منذ العام ،1840 ظل معدل العمر المتوقع لمولود جديد في دولة غربية صناعية يرتفع بنحو 3 أشهر في كل عام، ولكن في الأعوام الأربعة الأخيرة حدث أكبر انخفاض في معدل الوفيات على مدار 8000 جيل من أجيال البشرية . ويقول العلماء إنهم اكتشفوا أن الصياد البدائي الذي كان يبلغ من العمر 30 عاماً (والذي كان يعيش على لحوم الطرائد وأوراق وثمار النباتات)، قد تكون احتمالات وأرجحيات وفاته مماثلة لأرجحيات شخص يبلغ من العمر 72 عاماً يعيش في دولة متقدمة في الوقت الحاضر . بفضل التقدم الطبي وتحسن نوعية الغذاء، تخطت معدلات العمر المتوقع (في بعض الدول المتقدمة) سن ال 80 عاماً . وهكذا، فقد بات العلماء يقولون إن سن 72 عاماً أصبحت الآن تماثل سن 30 عند البدائيين . ويقول الباحثون في معهد ماكس بلانك للدراسات الديمغرافية، ومقره ألمانيا، إن الأدوية والطبابات والرعاية الصحية العصرية، هي السبب الذي يزيد معدلات العمر المتوقع . وقد درس الباحثون معدلات وفاة صائدي الطرائد البدائيين الذين لم تتغير طريقتهم في الحياة منذ عقود عدة . ودرس الباحثون حياة أفراد القبائل في أستراليا وإفريقيا وأمريكا الجنوبية والفلبين، ووجدوا أن أرجحية وفاة الواحد منهم عندما يبلغ سن ال ،30 تكون مساوية ومماثلة لأرجحيات اليابانيين الذين يبلغون من العمر 72 عاماً في الدول التي يتمتع فيها الإنسان برعاية صحية عالية . وبمقارنة صائدي الطرائد مع اليابانيين المعمرين، كتب واضعو الدراسة الذين ترأسهم الدكتور أوسكار بيرغر: "لدى صائدي الطرائد الذين يبلغون من العمر 30 عاماً، نفس احتمالات الوفاة التي يتسم بها اليابانيون الذين يبلغون من العمر 72 عاماً" . وفي الواقع، كانت معدلات وفاة صائدي الطرائد أقرب إلى معدلات وفيات قرود الشيمبانزي، منها لمواطني اليابان أو السويد، بحسب الدراسة . ومنذ العام ،1840 ارتفعت معدلات العمر المتوقع وسط الشعوب الأطول عمراً بثلاثة أشهر في كل عام . وقد شهد العام 1900 بداية الانخفاض في معدل الوفيات، ولم تختبره فعلياً سوى أربعة أجيال من إجمالي 8000 جيل بشري يعتقد العلماء أنهم تعاقبوا على إعمار الأرض منذ بدء الخليقة . وقال العلماء إن معدلات وفيات صائدي الطرائد ومعدلات وفيات مواطني السويد كانت متقاربة للغاية في العام 1900 مقارنة بيومنا هذا . ويقول الباحثون إن الزيادة في العمر المتوقع للبشر تحققت بفضل إزالة الصدمات والمصائب البيئية، وجعل الأمراض والإصابات أقل خطورة وإماتةً بالتكنولوجيا الطبية، وبتحسين صحة المتقدمين في العمر عبر تحسين نوعية الغذاء وتقليل الأمراض وسط الأشخاص الأصغر سناً .