم «القاعدة» ايمن الظواهري، وسط تقارير عن تهافت مجموعات «تكفيرية» من دول عدة، في وقت تقرع ايران طبول حرب الدفاع عن المقدّسات والوجود الشيعي في سورية وبلاد الشام. ولم يعد مفاجئاً الحديث عن تيارات «تكفيرية» على أرض سورية، بعدما أخذت بالاعلان عن نفسها صراحة، غير ان «المفاجأة» تتمثّل في العلنية التي طرأت على الانخراط الشيعي من خارج الحدود في الدفاع عن شيعة سورية ومقاماتهم الدينية. وقالت مصادر لصيقة بدائرة القرار في «حزب الله» ل «الراي» ان «حزب الله ومرجعيته اكتشفا مبكراً الخطر الذي يحدق بالوجود الشيعي قبل ان يبدأ عناصر القاعدة بالتوافد من الاردنوالعراق وليبيا ومصر واليمن والسعودية والكويت والشيشان، ومن ثم إعلان القاعدة في العراق انها الوجه الحقيقي لجبهة النصرة في سورية». ونقلت هذه المصادر عن الدائرة الضيقة في قيادة «حزب الله» انه «بعدما تم استحلال قتل الشيعة أحصي استشهاد نحو 2450 شيعياً سورياً من المدنيين في عمليات تصفية على الهوية»، كاشفة عن ان «هذا الواقع استنفر الشيعة في دول عدة، بينها العراقولبنانوافغانستان وباكستان للدفاع عن مقدساتهم ومذهبهم في بلاد الشام». وتعتقد المصادر عينها ان «العمل الممنْهج للتكفيريين وتحقيقهم إنجازات على أرض سورية سيُشعرهم بأنهم يملكون زمام المبادرة، الامر الذي يشجعهم مع انتهاء المواجهة في سورية الى نقل المعركة الى لبنان»، من دون ان تستبعد تلك المصادر «الاعلان عن ساعة الصفر لبدء المواجهة في لبنان بيوم دموي كبير». وتقرّ تلك المصادر بأنه «مما لا شك فيه ان الساحة السورية تستنزف ايران وحزب الله بسبب انخراطهما في المواجهة، في الوقت الذي يستمتع التيار التكفيري بالدعم الغربي ويستفيد من التسليح العربي»، مستدركة «انه واهم مَن يعتقد بانه سيكون في منأى عن ضربات التكفيريين او قادر على السيطرة عليهم»، في اشارة ضمنية الى الدول التي ترعاهم الآن، مستغربة «كيف يحظى هؤلاء بالدعم الغربي في سورية، في حين انهم أشدّ اعدائه في افغانستانوالعراق». ويتقاطع ما تقوله مصادر «حزب الله» مع ما عبّرت عنه دوائر قريبة من مركز القرار في النظام السوري ل «الراي» عندما تحدثت عن انه «لم يعد في الامكان مقاومة العقائديين على ارض سورية الا بأمثالهم، بدليل ان المعركة الاخيرة في داريا ادت الى قتل نحو 320 مسلحاً من جبهة النصرة». وفي هذا الواقع، من غير المستبعد، في رأي اوساط معنية «سقوط المزيد من الشهداء في صفوف حزب الله والمقاومين الشيعة الذين جاؤوا الى سورية، خلال الاسابيع والاشهر المقبلة ما دامت المعركة حامية الوطيس».