| كتب علاء السمان | بلغ عدد حسابات التداول النشطة في سوق الأوراق المالية نحو 6 آلاف حساب موزعة على شركات ومحافظ وصناديق وأفراد، وذلك وفقاً لمتابعات أجريت على التعاملات اليومية حتى نهاية الشهر الماضي. وارتفع عدد الحسابات النشطة بنسبة كبيرة، مقارنة بتعاملات البورصة وحركة الحسابات للفترة ذاتها من العام الماضي أو بالنظر الى ما شهدته على مدار الأعوام التي أعقبت الأزمة المالية، فيما رصدت «الراي» نشاطاً لافتاً للحسابات الأجنبية المدارة من قبل بنوك وشركات لديها رخصة «أمين حفظ». وجاءت الحركة النشطة الملحوظة للحسابات الأجنبية منذ بدايات العام الحالي، اذ تهتم جهات مختلفة بالحصول على موافقات لفتح حسابات خاصة لها تدار من قبل مؤسسات كبرى مثل «اتش اس بي سي» و «البنك الوطني الكويتي» وغيرهما، ما يعد اشارة الى أن هناك قراءات ايجابية مختلفة تم رصدها عن البورصة المحلية. وتتمركز حركة تلك الحسابات على أسهم المجموعات التشغيلية دون الخوض في عمليات مضاربية عشوائية على غرار ما تقوم بها بعض المحافظ الفردية أحياناً، فهناك عوامل ومعطيات تحدد مسار سيولة هذه الحسابات. وترى مصادر استثمارية أن محافظ قديمة عادت لتحرك أموالها من جديد في سوق الأوراق المالية، بعد غياب دام لنحو أربع سنوات عن التعاملات اليومية، لافتة الى أن هذا الأمر ستكون له انعكاسات ايجابية على وتيرة التداول خلال الفترة المقبلة. وحذر مراقبون من الانجرار وراء الأسهم المضاربية التي تنشط بفعل مضاربين دون الاعتماد على قراءة موضوعية للوضع المالي لهذه الشركات، منوهين الى أن هناك سلعاً مازالت تتداول عند مستويات مغرية للغاية، ما يشير الى ان هناك موجات جديدة من النشاط قد تنطلق من هذه السلع، اذ تهتم المحافظ والصناديق منذ فترة بتغيير مراكزها من أسهم الى أخرى. ولم يستبعد المراقبون ان تشهد وتيرة التداول موجات تصحيح طبيعية في حال حدوث أي فقاعات على الأسهم المدرجة، الا انهم استغربوا من تراجع اسعار الشركات التي لم تحظ بنشاط من الأساس، وذلك ما يشير الى أن تلك الأسهم تفتقر الى لاعبين رئيسيين عليها بمن في ذلك الملاك أو قريبو الصلة على غرار ما يحدث في شرائح مختلفة من الأسهم التي تحظى بتدفق سيولة جيدة عليها من وقت الى آخر. وكانت بعض المحافظ والصناديق قد اهتمت اخيراً بأسهم المجموعات والشركات القيادية، وذلك ما ظهر من خلال وتيرة التداول النشطة عليها، الا أن هذه الأسهم لم تدخل بشكل كامل حتى الآن في نطاق الاهتمام الكامل للمحافظ والصناديق ولم تستحوذ على اهتمام الغالبية كما كان في السابق، ما يوضح ان هناك أسهماً أخرى قد حازت الصدارة، لاسيما بعد أن تراجعت حدة التصحيح أخيراً في ظل تدفق السيولة ممن يهتمون بشراء الأسهم الصغيرة او التي تتداول تحت سقف المئة فلس او ما يفوقها بقليل، وسط توقعات بأن تكون هذه الأسهم محل اهتمام المحافظ والصناديق خلال الفترة المقبلة. وتراهن الأوساط المالية على ما ستحمله نتائج أعمال الشركات المدرجة للنصف الأول من العام الحالي، خصوصاً بعد ان انهت الكثير من المجموعات خطط الهيكلة المعتمدة من قبل الجمعيات العمومية، ومن ثم تجاوزها لمرحلة الخسائر والدخول في مرحلة جديدة من الارباح والعوائد المجزية.