بعد الغش في المواد الغذائية واللحوم المتنوعة وتجارة الإقامات التي أخذت في التوسع، والجرائم اليومية في الأسواق والمجمعات، وانتشار المخدّرات والمسكرات والحبوب المخدرة المتنوعة، وطابور طويل من الموبقات والآثام والتمدد اليومي للجريمة والمجرمين، دخلت على الخط جريمة جديدة هي سرقة أعضاء الموتى من المستشفيات والأماكن الأخرى التي لا نعرفها! لن يدعوا الإنسان في الكويت في هدوء بال وطمأنينة نفس، فالمصائب والابتلاءات تلاحقه أينما كان في حياته، فلا الشارع في أمان بعد ما يراه من فوضى عارمة وموت مستمر وجرحى على مدار الساعة من حوادث الطرقات، إلى الفوضى في مؤسسات الدولة من دون تحديد، فكلها لا تعمل بالإخلاص الكامل، ولا النظافة الناصعة، ولا المواطنة الحقة، ولو كان ذلك كذلك ما كانت الكويت التي كانت هادئة نظيفة نظامية بهذا السوء والتردي والتجاوز والتعدي والفوضى العارمة. لم يعد كذلك موت الإنسان بهانئ وهادئ ورحيم، فقد جاءت إليه يد المشرِّح الذي سيخرق جثته ليصل إلى أنها لم يُسرق عضو فيها، ولا شك في أن ذلك مما نهى عنه الشارع الحكيم، تغليظاً، تشريح جثة المسلم أو التمثيل بها، بأي صورة من الصور، إلا إذا كانت هناك دواع لذلك كالجريمة أو ما يشبهها. عذرهم في ذلك أن هناك سرقة للأعضاء تحدث في مستشفيات الكويت، أو الأماكن التي تمر عليها الجثة! فعند الوفاة لا بد من الإتيان بورقة من المخفر لإثبات أن الوفاة طبيعية، ثم تحول إلى المستشفى، ومن المستشفى إلى الأدلة الجنائية للتشريح! هذه هي المراحل كما حدثني أكثر من مواطن! وأنا هنا، بل البشر كافة الذين يدبون على أرض الكويت، نريد الجواب عن تساؤلنا: لماذا أصبح الخير يخص والشر يعم؟ لماذا يحدث ذلك، حتى في الوفاة الطبيعية؟ كنا أيام الاحتلال العراقي، الظالم الغاشم الفاسد، نحاول جهدنا عند قتل العراقيين لشهدائنا ألا يذهبوا بهم إلى العراق لتشريحهم خشية سرقة أعضائهم أو تشويهها، واليوم صار ما كنا نخشاه في بلدنا! ما الذي جرى؟ بل أصبح العبء على الأدلة الجنائية أكبر من ذي قبل، حيث زاد عليهم العمل، وهل أخذوا نظير هذا العمل الجديد زيادة وعلاوة على ذلك؟ وما أعرف عن هذا المكان إلا كل خير وصلاح، فالقائمون عليه من أبناء ورجالات الداخلية الكرام، بل الكويت، وهم من الحرص، فلم يشك أحدنا فيهم طرفة عين. أصبحت الحوادث والمصائب والكوارث التي يجدها الإنسان في الكويت لبني جلدته لا تسبق أو لا تلحق من كثرة تواليها واحدة وراء الأخرى، فحسبنا الله ونعم الوكيل على من كان السبب في ذلك. ما زلت أريد الجواب عن تساؤلي والمواطنين عن صحة ما نُقل لي؟! والله المستعان. ضاعت الحيلة: «كل يجيب من راسه خبر، ولا عرفنا الصدق وينه»! د. محمد بن إبراهيم الشيباني [email protected]